أعلنت دولة الكويت القبض على خلية تابعة لجماعة «الإخوان» في مصر، خططت ودبرت لعمليات إرهابية داخل مصر انطلاقاً من الكويت، وهو إعلان مهم لأن الكويت عانت كثيراً من استغلال الحركات الإرهابية لها. جماعة «الإخوان» لها وجود قديم في الكويت، ولكن عناصرها من المواطنين لم يتعظوا بعد موقف الجماعة من احتلال صدام حسين للكويت 1990 وخيانة الجماعة لهم ولوطنهم في أصعب الظروف، وها هم يعيدون الكرة مرةً أخرى بدعم خلية إرهابية كانت تعمل داخل الكويت ودون علم السلطات لنشر الإرهاب في دولة عربية شقيقة.
لم تعمل عناصر الخلية بمفردها دون شكٍ، بل وجدت المأوى والدعم والتمويل، إن لم يكن من عناصر الجماعة داخل الكويت فمن الدولة الأكثر دعماً لهم في المنطقة وهي دولة قطر، وقد تحدث الشيخ صباح أمير الكويت عما عانته الكويت من قطر في إحدى زياراته لأميركا، ويبدو أن النظام القطري مستمر في ذات النهج وعين المسار.
هذه الخلية وإنْ لم تكن بحجم «خلية العبدلي» الشهيرة من حيث الخطورة المباشرة ولكنها لا تقل عنها باعتباراتٍ عدةٍ أهمها الدعم الذي تحصل عليه من شريحة كبيرة من «إخوان» الكويت الذي يفترض أنهم يعملون فوق الأرض لا تحتها، ولكن هذه الجماعة لا تعرف ولا تستطيع بحكم أيديولوجيتها وتنظيمها إلا أن تتجه للعمل السري والتنظيم والتدريب على العنف.
حدث آخر جرى الأسبوع الماضي بدعم قطري كامل، وهو الكشف عن أسلحة تم تهريبها من قطر إلى اليمن، وهي ليست لدعم الشرعية بأي حالٍ، فقطر خانت التحالف العربي حين انضمت لصفوفه أكثر من مرة حتى تم طردها وطرد قواتها ومنع خيانتها فاتجهت لتقديم كامل الدعم لميليشيا «الحوثي» ولجماعات «القاعدة» «وداعش» في اليمن، وكشف هذه الأسلحة خيانة كبرى لدول الخليج وانحياز صارخ لإيران.
هذا الدعم القطري لكل خصوم الشعب اليمني وخصوم الشرعية و«التحالف العربي»، هو أمرٌ ثابتٌ لا جدال فيه، مالياً وإعلامياً وسياسياً، والجديد اليوم هو أن قطر قد تجرأت هذه المرة على إرسال أسلحة مصدرها قطر بغض النظر عن مكان صناعتها في الأساس، بمعنى أن الخيانة هذه المرة وصلت إلى حد المشاركة في الحرب العسكرية ضد اليمن حكومة وشعباً وضد دول «التحالف العربي».
هناك تغلغل قطري معلنٌ ومعترف به من كثير من النخبة الكويتية سياسياً وبرلمانياً وإعلامياً، وهو يهدد استقرار الكويت، وهناك العديد من الأسماء المعروفة منخرطة بشكل كبير في هذا التغلغل القطري، وهي لمصالح شخصية تدعمه وتخدمه ضد مصالح الكويت نفسها واستقرارها وسلمها الاجتماعي، وهي تجند عشرات المحامين والمشاهير للدفاع عنها وملاحقة المواطنين الكويتيين لتفرض سيطرتها وتبث الخوف في قلوب المخلصين.
ويمكن للمتابع والمراقب أن يكتشف أين يمكن أن تصل خلايا قطر في البلدين بمجرد المقارنة مع ما فعلته سابقاً في عدد من بلدان ما كان يعرف بـ«الربيع العربي»، وبالمقارنة مع ما يجري في ليبيا اليوم، حيث تشارك القوات القطرية والمرتزقة الذين تدفع لهم قطر وجماعات الأصولية والإرهاب التي تدعمها قطر، فهذه مجتمعة تظهر حجم البشاعة والتوحش والإرهاب، الذي يبدو أن قطر تعتمده استراتيجية ثابتةً في كل دولة تدخلت فيها. لم ينس أحد بعد المليارات التي دعمت بها قطر «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» وميليشيات «الحشد الشعبي» في العراق والآن ميليشيات «الحوثي» في اليمن والميليشيات الإرهابية في غرب ليبيا، والفوضى التي تسعى لنشرها في السودان وهذه مجرد مؤشرات لما يمكن أن يحدثه التغلغل والتدخل القطري في الدول.
الاتحاد