أنيس الشرفي يكتب:
بوادر البناء والتمكين جنوباً
تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي خلال شهر رمضان المبارك بنشاطاته الفاعلة الملحوظة، من بلورة وإرساء أهم ملامح البناء المؤسسي، وإظهار أهم أوجه استراتيجية "التمكين" التي أعلن عنها الاخ رئيس المجلس في بداية العام الحالي.
إذ كانت أنشطة الانتقالي خلال شهر رمضان المبارك هي الأبرز منذ إنشائه، بما جسدته من إصرار قيادة المجلس على مواجهة المخاطر التي تستهدف الجنوب وشعبه. والتي جسدتها وقائع الأحداث
المستجدة مؤخراً، سواء تلك الناشئة عن التهديدات القائمة على الحدود من قبل قوى الشمال "تحت عباءة الحوثي"، أو تلك الناشئة عن استهداف القوى المتنفذة المتدثرة برداء الشرعية لإعادة السلطة إلى بيت الطاعة الزيدي، والمتمثلة بحزبي "المؤتمر_ والإصلاح- والشخصيات الجنوبية المرتبطة بقوى النفوذ الشمالي".
ولذلك كان لزاماً على المجلس الانتقالي أن يتصدر المشهد الجنوبي، ويستنفر كل الوسائل الممكنة والسبل المتاحة لتقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي، بغية الوصول إلى تحقيق اصطفاف جنوبي واسع يمكنه من مواجهة المخاطر المحدقة بالجنوب.
وتبدى ذلك الأمر واضحاً للعيان بما نفذ من فعاليات وأنشطة تواصل ولقاءات سياسية واجتماعية مع أهم القوى الفاعلة في المجتمع الجنوبي.
وهو ما يؤكد على أن المجلس يسعى إلى تأسيس عقد اجتماعي جديد في الجنوب يقوم على الشراكة الوطنية بين مختلف القوى ويستوعب حالة التنوع والاختلاف السياسي والاجتماعي والجغرافي الجنوبي، متجاوزاً كل أخطاء الماضي والحاضر، للوصول إلى مستقبل أفضل وإرساء دعائم الدولة على أسس صلبة تضمن قوة الجبهة الداخلية أمام أي تحديات أو مخاطر أو تهديدات تستهدف الجنوب أرضاً وإنساناً.
ويمكن حصر أبرز أنشطة وفعاليات المجلس خلال شهر رمضان المبارك في النقاط الآتية:
1. سلسلة لقاءات الحوار المجتمعي: إذ مثلت لقاءات الأخ اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بصحبة عدداً من اعضاء هيئة رئاسة المجلس خلال شهر رمضان، وبمشاركة فاعلة في الإعداد والتحضير من مختلف هيئات المجلس، حجر الزاوية في تلك الأنشطة.
حيث نفذوا عملية حوار مجتمعي مباشر مع أهم القوى الفاعلة في المجتمع الجنوبي. شلمت أبرز لقاءاتهم خلال شهر رمضان المبارك القوى الآتية:
- قيادات المقاومة الجنوبية.
- أئمة المساجد ورجال الدين.
- رجال المال والأعمال.
- النقابات المهنية والاتحادات العمالية.
- رؤساء الصحف والإعلاميين الجنوبيين
2. نفذت اللجنة التنفيذية الحوار بالمجلس خلال الفترة بين 8- 17 رمضان جدول حافل شمل عدة لقاءات مع العديد من القوى والشخصيات السياسية الوطنية الفاعلة، ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية
3. إطلاق البث التجريبي لأول قناة وطنية جنوبية، على أن يلحق بها قناتين أخريتين خلال الفترة القادمة حال الانتهاء من الترتيبات ذات الصلة، وذلك بعد توقف البث التلفزيوني المجسد لمطالب شعب الجنوب، منذ انقطاع بث قناتي "عدن لايف" و "صوت الجنوب" أوائل عام 2015م،
4. الإعلان عن تأسيس هيئة إغاثة إنسانية تابعة للمجلس، والتي باشرت أولى مهامها من محافظة أبين ذات الامتداد النضالي في مسيرة الثورة الجنوبية والتي قدمت قوافل من الشهداء وسطرت أروع ملاحم التضحية والفداء في مختلف مراحل نضالات شعبنا.
5. جسدت قوات المقاومة الجنوبية تحت قيادة المجلس الانتقالي ملحمة اسطورية في الدفاع عن أراضي الجنوب، وأثبتت بصمودها الأسطوري في جبهات الحرب الحدودية شمال الضالع، بأن الجنوب أصبح عصي على التطويع، وأنه يستطيع إعادة تشكيل الخارطة السياسية في أي لحظة، بل أصبح بمقدوره ترجيح الكفة وتغيير معالم السيطرة والنفوذ في وقتٍ قياسي أنا أراد ذلك.
6. إطلاق عملية بناء وتشكيل مؤسسات الجيش الجنوبي من خلال البدء بتشكيل محاور عسكرية وتأسيس ألوية جديدة في مختلف أراضي الجنوب، بالإضافة إلى الإعلان عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة لإدارة وتنظيم كافة الوحدات والأجهزة الأمنية والعسكرية الجنوبية، والتي تمثل ركيزة أساسية للوصول إلى ضمان وحدة السيطرة والتحكم على جميع الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية الجنوبية.
6. قيادة العمليات العسكرية وتنفيذ عملية التنسيق والتكامل بين مختلف وحدات القوات المسلحة والأمن الجنوبية، والقيام بعملية النزول الميداني إلى مختلف مناطق الحدود لتفقد مدى جاهزية القوات المسلحة الجنوبية واستعدادها لمواجهة العدوان العسكري الشمالي، والقيام بعملية إدارة المعركة بشكل مباشر.
7. تقديم الدعم العسكري وتزويد القوات المرابطة على خطوط التماس بالعتاد والسلاح والتموين بكل ما تحتاجه من معدات وتجهيزات عسكرية، علاوة على توفير الدعم السياسي والإعلامي لقوات المقاومة الجنوبية.
وهناك الكثير من الأنشطة السياسية والميدانية المكملة، لا تقل أهمية عما ذكر أعلاه، تؤكد أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي، قد شكل نقطة فارقة في مسيرة الثورة الجنوبية، وأرسى أولى دعائم العمل المؤسسي المنظم على طريق استعادة وبناء دولة الجنوب.
-همستان لابدمنها:
إن ما يقوم به المجلس في الوقت الراهن، يوجب على جميع القوى الجنوبية ضرورة إسناده والوقوف بقوة إلى جانبه، وأن لا تجعل من بعض السلبيات أو الملاحظات التي تدفعها للتحفظ على بعض سياسات المجلس سداً يحول بينها وبين التقارب مع المجلس، فتقاربها واصطفافها إلى جانبه في وجه المخاطر الخارجية لا يمنع بأي حال من الأحوال طرح تلك التحفظات والملاحظات.
وبالمقابل فإن على المجلس أن يكن أكثر تفهماً وقبولاً لما قد تبديه تلك القوى من تحفظات أو ملاحظات على أداءه، تقديراً منه وعرفاناً لمواقفها الوطنية التي تسجدها تلك القوى في أحرج اللحظات من تاريخ الجنوب المعاصر.