نبيل الصوفي يكتب :
تعز القديمة وإخوان الفئة الباغية
تتذكرون سقوط دولة إخوان مرسي؟
مع الاعتذار -طبعاً- لإخوان مصر، عمرهم ما تحوّلوا خنجراً بيد شيخ، ولا رصاصة بيد عسكري، ولا وَقَع صادق الأحمر مسؤولهم التربوي، وليس فيهم لصوص من عيِّنة أصحابنا كقيادة.. ولا باعوا مصر تشليحاً.
لكن أتحدث عن مسار آخر..
كان الإخوان طفلاً وهناك من علّمه يذهب يخطف قنبلة بيد واحد ثانٍ، وبعدها فجعه أنها ستنفجر، وبعدها حرَّض عليه أنه خطف قنبلة.. المهم، لعب به لما دوخ، وبسهولة سلمت الأيادي، وانتهوا وهم يقولون نفس الكلام: الدولة، الشرعية...
الآن الإخوان حقنا فرحوا أن في ناس زعلانين منهم، وزادوا هشك وبشك.
تخيّلوا تنظيماً يعتبر نفسه أنه صح كون هناك أناساً ضده.
إخوان عبدالملك الحوثي.. نفس التفكير.
لم يقدروا يسيطرون على مناطق تحت نفوذهم، والإصلاح هو أول تنظيم في العالم العربي تخرج منظمة دولية ببيان تقول فيه إن منطقة سيطرته وقياداته تحمي مغتصبي أطفال.
هذه حكاية لا مثيل لها، وستدخل تاريخ الحركات الدينية المعاصرة.. وسيبقى هذا موجوداً في كل ندوة ونقاش وخلاف.
وبدل أن يرتبوا صفوفهم، قفزوا لمربع ثانٍ.. يوسّعون نفوذ الاغتصاب..
يومين.. ثلاث.. أربع الآن، وسيلتفتون يتساءلون: "هو ليش عملنا ذا كله؟
مَنْ ندوّر.. مَنْهم المطلوبين؟".
وسيستمرون يتضاربون هم وسكان تعز القديمة، ستحولهم هذه المدينة كما فعلت الموصل بداعش والقاعدة..
أبو العباس رتّب أموره مبكراً، وأخرج كل سلاحه وقوته إلى الكدحة.
معي، فقط، احتمال أنه فعلاً هناك مشروع قطري تركي إيراني لإدخال اليمن وضع سوريا، وما يحدث هو إفساح المجال لبيع تعز لهم، لكن هذا احتمال ضعيف، إخوان علي محسن وسالم وحمود وتوكل، ليسوا متفقين مع بعض إلى هذه الدرجة، وليس عندهم قدرة لهكذا مشروع.. هم حق ندوة وفيس بوك وحرب في حارة مُرهَقة لتحرير المحرر، أكثر من كذا "ما شيقدروش".
لذا تخبأوا الآن بالدولة.. الدولة.. كالطفل حين يرتكب خطأ يقول لك: هو، أقرب واحد له يقول هو..
ستتداخل الأوراق، وستزداد تعز عراكاً، والإخوان ضعفاً ولصوصية في نفس الوقت..
وكل يوم سيسألون أنفسهم: مو عملنا؟
هذه الجماعات، تكتمل كي تعود للنقص في لمح البصر..
تعز..
لم تمر حملة الحشد الشعبي لتنظيم دولة المقر في تعز، بصمت.
وثقت على الملأ وطبعاً بجهود الناس، بدون ولا قناة تلفزيونية واحدة.. لا إماراتية، ولا سعودية، ولا مصرية. أما البقية فمستحيل..
تعز اليوم، اقتربت خطوة من طريق النضال الجنوبي الذي انتصر ضد القوة بالتماسُك الشعبي.
لك القوى يا تعز..
يقف إخوان علي محسن في تعز اليوم، عرايا كما لم يحدث في تاريخهم كله..
لأول مرة تخرج شخصيات كانت من حلفاء معارك الإخوان كلها وتقول: أنتم قَتَلة.