نبيل الصوفي يكتب:
ليست أزمة أفراد.. الجماعة حين تصبح شراً
تؤكد لي الأحداث، دوماً، أنَّ الإخوان، كطريقة تربية وكمنهج وكتنظيم، هُم ماء النار/ الأسيد/ الأسيت.
لا أتحدث عن أفرادهم، بل عن فكرهم ومنهجهم.
اخرج الفرد منهم، سيكون عادياً مثل بقية الخلق، أدخله في حلقاتهم ستتحلَّل كلُّ قِيَمهِ ويتحوَّل مسماراً في ترسٍ صدئٍ..
هذا هو سبب قوَّتهم الهائلة.. الواحد منهم، كل واحد، يجد نفسه ملتزماً لإثبات صواب الجماعة، بغض النظر عمّا يقوله هو وتقوله الجماعة، يفعله هو وتفعله الجماعة.
سيكون صادقاً نقياً طاهراً، إن تحدث عن نفسه، وسيكون كاذباً فاحشاً فاجراً فيما يخص الجماعة.
يمكنك أن تجمع آلاف الأكاذيب التي ينتجها شباب الجماعة بشكل ذاتي ومستقل كامل السيادة.
بدون أنْ يأمره تنظيم، أو توجِّهه قيادة، فقط هو دخل مسار الجماعة و -إذاً- ينتج ما تحتاجه.
سيكون بالأمس مع عفاش، سيقول في 93 للاشتراكي إنه فاجر حين قال إن صالح هو عفاش، وفي 2011 هو نفسه سيقول العكس، وأتحداك تقنعه أنه انتقد هذا بأي يوم..
صالح الصّادق الأمين في 99 والفاسد الأوحد في 2011..
الاشتراكي مؤسّسة الانحلال الأولى في اليمن في 90، وفي 2017 المؤتمر.
الإمارات دولة العروبة الأولى في 2016، وفي 2019 أبو العباس عميل للاحتلال الإماراتي..
هادي في صباح يومه خائن، ومع المقيل شرعية، والمساء حسب نوع القات.
الحوثي، قاتِل في الحرب الأولى، مُستضعَف في الحرب الثانية، يعتذر له في 2012، وفي 2011 عادت صعدة للوطن، وفي 2014 الرأي رأي حمزة الحوثي، وفي مأرب معتدٍ، وفي تعز جار طيب.
الناصري، اليوم قد هو مكان الحوثي.
منصور الحنق يقود مقاومة شعبية، أما أبو العباس فخارج على الشرعية..
ليس مهماً الواقع عند الإخوان الجماعة، وليس مهماً القانون، ليس مهماً الدين والدنيا، المهم هم ماذا تقتضي مصلحتهم قولاً وفعلاً..
وأتحدث عن تربية مقصودة وليست مجرد اعتياد جماعي.
سيقولون لك إن الشرعية خائنة، إن لم تستجب لهم، ويا ويلك إن قلت أنت إن الشرعية إخوانية.
الأمس كان الحشد الشعبي، اليوم الثاني تنظيم هو الدولة وهم إرهابيون. الثالث أو نفس اليوم الثاني لكن بعد العصر: السلفيون إخواننا، ما فيش أصلاً حرب في تعز.. من قال لكم إنه في حرب.
الخلل ليس أنتم يا أفراد الجماعة، أنتم منَّا ونحن منكم، مواطنون نختلف أو نتفق.. لكن حين يدخل الواحد منَّا الوحل.. لن يكون إلا حاملاً له وخادماً..
مرض.. لا حل إلاّ بمداواته حلاً.
حلّوا أنفسكم ستنتصرون..