محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
جيش الكتروني لمحاربة دول
ليس غريباً في هذا الزمان نوعية الحروب ، حيث بدأت الحرب بطريقة بدائية حتى تطورت إلى حروب نووية وما بعدها، والى غير ذلك الكثير من التطور في الحروب ، لكن أخطرها جيوش تعمل في الخفاء التام، يتم تجنيدها ضد بلد معين أو أشخاص معينين ويكون عمل هذه المجموعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، والإعلام المرئي والمسموع لما له من سرعة انتشار عالية جداً.
هذه الجيوش كان لها دور في ما يسمى بالربيع العربي ، الذي دمر مدناً واهلك بشراً من دون سبب واضح ومعلن ، فقط الخراب لتطبيق سياسات دولية ، ومنها صفقة القرن الفاشلة ، كُثر هم الأشخاص ضعيفي النفوس الذين يبيعون وطنيتهم بثمن بخس ، وحاولوا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التحريض ضد الدولة المراد تدميرها ، فمثلاً بالأردن هناك أشخاص أود أن أصفهم بـ (الخنازير البرية التي تعوي من الخارج) ، باعوا وطنيتهم وقضيتهم من اجل حفنة مال وقاموا بضخ السموم الإعلامية -إن صح القول- إلى الأردنيين ، لكن الشعب الأردني اكبر وأوعى من هؤلاء، فكانت لعبتهم مكشوفة لدى الشارع الأردني ؛ والعرب عليهم الحذر منهم وعدم ترديد ما ينشروه أو يقولوه ، والتعلم من التجربة الأردنية .
التحريض الإعلامي هذه الفترة ضد إيران تمهيداً لأمر ما في أروقة السياسة العالمية ، رُبما لعمل عسكري محتمل ، أو غيره ، وتمثل ذلك في مؤتمر وارسو حيث اللقاءات الجانبية كانت طاغية على الهدف المعلن لإنعاش الشرق الأوسط .