د. أحمد عبيد بن دغر يكتب:
كيف سنقابل أبناء حجور غداً لو تمكّن منهم العدو؟
ليس هناك انتصار يمكن صناعته في المعارك الوطنية ضد الأعداء دفعة واحدة ودون تراكمات.
الانتصار الكبير هو في حصيلته النهائية مجموع ما يتحقق من انتصارات متفرقة متعددة أقل من شاملة وأكبر من مجرد اشتباك في هذه الجبهة أو تلك، هذا هو حال كل المعارك الكبرى في التاريخ، وهذا هو حالنا في اليمن.
حجور معركة أقل من شاملة ولكنها أكبر من مجرد اشتباك عابر، هذه المعركة تخوضها مجموعة مديريات ما عرفت اليوم بمنطقة أو قبائل حجور، ويشترك فيها عشرات الآلاف من المقاتلين البواسل دفاعاً عن قيم الجمهورية والوحدة، ودفاعاً عن الأرض وعن العرض.
لقد طفح الكيل لدى أبناء حجور من عنصرية هذه الفئة الباغية من المتمردين الطغاة العنصريين الحوثيين.
حجور انتفاضة ومعركة مسلحة حقيقية في قلب منطقة العدو وفي عقر داره وعلى بعد كيلومترات من بيت الافتراء والكذب بيت السلالة النتنة.
حجور تضحي من أجلنا جميعاً لاستعادة الكرامة والشرف والدفاع عن قيم الحرية والعدالة والمساواة والعدل، حجور تقاتل الجهل والخرافة وأكاذيب أئمة المذهب العنصريين القتلة وتواجهه أدركنا أم لم ندرك مخططات الأعداء في المنطقة.
إن انتفاضة حجور رافد آخر من روافد معركة تخوضها القوى الوطنية من صعدة مروراً بالجوف ومأرب والبيضاء وشبوة وأبين ولحج وتعز وحتى الحديدة، ويجب علينا النظر إليها كمعركة وجبهة لها أولوية في اللحظة الراهنة من سير معركة التحرير المسنودة بعاصفة الحزم وموقف العرب كل العرب.
وحدة الموقف إزاء حجور كوحدة الموقف إزاء كل الجبهات، فرض عين على كل يمني.
حجور عنوان للوفاء لقيم سبتمبر وأكتوبر ومايو العظيم التي تخلى عنها البعض ويدافع عنها البعض دونما نكوص، حجور هي محاولة من الأوفياء من أبناء وأحفاد الثورة اليمنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، فإن كُسرت انتفاضة حجور فسنخسر نحن في الشرعية ونحن في التحالف معركة كان يمكن الانتصار فيها.
نصرة حجور ودعم انتفاضتها الباسلة ورجالها وقادتها هي معركة استعادة الدولة ونصرة الشرعية وخطوة في مشوار معركة الأمن الإقليمي العربي.
وهي بكل تأكيد أشرف وأجل من كل المعارك الخفية التي نديرها فيما بيننا.
من الخطأ الصمت ومن الخطأ عدم إدراك الأهمية العسكرية لانتفاضة حجور، يجب ألا نتخلف فإن تخلفنا عن دعم حجور وأبطالها حقق العدو نصراً جديداً، وسيخرج الإيرانيون غداً ليتباهو بصلابة الجبهة الداخلية للحوثة واعتبارهم أمراً واقعاً على العالم أن يعترف به.
واعتراف كهذا لا ينهي المعركة في اليمن ولن يحقق نصراً للحوثيين وإيران ولكنه يكلفنا نحن اليمنيين ونحن في التحالف العربي بقيادة المملكة والعرب جميعاً دماءً وأموالاً وممتلكات وإمكانيات أكثر في معركة التحرير واستعادة وطن لحضن الأمة.