مصطفى منيغ يكتب لـ(اليوم الثامن):
في السودان "المجلس" في خبر كان
الاقتراب من مسرح الأحداث بالنسبة لكاتب لا يخشى بالإعلان عن رأيه أحدا غير خالقه ، مغامرة من العيار الثقيل قد يخرج منها سالماً بضبط خطواته ، والاحتماء بحسن أخلاقه ، مانحاً للتوقيت ما تستحقه من عناية ساعاته كدقائقه ، واضعاً لأي مقام ما يليق داخله مادام الجَمْع )خليط من المستويات) مختار بعد افتحاص دقيق موضوعة خلاله ملفات تتضمن لكل حاضر مميزاته ، لا مكان هنا للصدفة والاجتياز من عنق الزجاجة هدف محسوم لانجاز ولو اليسير من مطالبه ، لجسامة المسؤولية القاضية بتقنية أخذ الاحتياط المبتكر "أسلوبا" (يسارع الوقائع قبل وقوعها) عليه بعد الله اعتماده.
... متطلبات الإقرار بموقف أساسي (اتجاه ما يجري في السودان) يُرفع للنضال الحق المشروع من طرف المهتمين بحرية السودانيين تمكنهم من حكم أنفسهم بأنفسهم ، متطلبات لا تتهيأ بالتخمينات بل بالوصول لنواة تترابط داخلها كل الحقائق المُترجَمة معلومات لها بدايات تتدحرج لغايات قد ترضي "القائم" على احتضانها أو تغرقه في دم ضحايا لا ينجى بعدها من مصير تَجاهَل عن قصد العواقب الوخيمة المطوِّق بها عنقه عن سوء تقدير أو غرور أو جشع أو حب امتلاك ما لم يكن مؤهلا لامتلاكه كما الحال مع المجلس العسكري الذي لم يفق بعد من استرخاء الأغلاط الخطيرة التي أوقع نفسه فيها بالإصغاء لتعليمات قِوَى خارجية لا تربطها بالسودان غير مصالح التدخل (غير المباشر) لتنفيذ مخطط استعماري في شكل جديد أبغض وألعن من القديم .
... الخائن لوطنه مرة ، خائن لأوطان الغير مرات ، فأي ضمير يبقى على طبيعته التي خُلِق من أجلها يعمل صاحبه بالشيء ونقيضه في ذات اللحظة ؟؟؟، أظهار الإخلاص والوفاء لوطنه السودان وإخفاء ما دار بينه وحكام مصر والسعودية والإمارات وكله كلام مُسجل يُستغل لظرف لآحق له أوانه المحدد لدى مسؤولي المخابرات متى أرادوا الاستفادة إن مال المَعْنِيُّ للتراجع مُعلِناً التوبة إذ لا شيء مستبعد عند تجار السياسة العسكرية داخل دول عربية تحوّلت لاهتمام بشع قائم على استثمار المقدرات المالية في استعباد شعوب رغم غنى بلادها فقيرة لأسباب يطول شرحها للأسف الشديد.
... طبعاً وجد المجلس العسكري بما سبق، أهون عليه تطبيق ما طَبَّقَ ، بقتل المتظاهرين الأبرياء والتنكيل بأجسادهم الطاهرة ليبيِّن لمن يراقبوه من داخل سفاراتهم الثلاث أنه وعد بفك الاعتصام فصَدقَ ، وأنه مُطاع مستقبلا في كل أمر يريده إن به نَطَقَ ، لكنه نَسى تسجيله في قائمة مجرمي الحرب عن جدارة لها استحق. فالأحسن التراجع عن محاولاته البئيسة اليائسة لاغتصابه الحق ، قبل اشتعال نار سيذكرها التاريخ أنه بها احترق ، أما السودان مهما قصر أو طال بها الزمان عائدة لما يريد شعبها من حرية وعدالة وكرامة وتمتع بممتلكاته أكانت تحت الأرض أو فوقها وإرساء حكام يختارهم بفرز حقيقي للمقدرات الفكرية والأخلاقية الزاخر بها المفعمة بحب الوطن والوفاء لشعب الوطن والخدمة الصالحة لمقومات الوطن بوضع المؤسسات في مكانها حيث لا تزيغ عن دورها بما فيها المؤسسة العسكرية المعهود فيها حماية استقلال الوطن وليس التأمر لتسهيل مهمة استعماره .