غازي الشعيبي يكتب:

كورونا وواجب إحتوائه

طالما وفيروس كورونا قد أجتاح العالم أجمع بأستثناء دول اقليه ومن ضمنها اليمن ولكنها مهددة بالخطر لاسيما مع سرعة تلاشي هذا الوباء, الذي أرهب العالم أجمع بالخوف والذعر, ولذلك فإن الوضع يشكل تحدياً عالمياً لا يجوز التقليل من خطورته, حتى لو أخذنا في الاعتبار أنه أخذ العالم كله على حين غرة, فلابد من التعامل مع هذا التحدي وفق خطة شاملة وجدية من قبل الدولة والمواطن ككل, تتأهب لإحتواء هذا الوباء القاتل, فإنني أعتقد أن أي تقاعس تحت أي حجة من الحجج يهدر على المواطنين وقتاً ثميناً وفرصاً قد تكون الفارق بين الحياة والموت.
فحتماً أن التوعية والإرشاد وتوجيهات السلامة العامة من الأمور الضرورية تقع على عاتق الجميع, غير أنها في ظل المجهول الكبير الذي نعيشه لا تفي بالغرض, ومهما كان العبء المادي باهظاً فإن التكلفة الإنسانية أبهظ وأكثر إيلاماً, وهذا ما يعود بنا إلى التشديد على أن الأمر  بحاجة إلى سياسات صحية تقررها الحكومة المتمثلة بوزارة الصحة, ولا يختلف أثنان بإن القرارات النهائية والواجب الأكبر لمجابهة هذا الوباء يقع على عاتق الدولة, لكنها بحاجة إلى شجاعة فئتين تنشطان في إقناعها وإذا احتاج الأمر فضحها.
الفئة الأولى: هم الخبراء الصحيون والأطباء المتخصصون، ولا سيما أولئك الذين يقفون في خط الدفاع الأول ضد الوباء, ولقد خرج من هذه الفئة أبطال حقيقيون احترموا واجبهم الطبي وضميرهم الأخلاقي, كالطبيب الصيني الراحل لي وينليانغ (34 سنة) الذي كان أول من حذر من الفيروس بعد اكتشافه في مستشفى ووهان المركزي, وأُصيب به ثم قضى منه في أثناء معالجته المصابين.
والفئة الثانية: هم الإعلاميون المتسلحون بمعرفة الفئة الأولى, وعبر جهود هؤلاء الإعلاميين المسئولين والملتزمين, لا يقف دورهم بتثقيف الرأي العام وإرشاده فحسب, بل يجب عليهم رصد تعامل المسؤولين, والكشف عن تقصيرهم في حال قصروا أو أخطأوا أو استغلوا أو عبثوا بمصائر المواطنين الذين ائتمنوهم على مصائرهم ومصائر أسرهم.
الخطر الوباء قادم والأزمة كبيرة ومكلفة, ويرجح أنها ستكون واسعة النطاق وطويلة الأمد نسبياً, لكوننا نعيش في ظرف إستثنائي نفتقد فيه لكل الامكانيات الصحية والإقتصادية, ونمر في وضع لا دولة ولا مقومات ولا رعاية صحية, في وضع تنتشر فيه كل الأوبئة والمخاطر ولم تستطع الدولة إحتواها بحيث صارة تأرق حياة المواطنين كل يوم,  فما بالك بوباء أرهب العالم أجمع.
نسأل من الله السلامة لجميع شعبنا وإن لا يرينا في أنفسنا أي مكروه أنه سميع مجيب.
كتب/ غازي المزارع