صباح الخير يا لحج الخضيرة !
كل يوم يتجمع هنا في مدخل مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج عدد من الباعة المتجولين ’ يتخذون من هذه الجولة مكانا لبيع حاجياتهم (بطانيات وملابس ) , في الجولة التي يجب أن تكون واجهة حلوة للمدينة ناهيك عن أيام الإثنين والخميس ( الأيام المحددة في الإسبوع لسوق المواشي) فلا تتفاجأ إن وجدت كبشا هنا أو غنمة هناك مربوطة في الجولة معروضة للبيع , إلى جانب أيضا عدد من باعة البترول في دبب مياة الشرب كما سألت أحدهم صباحا الدبة الكبيرة ب 500 ريال والصغيرة 250 ويا بلاشاه .
تكتمل الصور أحبائي حين تتفجّر المجاري بمحاذاة هذه الجولة ويأتيك سيلها مختلطا بالقمامة مع زحمة الدراجات النارية يتوسطها المارّة مع ضجيج سوق القات المقابل للجولة والذي يُكمل صورة العبث والعشوائية التي تغرق بها لحج ويصبح المشهد واسيلووه.
خلاص يامسؤولين يا سلطة محلية خلوا كل المشاكل والبلاوي في لحج بس صلحوا الجولة أو اسمحوا لأي شباب متطوع لتنظيفها وتشجيرها وإعادة رونقها عوضا عن تقويض كل جهود الإصلاح ومنعها , الصورة الحالية للجولة مهينة لتاريخ عريق مممتد تكتظ به ذاكرة المحافظة ويبدو لي مهينة أكثر لأحلام المستقبل الذي لا أدري كيف سنعيشه حقيقة ونحن حتى اللحظة مقيدون نرقب عبث الواقع الساخر منا ..فينا ..بصمت ! .
أنا لا أستطيع أن أمر من هذا المكان دون أن أقف بعض دقائق في التحديق في كل هذه الصورة تبدو لي مثل لعبة(puzzle ) تحتاج الى لاعب ماهر ليعيد تشكيلها بصورة أكثر مدنية وتحضر وتحتاج لكاميرا مصور فوتوغرافيا محترف تماما مثل (أحمد زكي ) في فيلم ( اضحك الصورة تطلع حلوة) مجسدا دور المصور ( سيد غريب ) الرجل البسيط الذي ينتقل من الريف إلى المدينة ليصطدم هو وابنته بحياة الإستقراطية ومشاكلها ومع ذلك يتكيف مع الوضع دون أن يخسر نفسه , لكن هنا في لحج نصطدم جميعا باللاحياة والتي لا يمكن أن نصنفها تحت أيّ تعريف والتي شخصيا لم استطع التكيف معها ويا لسعادة كل من استطاع ذلك !
لقد خسرنا كل شيء سوى بضع أمل بأن هذا العبث الكبير سيتوقف يوما ما .
صباح الخير يا لحج الخضيرة !
شيماء باسيد
الحوطة - لحج
17 ابريل 2017م