التحجج بالمواقف الدولية
بارونات حرب الجنوب لن يسمحوا بقيادة سياسية للجنوب
تلقيت رسالة من ناشط جنوبي يُخبرني بها بأنه ومجموعة من النشطاء تقدموا بعدة مقترحات لحل معضلة القيادة السياسية للجنوب ويسألني عن رأيي بما يطرحونه ، في الحقيقة راجعت ماكتبه لي عدة مرات ومن وقتها وأنا أبحث للوصول لنتيجة ولكن يؤسفني أن أقول بأن الوضع الجنوبي واضح بأنه سيستمر على ماهو عليه لسنوات قادمة طويلة سيدفع ثمنها الشعب الجنوبي ولا أحد غيره فالوضع الجنوبي أستقر على مُعانات الشعب وأصبح هناك ناروتات وأُمراء حروب وأي حل للجنوب سيكونون به هم أكبر الخاسرين .
فمن بيده قرار القيادة السياسية للجنوب هو مُستفيد من هذا الوضع ويستحيل أن تقفز الغيرة لديه من العدم ليُغير واقع الجنوب وغالباً ما يتحججون بمواقف دول الأقليم والمجتمع الدولي وليس هناك دعم لمثل هذا التوجه ، رغم أني قلت من سنوات لاتعولوا على دول الأقليم ياشعب الجنوب مُستحيل دول الأقليم وأخص بالذكر دول الخليج ليس من صالحها أن يستغل الجنوب وتعود دولتكم ، لذلك لا أمل قريباً على مايبد لابل أصبح أمل إيجاد قيادة الجنوب شبه مُستحيل في ظل الواقع الحالي ، لذلك أستطيع أن أُجزم بأن اللجان الثلاث قد فشلت بمسعاها على مدى الشهور الماضية رغم كل أشارات التفاؤل التي كانت تصلني وأعلنت على أثر ذلك بأكثر من مناسبة بأن القيادة الجنوبية سترى النور ، وأنا هنا أُقدم أعتذاري للشعب الجنوبي لأني أعتقدت بأن تلك الأشارات صحيحة ولكنها كانت كالأنذارات الكاذبة ، لذلك طالبت تلك اللجان التي أخذت على عاتقها محاولات لملمة الوضع الجنوبي أن تكشف الحقيقة وهي لجنة بن شيبه ولجنة المصعبي ولجنة الوالي (مع الأحتفاظ بالألقاب) فتلك اللجان بذاتها عجزت عن لملمت بعضها بلجة واحدة فكيف بها تستطيع أنشاء قيادة جنوبية ؟
الأن وبعد أن أنتهى شهر مارس الذي وعدونا به أن يُعلنوا عن القيادة السياسية ولازال الوضع على ماهو عليه أصبح على تلك اللجان الثلاثة أستحقاق سياسي وأخلاقي ليعلنوا لشعب الجنوب صاحب الحق الشرعي من هو العائق ؟ ولماذا ؟ وماهي نتيجة لقاءاتهم ؟ ومع من ؟ وبأي تاريخ ؟ ولماذا فشلوا بمسعاهم؟ ومن هي الأطراف التي عاقت عملهم؟ وكيف واجهوهم؟ هذه الأسئلة لابد من أن تُجيب عليها اللجان الثلاث وإلا أصبحت شريكة بتخدير الشعب الجنوبي الذي عاش على أمل كاذب.
الأن مطلوب من اللجان الثلاثة مكاشفة ومصارحة الشعب الجنوبي الذي أنتظرهم شهور طويلة وهو يدفع ثمن ذلك الأنتطار من شهداء وبطالة وفقر ومرض وعوز وإرهاب وقتل وتدمير وكل أنواع المُعاناة التي يتخيلها المرء ، فصاحب الحق الشرعي بمعرفة نتائج مساعي اللجان الثلاث هو الشعب الجنوبي ومن حقه أن يعرف الحقيقة وعلى رؤساء اللجان أن يكونوا أول صادقين مع شعبهم الجنوبي.
في الحقيقة وبعد كل ذلك أن لم تحصل مُعجزة وأنتفاضة عارمة يقودها المُثقفين والأكاديميين ﻭﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ورجال المقاومة لأنتزاع حقكم بقيادة المرحلة فمعاناتكم ستطول سنوات وسنوات وأذكركم بأن اليد المُرتعشة لاتصنع أوطان ولامُستقبل وأن كنتم تراهنون على أن القدر سيُغَيِّر واقعكم فهذا حلم أبليس بالجنة فبارونات الحروب لن تسمح بذلك وهذا لن يحدث أصلاً أن لن تنتزعوا حقكم بيدكم فغير ذلك سيُغرره الأخرين عنكم.
أنور الرشيد