فاروق يوسف يكتب:

أريد أن أراك

لا أحد من الفنانين العرب يعرف أحدا إلّا في ما ندر، والملتقيات الفنية المغلقة التي تستبعد الجمهور ليست ظاهرة إيجابية، فهي لا تعرّف بالفنانين على نطاق واسع، إنها تبقيهم في دائرة رعايتها.

يقول لي فنان مصري إنه زار تونس غير مرة ولم يلتق فنانين تونسيين، لم يعلم أحد من الفنانين التونسيين بمروره كما أنه لم يتعرف على أحد منهم باستثناء القائمين على إدارة الملتقى وهم ليسوا فنانين. ذلك يصح على كل الملتقيات التي تقام في مدن عربية مختلفة وهي كثيرة، في كل مدينة حللت فيها كان عليّ أن أبذل جهدا من أجل أن التقي بعدد من فنانيها.

وفي زيارتي الأخيرة لمسقط فوجئت بزيارة عدد من الفنانين العمانيين الأصدقاء الذين جاؤوا للقائي، حدث استثنائي لا يقع، هناك في الحقيقة قطيعة بين الفنانين العرب لا أحد يعرف سببها.

لو سألت الفنانين في البحرين عن الفن في المغرب لما ذكروا لك سوى محمد القاسمي، فهو الفنان المغربي الوحيد الذي عرض في بلادهم، أما لو سألت الفنانين المغاربة عن الفن في البحرين فإنهم سيلوذون بالصمت، ذلك لأنه ما من فنان بحريني عرض أعماله في بلادهم.

“مَن تعرف من الفنانين المصريين المعاصرين؟”، سؤال وجهته لرسام صديق من الجزائر، صمت صديقي، ولكنه استدرك صمته بسؤال “ولكن هل يعرف المصريون أحدا من الفنانين الجزائريين غير محمد راسم؟”، لقد فشلت المؤسسة الفنية العربية في أن تقيم قاعدة للتعريف بالفن العربي.

الفنان العربي غريب داخل بلاده، ما من أحد يقدمه، فيما تهدر أموال من أجل تقديم فنانين أجانب يُشك في قيمة أعمالهم الفنية، لقد نسي العرب أن هناك اتحادا للفنانين العرب ومقره الكويت.

عبدالرسول سلمان وهو رئيس ذلك الاتحاد يلتفت من حوله فلا يجد مَن يعينه على أداء مهمته، لو كانت تلك المؤسسة حية لصنعت أشياء كثيرة على مستوى اللقاء العربي، نريد أن يعرف بعضنا البعض الآخر على الأقل.