نبيل الصوفي يكتب:
اليمن.. تفتقد قائداً يعيد لحربها الاعتبار
تفتقد اليمن لقائد يلملم شعثَ مواجعها.. قائد يراه الناس ابناً وأباً لهم.. يتقدم الصفوف، ليس له من حسابات إلاّ استحضار البلاد التي طال زمن وجعها..
في اليمن صفَّان: الأول، حوثي استولى على الدولة ومقدراتها.. ورأسماله الوحيد هي الرعونة والدموية..
والآخر، شعب مُثقَل بالمنتفعين..
قدم التحالف لدعم الشعب، فغرق المنتفعون بالإمكانات، وصرنا نتسابق على مَنْ يحصل أكثر لا على من يقدّم أكثر.
أهاننا عفشُ هادي وعلي محسن وجيش السفير، ومرتزقة الإخوان الذين يموت أشجعهم ليتاجر بموته أكثرهم دناءة..
قدَّمت الرُّوح الجنوبية تجربة عظيمة في مواجهتنا جميعاً، كُلنا كنَّا عندها هدفاً كما هي عندنا جميعنا هدف، لذا انتصرت لأنَّها رأت الحوثي كمنتصر علينا، فإن أرادت النّصر عليها "كرف" المنتصر ومهزوميه، وفعلاً انتصرت..
وهي تعاني اليوم، من أنَّ عفش الهزيمة أمام الحوثي يشوش عليها في عمق مشروعها وأرضها وانتصارها..
ونتمنى لها الثبات والانتصار، إذ لو انتصر أي منَّا عليها فإذا هو انتصار للحوثي ليس إلاّ..
وفي صنعاء حاول "علي عبدالله صالح" تقديم طريق آخر في سباق مع المخاطر، لكن الأقدار غلاَّبة، واختاره الله إليه، وتركنا بعده نشبه حال حلفاء الشرعية، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.
لا جديد في الرؤية، متمسكين بالغثِّ من الأحلام والشعارات..
مثل صاحب دكان قد احترق، وصاحبه لا يزال محافظاً على أرفف محترقة لا تصلح لشيء.. فقط لأنه يراها هو بعين الأمس..
تحتاج بلادنا قائداً، يفرض مصالح الناس، ويحميها..
قائداً يجعل المقاتل باسمنا، يقاتل وهو ممتلئ ثقة بمشروع وطني وليس بكشف مرتبات.
يقدِّم دمه واثقاً من نزاهة قيادة البلاد وتوافق مواطنيه على الحد الأدنى..
لا تنقص حربنا، قداسة ومشروعية.. لكننا بلا قيادة سياسية..