عبدالباري الكلدي يكتب:

في ذكرى أربعينية تخليد الشهيد طماح

رحل عنا الشهيد البطل محمد صالح طماح ولا يزال في قلوبنا حياً بأخلاقه وبطولاته ومواقفه النبيلة ونضالاته الفذة التي ُسطرت بمداد الوفاء والإخلاص 

رحل عنا طماح الجنوب وسيظل خالداً في كل نفوس الشعب وسام فخر وعزة، لن ينساه جبل العر وجبال ردفان والعند ، لن تنساه كل بقاع أرض الجنوب التي عاش عليها جندي وقائد ومناضلاً وثائراً ،

لقد سجل طماح تاريخا ًحافلا ً بالعطاء والجهد والتضحية والفداء كما هو ليس غريب  على عائلة طماح فقد شربوا قيم الفداء وحب الوطن والنضال منذ إنطلاق الثورة الجنوبية الأولى ضد الإستعمار البريطاني وقدمت عائلة طماح قوافل الشهداء والجرحى والثوار والقاده الشجعان حتى يومنا هذا

مرت أربعين يوماً على رحيل طماح بطئية الساعات تجر وراءها الثواني جر كيف لا ولا زال حزناً عميقاً يخيم في أرجاء وطنا الجنوبي 

لقد كان القائد طماح من أصحاب الصف الأول قائدا ً محبا ً للخير كريم النفس متواضعاً بشوش الوجه حسن الملتقى ذو نقاء وشهامة ، 
برحيله فقد الجنوب صدى  صوت بطلا ً كان قد أثبت مقدرته كقوة ردع جنوبي  
من هنا كان لا بد  أن يضع الأعداء حداً لتلك القوة فلم يكتفوا بالتهميش والتخوين وحين رأوا وضع الرجل المناسب في المكان المناسب للقياده كان الرجل الأول للردع  ..تكالب الجميع في وضح النهار لتدمير تلك القوة التي يمثلها الأسد طماح
أستشهد طماح ... وظن البعض أن بموته وموت القاده الجنوبيين العظام سينتهي  الجنوب ونسوا أو تناسوا أن أرض الجنوب معطاءه وولادة 
بأمثال طماح ورفاقه 

أن تصفية الشهيد طماح والغدر فيه في ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي اتفقت عليها مصالح مشتركة لقتل ذلك المشروع العظيم وما يناضل لأجله الشهيد القائد طماح في وحدة الصف الجنوبي 

لقد أخذ طماح وزملائه من الشهداء والقاده على عاتقهم صدح الصوت بهموم الأرض والإنسان الجنوبي ومناقشة مستقبلهم ووضع حد لهموم الحاضر والتنبيه لعدم التغافل عن أخطاء الماضي 
ودفعوا أرواحهم في سبيل تحقيق أهداف الثورة الجنوبية والتي أخدها الهمج والقتله في لمح البصر للحفاظ على مصالحهم البغيضة 

رحل طماح  لكنه عاش قائدا ً شجاعاً لأجل الجنوب كل الجنوب حمل في قلبه مبدأ التصالح والتسامح وجمع الكلمة وتوحيد الصف 
وكان لا يخشى أحدا ً وكانت لسانه تصدح دوماً وبكل مكان (أن يجب علينا وحدة صفنا والقبول بالآخر وتوحيد الجهود فلا جنوب من غير يافع أو أبين أو شبوه أو الضالع أو حضرموت أو المهره) هكذا كان يخاطب الجميع حتى أن البعض أصبح يتحسس من ما يقول ويصفوه على أنه يثير المناطقية ، حتى أستشهد رحمه الله في يوم ذكرى التصالح والتسامح 13 يناير ليكون طماح شهيد التصالح والتسامح حمل مشروعه في حياته وعاش لأجل تحقيقه ومات في ذكراه ،  
رحمك الله طماح ستظل ذكراك خالدة لتحملها الأجيال، ويتحدثوا بها بكل فخر، سلام على روحك الطاهرة