علي محمد السليماني يكتب:

هل يحيل مجلس الأمن ملف الجنوب الى الجمعية العامة؟

وقع وزير الخارجية في ج.ي عبدالقادر باجمال ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل معاهدة جدة المكونة من ثلاثة اجزاء مساء 12 يونيو2000م في مدينة جده ،واثنا التصديق عليها لاحقا في مجلس النواب اليمني قدم الدكتور عبدالكريم الارياني رئيس مجلس الوزراء اليمني شرحا مفصلا للمجلس النيابي البمني ، لفت نظري فيه تطرقه الى ملف الحدود بين الشمال والجنوب في اشاره ضمنية الى ترسيم الحدود بين البلدين عام1914م والمصدق عليها في 11 فبراير1934م بمدينة صنعاء واوضح ضمنيا ان المشكل يتركز في مااسماه بالفك المفترس ( يقصد نقطة التقاء الحدود الجنوبية -السعودية- اليمنية- ) واختتم شرحه، وهو مهندس السياسة اليمنية بالقول: ان خط الاستقلال الوهمي سقط والى الابد ، وهذا يعد جزءا مكملا من هذه المعاهدة ؟؟!!

كنت متوقعا ان ينبري احد قيادات الجنوب في الجبهة القومية وامتدادها الحزب الاشتراكي اليمني ويفند "مفردة خط الاستقلال الوهمي " التي ذكرها الدكتور عبدالكريم الارياني، لكن لم يناقش ذلك احد، وهو أمر خطير والسكوت عنه لايعني غير القبول من قبل تلك القيادات الجنوبية المناضلة !! وفي يونيو 2008 التقى سمو ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبدالعزيز، وزير الدفاع السعودي ، رئيس اللجنة المشتركة السعودية - اليمنية في مدينة المكلا وعلى مدى يومين تم في اخرهما اتفاق حول استكمال الانتهاء من معاهدة جدة والتوقيع عليها ،والفك المفترس الذي يربط الجزء الثاني بالجزء الثالث من المعاهدة، وصرح الامير سلطان بن عبد العزيز ان هذا الاتفاق يعد منصفا لكل الأطراف..!!

وفي 12 اكتوبر 2008 صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة على هامش حوار الحضارات والاديان على مساعدة اليمن في التغلب على اثار كارثة الفياضانات والسيول التي اجتاحت محافظتي المهرة وحضرموت الجنوبيتين ،ولكن اليمن رفضت التصويت وعارضته ..؟؟!!!!

ان مايجري حاليا في بيحان ووادي جنة والعقلة والعبر والوديعة من محافظتي شبوة وحضرموت، وادعاء حزب الاصلاح وهاشم الاحمر وعلي محسن الاحمر والشماليين عموما " يضع عدة تساءلات حول الكثير من الأمور في هذا الشان الاستراتيجي، الذي تعرض للعبث منذ عام 1963 وحتى اللحظة الراهنة في زمن مثخن بالجراح لوطن كان اسمه الجنوب العربي ومساحته 112 الف ميل مربع وله جزر ممتدة من كمران غربا والى اخر جزر الجنوب في مياه البحر العربي التي تلتقي مع المياه الاقليمية لسلطنة عمان الشقيقة شرقا ؟؟!!

وفي الاخير ليس بوسعي وبوسع اي جنوبي وجنوبية من شعب الجنوب غير ان نزجى الشكر لدولة البيرو ومندوبها المحترم في مجلس الامن الدولي حول ما ادلى به في جلسة محلس الامن الدولي المنعقدة يوم الاربعاء 13 مارس2019 بضرورة مناقشة قضية الجنوب واحترام رغبة شعبه في اختيار مستقبله وتحديد مركزه السياسي، ونتامل ان يحيل مجلس الامن الدولي ملف الجنوب وشعبه الى الجمعية العامة للامم المتحدة للتصويت على استعادة استقلال وسيادة وعضوية دولة الجنوب في الامم المتحدة الى وضعها السيادي المستقل القائم في 21 مايو1990م بحدودها في ذلك التاريخ، وهذا ماهو قائم عمليا على الارض منذ خمس سنوات.

الباحث/ علي محمد السليماني