غازي الشعيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):

لمن لا يثق بالانتقالي

جميعنا يعلم أن المجلس الانتقالي تكون ونشى بإرادة شعبية جنوبية, عن طريق تفويض القائد عيدروس الزُبيدي بتشكيل كيان ساسي جنوبي, ليكن حامل أساسي للقضية الجنوبية, وممثلاً لها أمام المحافل والمعاقل الدولية,  ويدير شئون الجنوب في حالة الانفلاتات والاضطرابات الحاصلة فية, وكان ذلك التفويض مباشراً من شعب الجنوب, وعلى ضوء ذلك التفويض تشكل المجلس الانتقالي الذي أصبح له قوة نفوذ داخلياً وخارجياً وإعتراف دولي غير مسبوق, صحيح كانت هناك كيانات ومكونات متعددة تحمل القضية الجنوبية,  ولكن تلك المكونات والكيانات كانت مساوئها أكثر من مزاياها على القضية الجنوبية, أظهرت شعب الجنوب شعب مشتت وممزق غير متوحد لا يحمل رؤية وآلية وبرنامج وقادة موحدة, وأن كانت تلك المكونات تحمل هدف واحد,  وكانت هناك تباينات ومكايدات بين تلك المكونات, وتلك حقيقة لا نستطيع انكارها, وكان العالم ينظر إلينا بعين الفرقة والسخرية باعتبارنا شعب لم نتفق فيما بيننا على رؤية واحدة وقيادة موحدة, وكان يقوبل أي تحرك خارجي من قبل بعض النشطاء والساسة في الخارج بعدم الاسغاء  والاستماع إلى ما يحملوه من رؤئ وافكار تجاه القضية الجنوبية, وكان الرد غالباً ما يأتي بتلك العبارة "اولاً توحدوا فيما بينكم وبعدين أتوا إلينا".

لكن الآن وبفضل الله وبفضل المجلس الانتقالي تغيرت الموازين, وأصبح الانتقالي هو الممثل الأساسي والوحيد للقضية الجنوبية ولدية مجالس في عموم الوطن الجنوبي ومكاتب داخلية وجارجية ودوائر في شتى المجالات تعمل بصدق وإخلاص دون كلل أو ملل من أجل الجنوب وإستعادة دولته إيماناً منهم بقضيتهم الجنوبية العادلة, وأصبح هناك إعتراف خارجي دولي بالقضية الجنوبية وبالمجلس الانتقالي من مختلف الدول العربية والغربية والأوربية منها, وكما نشاهد ونسمع من توارى الدعوات من أغلب الدول المختلفة لرئيس عيدروس الزُبيدي وأعضاء المجلس الانتقالي كل دولة بعد أخرى, وذلك لماقشة القضية الجنوبية وفهم محاورها ومبادئها, لعدم إدراك تلك الدول بحقيقتها ومبادئها وما عاناه شعب الجنوب من ظلم ونهب وسلب وإقصاء وتهميش من قبل الاحتلال الغاشم, وذلك بسبب التكتيم الإعلامي الذي كان يمارس على جميع نشاطات الشعب الجنوبي خلال الأعوام السابقة, من قبل الفضائيات الخارجية والداخلية وبعض الإعلاميين. 

ولذلك ينبغي على كل من يؤمن بالقضية الجنوبية أن يلتف حول المجلس الانتقالي, لكونة سفينة النجانة ومن خلاله سنصل إلى بر الأمان, فهو خير حامل وخير أمين, دون الالتفات إلى الفئة المستضعفه التي تشكك في عمل ومبدئيات المجلس الأنتقالي, فهناك من يقول أن المجلس الأنتقالي وجد لتخدير الشعب الجنوبي فقط دون أي عمل ملموس على الارض, وهناك من يدعي بأن المجلس الإنتقالي يمشي ببطء, وغيرها من المعتقدات والاوهام, وتلك جميعها خرطقات فلسفية من أولئك المتشدقين المنطويين في بوتقة عمائهم واوهامهم المشئومة, التي افقدتهم صوابهم وبصيرتهم, وصاروا لا يرون غير المساوئ دون المحاسن والمزاياء, واغلب عليهم الظن والوهم أن الأمور تمشي على طريق من الورد والسلام وعلى عجلة من الأمر, وأن الجنوب سيأتي على طبق من ذهب, لا يدركون أن الطريق أمام المجلس الانتقالي شاق ومتعب وطويل, وبحاجة إلى دراسة عميقة وحصيفة وآلية ممنهجة يمشي عبرها بخطوات آنية ومرسومة, وكذا لا تخيفكم وتشغلكم مشاريع أصحاب النفوس الضعيفة, المعادية للقضية الجنوبية الذي يريدوا تكريس الاحتلال على ارض الجنوب, مهما بذلوا وحاولوا أستقطاب بعض المترزقين, الذي لن يهمهم سواء المال والفيد الى حساب قضيتهم ووطنهم, لن يفلحوا بمشاريعهم الوهمية تلك أعاقة القضية الجنوبية نحو التحرير والاستقلال, ولن يستطيعوا الوقوف أمام المجلس الانقالي الذي أصبح المهيمن الاقوى على المشهد الجنوبي والقضية الجنوبية بإرادة شعبية جامعة, دعوهم وشأنهم مهما حاولوا يمرروا مشاريعم تلك بنواياهم ومأربهم الخبيثة فهم ضعفاء جبناء خاسرون, فالإرادة إرادة الشعب وليس إرادة جماعة مترزقه تلهف وراء مصالحها الخاصة على حساب مصلحة شعب باكمله.

وبدون شك لقد قطع وحقق المجلس الإنتقالي شوطاً وإنجازاً كبيراً داخلياً وخارجياً, في شتى المجالات والأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية, والحقوقية والإنسانية والعسكرية والأمنية وغيرها من المجالات والمعابر وما ينكر ذلك إلا جاحد, فكونوا على ثقة بمجلسكم الانتقالي برئاسة المناضل عيدروس الزُبيدي, الذي أتى من رحم المعاناة ومن خنادق وكهوف النضال والكفاح وليس من أسرت وكنب الفنادق والقصور الفارهة, والتفوا حوله وناصروه بالقول والعمل واشعروه بالثقة التي منحتوه إياها, واجعلوه يعمل دون ضجيج وتأجيج, حتى يكون على قد تلك الثقة والمسئولية المنوطه على عاتقه, ليعمل بجد وإجتهاد لايصالنا إلى بر الأمان نحو الهدف المنشود واخراجنا مما نحن فيه بسلاماً آمنين, وكونوا على دراية وإدراك أن تلك المسئولية والمهمة الملقاه على عاتق المجلس الانتقالي ليست بالأمر السهل فنحن أمام منحدر ومنعطف خطير وطويل لن يجتاز للخروج منه إلا بحكمة وبذل جهد كبير ووقت طويل وقد يكون عبر مراحل مختلفة, ولكن ثقوا أن الهدف والمبتغى سيتحقق, مهما طال الزمن فلابد أن تشرق شمس الحرية وننال كرامتنا بمشيئة الله تعالى, فالحق يعلى ولا يعلى عليه, وصاحب الحق سينتصر ولو بعد حين.

والله الولي على ذلك والقادر عليه...