علي السليماني يكتب:

اصطفاف سياسي ضد هادي والجنوب

يظل العجز السياسي اليمني في فهم الواقع والتعامل معه بفهم عميق ورؤى ثاقبة ،تستوعب مختلف التعقيدات والعوامل المؤثرة والمتأثرة في هذا الواقع، الذي هو بالضرورة متصلا بغيره ومشحونا بهموم كثيرة منها الففر والجهل والتخلف والندرة في الموارد،وذلك مع الاسف هو القاسم المشترك للسياسي في الجهوية اليمانية شمالا وجنوبا منذ اكثر من نصف قرن ..ان عدم الفهم المتبصر بالواقع ادى الى التطلع للخارج والارتهان له والاستقواء به لتحقيق التطلعات المحلية ومعظمها اطماع توسعية مغلفة بورق "السلوفان" المزين بالشعارات المستوردة، وهو ماسهل الاختراق الداخلي وسحب اليمن والجنوب العربي الى معترك الصراعات الساخنة والناعمة وفقا لمصالح فردية او حزبية بعيدا عن مصالح الشعبين، وهو ما جعل من تلك الادوات ان تظل متمسكة باعادة انتاج نفسها وخطابها التعبوي المتحفز ضد الاخر مستفيدة من تكرار الازمات والصراعات وديمومتها التي توفر عائدات مالية ضخمة لتلك لادوات التي فقدت الشعور بالمسئولية والخوف من المحاسبة لسكوت "الضحايا الشعبين" وانسياقهما خلف خطابات تعبوية خاطئة ومتشنجة مقابل تلك الاموال التي تستوفيها غير أبهة بمصائر هؤلاء التعساء الذي يتم استخدامهم وقود محرك للازمات والحروب "و هذه الطاعة الشعبية شجعت فراعنة الفساد الى تدويرذواتهم ونفس خطابهم التعبوي دون ان يكلفون انفسهم بالبحث الجاد لايجاد حلول صادقة تنهي الصراعات والحروب وتحقق السلام في الجهوية اليمانية ،وقطعا هذه السلوكيات متعمدة اساسا من الممولين الخارجيين لتلك الادوات المحلية على الارض في الجنوب والشمال من الجهوية اليمانية ، بينما مشاكل وهموم الشعبين بعيدة عن حساباتها وان اهتمت بها فهواهتمام للتسول والحصول على مايجود به الكرام الذي يجد طريقه الى ارصدتهم ،كل حسب مكانته ونفوذه بينما تبقى المشاكل والقضايا خارج نطاق اهتمام تلك الادوات التي ادمنت الادارة بالازمات والفساد، ولن تخرج دورة على عجل تم عقدها في سيئون الجنوب لمجلس نواب منتهي المفعول بتحقيق اي جديد عدا ما اعادت انتاجه من ادوات الازمات والحروب ،والتي استدعت بدورها بسرعة مذهلة ادوات اخرى مساعدة لها لتعلن في بيان "شعبوي"ا اصطفافها ودعمها وتاييدها للشرعية الجديدة،ضد الرئيس هادي والجنوب واستعدادها لمواصلة نفس العبث في غلبة الاطراف الاخرى وتجاهل القضايا الحقيقية واصحابها..*

الباحث/ علي محمد السليماني