د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

آداب الاختلاف والخلاف !! (الحلقة الأولى)

شدني المقال الأخير الذي كتبه الأخ الأستاذ صالح أبو عوذل بعنوان (اختلفوا بشرف وبشجاعة ) فقررت المساهمة معه وأبدأ بالقول :إن الاختلاف بين الناس يقع في كثير من جوانب الحياة ونظمها، بسبب التنوع في الأفكار

وأساليب التربية وعادات المجتمعات، وكذلك الاختلاف في الرؤى والميول وعدم وضوح الرؤية للموضوع من كل جوانبه.وقد قالوا: " إن الحق لم يصبه الناس من كل وجوهه، ولم يخطئوه من كل وجوهه، بل أصاب بعضهم جهة منه، وأصاب آخرون جهة أخرى"ونحن عندما نكتب من المفترض أن نتحلى بآداب وقيم تكفل لنا أن نصل إلى هدفنا،

ونحتفظ بروابط المحبة والمودة، ومن ذلك إخلاص النية لله تعالى والتجرد من الهوى والتعصب، وعدم التشكيك في النوايا.وأن نتحلى بالصبر والهدوء وضبط النفس والإنصاف مع المخالف حتى لو كان مخالفا لك كما أن من واجبنا وزن الأقوال في سبيل الخير،

كما يجب أن نعرض رأينا بأدلته دون التعرض للأشخاص أو الهيئات بالتجريح والإساءة.كذلك الاعتراف بحق الآخر في الاختلاف في ظل الاحترام المتبادل وعدم الانتقاص من قدر الآخرين أو فكرهم،

والابتعاد عن الجدل لأنه يؤدي إلى الضلال فعن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل"
ثم تلا رسول الله صلى الله عليم وسلم هذه الآية:وقالوا ءألهتنا خير أم هو:

"ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون" الزخرف :58.

وأنا هنا حين أقول يجب نبذ الفرقة والخلاف فليس معنى ذلك ألا يكون هناك اختلاف بين الأفراد والأمم والشعوب،

وإنما أحذر من الخلاف الذي قد يؤدي إلى تفريق أبناء الوطن وإيقاع الخصومة والعداوة والتنازع فيها بينهم.وكيف لا نقر بالاختلاف في الرأي في أمور الدنيا ووسائل تحقيقها بينما نقرأ في القرآن الكريم أن داوود وسليمان عليهما السلام اختلفا في الحكم في قضية الحرث.وان هارون وموسى عليهما السلام اختلفا.

- ما هو النقد؟- النقد هو حالة وزن بالميزان والقسطاس، وكلما كان المرء دقيقا في نقده دون تعصب ولا تجاوز كان أقرب إلى العدل والإنصاف، ومن بالغ في الخصومة فقد أثم.- يجب تحري السلب والإيجاب فيما تقرأ فخذ من ذا وذاك، واحترم ايجابيات الآخرين

وأرسل إشارتك إلى المنقود بصورة لطيفة غير جارحة وامتثل قول الحق سبحانه: "ولا تبخسوا الناس أشياءهم".- احترم نوايا المنقود ومشاعره وحاسبه على الظاهر فلعل له عذرا وأنت تلوم، وأن نحمل عمله أو قوله على محمل حسن الظن، لا إساءة الظن.- حاول أن تضع نفسك محل الشخص المنقود، وتحاشى أية طريقة جارحه في النقد وسأورد لكم مثلا عن ذلك::بعث أحد الأدباء الشباب ذات مرة " نتاجه " إلى مجلة أدبية مشهورة، وعندما علم بصدور العدد توجه إلى السوق لشرائه أملا في العثور على ما كتب،

وعندما اشترى المجلة أخذ يتصفحها. ولم يجد إلا ردا على ما كتب من المحرر يقول: "انه لا يصلح للأدب، وعليه أن يفتش عن مهنة أخرى..أو هواية أخرى!!

وفيما هو يعيش الصدمة ويقرأ إذا به يصطدم بعمود النور في الشارع فتنكسر رجله، ورغم ذلك لم تنكسر نفسه و واصل كتاباته حتى أصبح أديبا مشهورا.- و لا تكتفي بالنقد دون تفنيد حجتك وإبراز ما لديك وليكن ما تطرح استكمالا لما أغفله الكاتب من معلومات..

وعليك ذكرها ليكون ذلك لك لا عليك وتعم الفائدة بإتمام الناقص وبيانه للقراء للاستفادة.- لا تكن لاقطا للعثرات: مثل: التقاط العيوب، والزلات، وترصد الأشخاص للإيقاع بهم، عليك نقده في حينه..- " أحب إخوتي من أهدى إلى عيوبي" فلقد اعتبر الإسلام النقد والمؤاخذة على الخطأ ( هدية)

وترحم على مهديها " رحم الله من أهدى إلي عيوبي" لأجل أن يكون النقد مقبولا والنصيحة مرحب بها.
د.علوي عمر بن فريد