حسين داعي الإسلام يكتب:

اصطفاف المسلمين ضد "ولي أمر مسلمي العالم؟!"

إن عقد ثلاث قمم متتالية ومهمة في مكة كان ضربة سياسية قوية جدا للنظام الإيراني وأدى لعزلة النظام في المنطقة والدول العربية والإسلامية بشكل أكبر.

ويمكن القول من وجه نظر سياسية، فإن الهجمات الإرهابية على ناقلات النفط في الإمارات وعلى المنشآة النفطية السعودية جلبت الخراب على رأس النظام من خلال هذه القمم الثلاث. لأن القمم الثلاث كلها أدانت أعمال النظام التخريبية.

إن عقد ثلاث قمم متتالية ومهمة والتي كان أحد نتائجها الأساسية فشل الأعمال الإرهابية والمناورات السياسية الأخيرة للنظام في المنطقة وتدميرها على رأس النظام، لم تكن ضمن حسابات النظام بهذه السرعة.

 

الضربة الموجعة بشكل أكبر التي وجهتها قمم مكة الثلاث لنظام الملالي

 

وقد أدانت البيانات الختامية لمؤتمر مجلس التعاون ومؤتمر الدول العربية الأعمال الإرهابية وسياسة نشر الحروب وتدخلات النظام في المنطقة بشدة. وكما أن البيان الختامي لمؤتمر التعاون الإسلامي كان ضربة مؤثرة للنظام لأن النظام هو جزء من منظمة دول التعاون الإسلامي ولم تتم دعوته لهذا المؤتمر وهذه إهانة لنظام ولاية الفقيه لأنه يعتبر نفسه حافظا ومقيما للقيم الإسلامية في العالم، وهذا الأمر كان إهانة كبيرة للنظام لم يستطع تحملها.

كما أن البيان الختامي لهذا المؤتمر رفض كل الدعوات الكاذبة وافتراءات النظام حول فلسطين والإسلام والعالم الإسلامي وفي الواقع، فإن ميثاق البلدان الإسلامية هي ضد خداع والدعايات الكاذبة لولاية الفقيه.

 

بعض محاور ميثاق الدول الإسلامية

 

في البيان الختامي لقمة الدول الإسلامية، تمت إدانة الإرهاب والتطرف، التعصب، التمييز، وأي مسعى مرتبط بصناعة الإرهاب باسم الدين أو العرق أو حضارة معينة.

واعتبر البيان الختامي أن مكافحة الإرهاب أولوية جميع الدول الأعضاء وأكد على عزم الدول الإسلامية على التضامن والتعاون المشترك في مكافحة الأعمال الإرهابية.

وأدان البيان الختامي الهجمات الإرهابية للمتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران على ناقلات النفط والمنشآة النفطية وعبر عن دعمه إجراءات المملكة العربية السعودية في الدفاع عن نفسها.

وأكد البيان على مواجهة الأخبار الملفقة التي ينشرها نظام الملالي معتبرا أنها مسؤولية ثقيلة تقع على عاتق وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية في العالم الإسلامي لمواجهة محاولات أثارة الفتن والتفرقة.

وأحد المواد الأخرى التي ظهرت في البيان الختامي هي ضرورة الاستعداد والثبات إلى جانب الأقليات الإسلامية في الدول غير المسلمة ودعمهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة.

وبهذا الشكل أبطلت كل دعوات النظام الكاذبة حول الدفاع عن حقوق المسلمين والمستضعفين وتم إغلاق دكان النظام الخاص بالمتاجرة بقضية القدس وفلسطين وأصبح نظام الملالي مشلولا في هذا الصدد من وجهة نظر سياسية. وجاء ذلك بالتزامن مع عقد النظام لما يسمى بأكذوبة يوم القدس.

إن كل غضب وغيظ النظام هذا ناجم عن هذا الأمر وهو يحاول إسقاط فشله على السعودية.

 

تأثير اصطفاف مكة على ميزان القوى الدولي

 

بلا شك، فإن ميزان القوى على المستوى الإقليمي والدولي أيضا تغير في ضرر النظام مسبقا، وذلك بعد عقد قمم مكة الثلاثية وهذا التغيير بدأ بالفعل. كما أن روسيا رفضت طلب النظام لشراء منظومة الدفاع الجوي إس ٤٠٠.

وقد كتبت وكالة أنباء بلومبرغ تحليلا لهذا القرار الروسي قائلة:

إن رفض روسيا لطلب النظام الإيراني هو انعكاس لميزان القوى في المنطقة. وأحد المسؤولين الروس رفيعي المستوى قال بأن طلب النظام الإيراني تم رفضه من قبل الرئيس الروسي بوتين شخصيا.

وكتبت بلومبرغ: روسيا تعتقد بأن بيع الصواريخ للنظام الإيراني سيزيد من التوتر في الشرق الأوسط.

ومن جهة أخرى فإن هذه المؤتمرات تعتبر دعما سياسيا قويا للخط السياسي الذي يرفض سياسات الاسترضاء مع نظام الملالي ويطالب بالثبات أمام السياسات الإرهابية والتخريبية للنظام في المنطقة.

وبالنظر لمجرى الوقائع ونوع التطورات والتحولات السياسية في المنطقة يمكن الاستنتاج بأن منطقة الشرق الاوسط ستشهد تسارع التطورات بشكل أكبر ضد نظام الملالي.

وبلا شك، فإن سقوط الملالي يعتبر أكبر خدمة للسلام والاستقرار في المنطقة والعالم. ولا أحد سيتضرر أبدا من هذا السقوط وأن مواجهة الشعب والمقاومة الإيرانية مع النظام الإيراني تدخل مراحلها الأخيرة.

على الدول العربية والإسلامية أن تقف لجانب الشعب الإيراني تماما كما تقف الولايات المتحدة وأوروبا، ويجب عليهم اتخاذ سياسة حاسمة من أجل عدم السماح لهذا النظام بشراء الوقت والاستمرار في قتل الشعب الإيراني وتصدير الإرهاب والحروب.