فريد ماهوتشي يكتب:
فشل سياسة الاسترضاء ومأزق النظام الإيراني
إن تطورات الأيام الماضية وضعت الحقائق الواضحة التي تم دفنها من خلال سياسات الاسترضاء في العلاقة مع النظام الإيراني أمام مرأى الجميع. ولأعوام وحدها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي كانت تقول بأن الطريق الوحيد لمواجهة النظام الإيراني هو الحزم ولكن سياسات الاسترضاء كانت تروج خلافا لذلك وتقول بأن لكبح النظام ولجمه يجب التماشي معه في ظل نفس هذه السياسات حتى ازدادت تدخلات وإرهاب هذا النظام ووصل به الأمر لادّعاء السيطرة على ٤ عواصم عربية.
ولو لم يكافأ الملالي على أعمالهم الإرهابية والمغتصبة ولو لم تضع كل من أمريكا وأوروبا بديل هذا النظام أي مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية على قوائم الإرهاب الخاصة بهم وذلك لإرضاء الملالي وما داروا ظهورهم لانتفاضة الشعب الإيراني في عام ٢٠٠٩ لربما كان قد سقط نظام الملالي.
لو تم الرد بحزم لأفعال النظام عندما كشف مجاهدو خلق عن لائحة مكونة ٣٢٠٠٠ شخص من مرتزقة النظام في العراق وعندما كان إرهابيو النظام في العراق يفجرون الشعب والخبراء العراقيين وحتى الجنود الأمريكيين بالقنابل والمفخخات في الشوارع لما خطى النظام خطواته التالية في مختلف دول المنطقة.
لم يتمتع نظام في إيران طوال ال ٢٠٠ عاما الماضية بمقدار الدعم والحماية التي تمتع بها نظام الملالي في ظل سياسات الاسترضاء الغربية ولكن الآن فقد تغيرت المعادلة كليا.
ظريف خلال سفره الأخيرة لأمريكا سعى إلى تجربة اللعبة القذرة ذاتها التي تم استخدامها خلال عصر الاسترضاء ولكنه فشل فشلا ذريعا. ومن ثم سعى النظام مستخدما أساليبه القديمة الاستفادة من قواته التي تقاتل بالوكالة عنه في المنطقة لعله يستطيع كسب الامتيازات من خلال ذلك.
وإن قدوم القوات العسكرية الأمريكية بحجم ضخم للمنطقة جعل مخطط النظام يواجه فشلا كليا.
روحاني رئيس جمهورية النظام الإيراني قال بأننا لم نواجه صعوبات مثل صعوبات عام ٢٠١٨ و ٢٠١٩.
هذين العامين هما نفس العامين الذين اشتعلت واستمرت بها انتفاضة الشعب الإيراني أولا و في ظل هذه الانتفاضة وفقا لما قاله روحاني ذاته تغيرت سياسات الاسترضاء في أمريكا ثانيا.
ومع موت سياسات الاسترضاء الآن تحولت كل أوراق قوة النظام لعوامل ضعف ووهن. إذا لم يستطع النظام التدخل في المنطقة ونشر القتل وارتكاب المجازر فإنه سيواجه وهنا مفرطا وانهيارا لأهم العوامل والأسس التي تحفظ حياته في الداخل أي قوات الحرس الإرهابية وهذا يعني سقوط النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
خامنئي أكد عدة مرات بأنه إذا لم نستطع القتال في سوريا فسوف نحارب في شوارع أصفهان وطهران من أجل حماية حكمه.
الآن وفي أعقاب تقليل بيع نفط النظام للحد الأدنى فإن النظام لن يجد المال الكافي لتأمين هذه القوات ماليا ومن وجهة نظر سياسية وعسكرية أيضا يجب أن يحذر النظام من ألا يرتكب خطأ غير مقصود ضد الولايات المتحدة وحلفائها لأن هذا الأمر سيتسبب في ردة فعل عسكرية شديدة ومن جهة أخرى فقد سعى النظام خلال فترة حدوث السيل في إيران إلى جلب هذه القوات لداخل البلاد لمواجهة سيول الاحتجاجات والغضب الشعبي في إيران ولذلك بصرف النظر أنه يمكن أن تندلع حرب بين أمريكا والنظام الإيراني أو لا فإن هذه المسئلة الأساسية قد تم إثباتها وهي أن في ظل موت سياسات الاسترضاء وحتى الآن فإن التطورات تسير في ضرر النظام وفي صالح شعوب المنطقة وعلى الأقل فإن النظام لن يستطيع الاستفادة من قواته ومرتزقته في المنطقة كما في السابق
النتيجة الحتمية لمثل هذا الأمر هو انهيار القوات وفي المحصلة إضعاف قوات الحرس في داخل البلاد. وفي ظل هذه الظروف فإن السماح للوبيات النظام بتبييض وترقيع صفحة النظام من أجل فتح منافذ لإعمال سياسات الاسترضاء هو أمر في ضرر الشعب الإيراني وشعوب ودول المنطقة. نظام الملالي الرجعي والمتخلف لن يستطيع في أي وقت ومكان تغيير سلوكه العدواني لأن ذلك يتناقض مع طبيعته وكما يقول المثل الشعبي (توبة الذئب هي موته) لا يجب التقصير أبدا في مواجهة هذا النظم بحزم وحسم ولا يجب دعم هذا النظام المحتضر بسياسات الاسترضاء أبدا.
وطبعا فإن سقوط النظام كما أكدت السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مرات عدة هو عمل الشعب ومقاومتهم المنظمة، الأمر الذي ستحقق حتما وبلا شك.
عضو المقاومة الإيرانية