غازي الشعيبي يكتب:

الإنتقاد السياسي

الإنتقاد السياسي واجب وطني مقدس ويجب تفعيلة دون محاربته كوسيلة شعبية لتصحيح, وكما هو حق للمواطن أن ينتقد, فهو حق للساسة أن يجيبون ويدافعون عن أنفسهم بتبرير أعمالهم وخطواتهم, ويجب على القارئ والمستمع أن يحترم رأي المنتقد وله حق أن يبدي وجهة نظره باسلوب راقي ومهذب لا بالتهجم على المنتقد وتخوينه أو اتهامه بالعمالة والقصور والغباء والجهل السياسي, أو أتهامه جزافاً بإنه يعمل ضد الجهة المنتقده, فهذه أساليب غير إخلاقية, وإذا كانت من الساسة أنفسهم فهي تعني التهرب والتنصل من المسؤولية بعين أمها, وإن دلت فهي تدل على الأخفاق في العلم والعمل السياسي, وعدم أحترام الرأي والرأي الآخر.

وعلى الجميع أن يفهم أن الإنتقاد ليس مسأله شخصيه تهم شخص معين فهي مسأله تهم الجميع, وعندما ينتقد أحدنا خطوات وأعمال اامجلس الانتقالي ليس ذلك تشويهاً به أو للوقوف عارضاً أمام ما يقوم به, بل ذلك الإنتقاد نابع من حب ووطنية ونريده أن لا يخفق في سياسته, وبالمقابل يجب على المنتقد أن يكون النقد بناء ومبرر, وليس لكل الخطوات والمواقف التي يقوم بها المجلس الانتقالي, فإذا كان الموقف أو الخطوة التي قام بها المجلس إيجابية وتخدم الوطن المواطن ولا تتعارض مع الهدف المنشود وليس فيها خروج عن أهداف الثورة الجنوبية يجب أن نشيد به, وأن يكون الإنتقاد فقط في حالة إذا كان في وجهة نظرنا الموقف أو الخطوة التي قام بها سلبية تتعارض مع الهدف المنشود وفيها خروج عن الثورة الجنوبية.

والنقد ليس تجريحاً شخصياً بهذا أو ذاك, وكما أسلفنا أن النقد البناء ظاهرة صحية ومهمة جداً من أجل الرفعة والتصحيح والبناء وليس الهدم والتشويه, والنقد البناء المبني بالحقائق والمبررات الكاملة غير منقوصة أو متجزءة, تجعل المسؤول يشعر بإنه يعمل في فريق واحد مع المواطن وأن ما يقوم به يوثر سلباً أو إيجاباً على المجتمع والوطن والمواطن, ثم يقوم بتصحيح ما أخفق به والعودة إلى مساره الصحيح والسير وفق خطوات مدروسة نحو هدفه المنشود..