غازي الشعيبي يكتب لـ ( اليوم الثامن ):

رسالة عهد ووفاء إلى شهدائنا الأبرار

عيد الفطر على الأبواب آت وقد غاب عنا شهداء كثر, بعد أن ودعوا رفاق دروبهم في الجبهات وودعوا أسرهم ومحبيهم في المنازل, والتحقوا برفاق سبقوهم إلى قافلة الشهادة خلال السنوات الماضية, وذلك من أجل الجنوب وكرامته, ثبتوا على عزمهم وصادق عهدهم, قابضين على جمر الصبر والصمود.
نلوذ من فيض مشاعرنا, ونستلهم ما استطعنا من إرادة شهدائنا, لنلملم بعضاً من أطراف حزننا ووجعنا قبل أن نتوجه لأمهات الشهداء من سبقوا منهم ومن لحقوا بالأمس, ولابائهم وزوجاتهم وبناتهم وإبنائهم وإخواتهم وإخوانهم لنقول لهم كان الله معكم ومعنا ومع جنوبنا الحبيب وفي عوننا جميعاً, وعسى ان يكون في قادم الايام والاقرب منها ما يلهمنا صبراً وسكينة وسلوى, ويهبنا حسن العزاء وواسع الفرج, وذلك في تحرير كافة أرض الجنوب من رجس الغزاة الطامعين المجوسيين ومن حالفهم, بعد أن حققنا أنتصارات واسعة ومازالة تتوارى تلك الأنتصارات يوماً بعد يوم, وبإذن الله النصر الأكبر سيتحقق بالقريب العاجل, لنأخد بدماءكم وارواحكم الطاهرة, ونوعدكم بإننا لن نساوم بدماءكم وأرواحكم, مهما كنت التضحية, وعلى نهجكم ودربكم سأرون حتى النصر والاستقلال.
نعم أننا نتألم لفراقكم يامن جدتم بارواحكم الطاهرة, فداء لحياة عزيزة وآمنة لنا, ونتوجع لحزن أسركم الصابره, ولكن نهنيكم لقدم فزتم في قديح الشهادة وسيهات الرجولة ودمام الشهامة واحساء الكرامة, أنتم أحياء عند ربكم ترزقون وفي ظلاله تتفيئون وفي خيراته تنعمون, في الوقت الذي انكسرت فيه شوكة الفرس وأذناب إيران وخاب الغزاة الطامعين, الذين إلى مزبلة التاريخ سائرون وفي جهنم خالدون, ويبقى العز والإباء والمجد والوفاء يرفرف على مدى العصرر والعهود يحاكيكم ويناجيكم رافعاً رمز التضحية والفداء.
ها نحن نجد  لكم عهداً ووعداً, بأن ذكراكم العاطرة سننقشها نقشاً على صفحات الزمن بقلوبنا ووجداننا وأرواحنا لتظل تدق ناقوساً قوياً ينطلق من جيلٍ إلى جيل يحيي ماثركم ونضالكم وحبكم اللامتناهي لوطنكم وكرامتكم ودينكم.
وها أنتم قد وفدتم على ربٍ كريم وهو بكم رؤوف رحيم, في جنان الخلد والنعيم, على الأرائك تنظرون ومن عين سلسبيل تشربون, وفاكهة مما تتخيرون ولحم طيرٍ مما تشتهون جزاءاً بما كنتم تعملون, فأنتم الفائزون الذين قدموا من دماءهم الزكية وأرواحهم الغالية, تلبيةً لنداء الله والوطن كنتم تتسابقون إلى الجبهات وتبادرون مندفعين كالأسود غير خائفين, لصد أولئك الغزاة المجرمين المجوسيين الذين هتكوا الدين وروعوا الأمنيين وكانوا حرباً علينا, أولئك الروافض الطغاة الفاسدين الذين يرهفون بما لا يعلمون ويقولون مالا يفعلون, ولن يجيدوا غير القتل والإجرام والتنكيل.
فتعساً لهولاء الرعاديد, وويل لهم من سقر وبئساً بهم من بشر وعليهم لعائن من الله لا تبقي ولا تذر, وإلى النار وبئس المستقر,
نعم الخلود والبقاء لشهدائنا الأبرار أولئك الأخيار نجدد لهم العهد وصدق الوعد, أن ذكراكم باقية ودرجات الحب والوفاء لا متناهية والنفوس بنهجكم ماضية والقلوب في سيرتكم متفانية والعيون عليكم مدى العمر باكيه, ولتكن الحياة فانية وعند الله الملتقى وإليه المصير.
أما انتم رجال قواتنا المسلحة ومقاومتنا البطله وحماة أمننا, الذين نستظل بليالي سهركم وجهود سواعدكم, نتضرع إلى الله أن يحفظكم ويديمكم باقون كما كنتم وعلى ما انتم عليه, وما خبرناه فيكم رفاقاً لمن سبقوكم للشهادة اوفياء لرسالتكم النبيله, مخلصين لما نذرتم انفسكم وارواحكم لأجله فداء. فطوبى لجنوبنا وشعبه الثابت على العهد دوماً والمفطورأ على الصمود والصبر والأمل, طوبى لشعب جبل على الوفاء, متلك عزيمة التحدي, وما تردد يوماً ابداً في التضحية, وما إثنى عن تقديم القرابين من أجل حياة حرة كريمة ووطن عزيز.