غازي الشعيبي يكتب لـ(اليوم الثامن):
أكتاف الاخرين ليست لتسلق
هناك فئة في هذا الزمن لا يجيدون العيش وتحقيق النجاح في أصعدة حياتهم ومهامهم إلا متسلقين على أكتاف الآخرين, في كثيراً من المهام والاحداث يحصدون ما يزرعه غيرهم, ويجنون ثمار ما تعب فيه غيرهم وبذلوا في سبيله الجهد والتضحية في ارواحهم ودمائهم ويسرقون انتصاراتهم ونجاحاتهم ويحالون تهميش أولئك العظماء, إنهم كالنباتات المتسلقة, لا تستطيع أن تشق طريقها إلى عنان السماء إلا اعتماداً على غيرها, فهي ترتفع مع الأشجار العالية والنخيل الباسقة, وتقصر مع الأشجار القصيرة, وتعيش على الأرض إذا لم تجد ما ترتفع عليه, ولذلك يسمى هؤلاء المتسلقون, وهم أناس محترفون يظهرون في أماكن النجاح, وأوقات الإنتصار ليخطفوا الأضواء من أصحاب الجهد الحقيقيين.
وفمن منغصات حياتنا أن يبتلى شعب بوجود مثل هؤلاء الأصناف السيئة من الناس فهم يتلونون كالحرباء ويتصفون بكل صفات الخيانة والغدر والمكر والخداع, فهؤلاء القوم يجيدون الأكل على كل الموائد, ويتظاهرون بالتفاني والإخلاص, ويدعون بأنهم رأس السلطة وروادها, ويدعون أنهم يعملون ويقدموا المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية, ويتظاهرون بما ليس فيهم, ويقولون مالا يفعلون, ويعظمون أعمالهم, ويمتدحون أنفسهم وينسبون لها كل الفضل, ويمجدونها بأعمال لم يؤدوها ولم يقوموا بها, يتسلقون بكل الوسائل للوصل إلى بغيتهم, لا يأبهون بقبيح أعمالهمـ انتزع الحياء من وجوههم, يسارعون في حرمان كل خير لغيرهم, بكل وسيلة شيطانية, وهذه الفئة من الناس تمتلك قدرة فائقة على التشكل والتلون بحسب الظروف والأحوال, وكل غايتهم الوصول إلى القمة والسلطة ولو على حساب الأبطال المنضلين وامتصاص دمائهم وأكل عرقهم, والصعود على أكتافهم.
والغريب أنهم لا يخجلون من أنفسهم, ولا يشعرون مطلقاً بأي إحساس بالذنب, ويوحون لغيرهم أنهم الأفضل والأجدر, ولا يدخرون جهداً ولا وسعاً لإظهار أنفسهم بأنهم الأكثر كفاية والأجدر بالثقة, غير التعايش وسرق حقوق الاخرين, والترفه خارج الوطن, وهم يكذبون وينافقون ويراوغون ودائماً ما يخدعون من يتولى أمرهم, للوصول إلى هدفهم وتحقيق مصالحهم, وكثيراً ما يستخدمون غيرهم أداة في أيديهم للطعن في خصومهم, وأداة طيعة تصنع لهم القدرة الزائفة, فالمتسلقين على أكتاف الآخرين فهم سرعان ما يسقطون وتلعبهم أقل الرياح هبوبا كما تتلاعب في أوراق الأشجار في فصل الخريف فيا أيها الصاعدون على أكتاف الآخرين, الكرة تدور وتدور وسوف تجد نفسك في الحضيض دون منقذ.
ومن هنا نقول لأولئك العاجزون في شرعية هادي وحزب الاوساخ مهما حاولتم الارتفاع من خلال التسلق على أكتاف غيركم فأن ارتفاعكم لن يدوم, والزمن سيجدف بكم إلى مزبلة التاريخ, فكل ما بني على باطل فهو باطل, ومصيركم الزوال راجعوا انفسكم مع من له فضل عليكم ولا تجعلوا أكتاف الآخرين سلم لكم دون أي تقدير أو احترام , وخجلوا ولو قليلاً وكفوا عن الزيف والكذب والخداع فأنتم لا تخدعون إلا أنفسكم, فالكل يعلم من هو صاحب الفضل الحقيقي الذي ضحى وقدم الكثير من الدماء والارواح والاموال, وهذا واجب مقدس لحماية الدين والأرض والعرض, ونحن جديرين بذلك, فلا حاجة لنا فيكم دعونا وشأننا, فأن كان فيكم خير فرونا عزيمتكم وحرروا غرف نومكم, وما تخادعون به دول التحالف من جبهات وهمية في أرض الشمال وتستخدمونها مطية فقط لكسب الأموال والاسلحة وأقامة الحفلات والموائد المتخمه وإنشاء المزارع, فأخجلوا من أنفسكم وأغرسوا رؤوسكم في الرمال كنعامات تحاشياً من القبح واللعاً ونفث الناس في وجوهكم, وهذا حتماً مصيركم..