نبيل الصوفي يكتب:

وحدويو الخطايا والأَخطاء

قال لهم علي عبدالله صالح: ستتشظَّى اليمن. فقالوا: يهدِّدنا.. ثم قالوا نفَّذ مخططه.

علي محسن قال إنَّ الزعيم احتل الجنوب، وحميد الأحمر قال إنه أذى صعدة، والزنداني قال إنَّ آيات الرحمن هي مع منصور الحنق في أرحب وهو يقاتل الجيش.

قالوا إنه عميل لأمريكا.. وإنَّ هناك مقابرَ جماعية في صنعاء لقوها مدري فين..

نشروا مقالاً باسم أمريكية تحكي كيف اغتصبها علي عبدالله صالح..

تحدَّثوا عن أصله وفصله وعائلته..

قالوا معه مليارات.. وأنه لا شيء بدونهم..

كل ما يقولونه اليوم عن الإمارات سبق وقالوه عن علي عبدالله صالح، وهناك من يقول كما قال عيال 2011 بعدهم: بعااااااااع!

وبعدها يرجع يتحسر..

عنِّي، كلَّما قال الإخوان شيئاً، أدركتُ أنَّ الصواب نقيض ما يقولون..

وكلما تستَّروا بشعار، وقفتُ مع الشعار ولكن ضدهم هُم، فهم نقيض كل شعار وطني..

وفي ذات الشأن، قال لهم الأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، إنَّ اليمن لن يبقى موحداً. يقرأ نتائج أفعالهم وخطابهم منذ تحققت الوحدة، مروراً بكل مراحل إسقاطهم لها منذ 94 وحتى 2017، ووصولاً إلى كل حوادث الصراع والاقتتال رفضاً لإصلاح مسار دولة الوحدة وحتى اليوم.

وبدل أن يشعروا بالأسف لأفعالهم وأقوالهم وأدائهم، ويظهروا ما يمكن أن يخيب تشاؤم الدكتور عبدالخالق، رجعوه هو الغريم.. وصاحوا: ها شفتم كيف الإمارات تشتي تمزِّقنا!

ناس ما تقدر تدخل قراها من حروب صعدة، ويجيء واحد منهم يقول: الإمارات ستمزِّقنا.

كما اللِّص، حين تمسكه يسرق فإنه يرفع صوته عليك أنت، حتى ينشغل الناس بك أنت، ويهرب هو.

وطا‏لما هم وحدويون، لماذا لا يتوحدون كلهم في صنعاء تحت حكم عبدالملك، أو في مأرب تحت حكم علي محسن.. هيا أرونا وحدويتكم بالله عليكم.

‏الشمال يعيش أسوأ مراحل تشظِّيه وتهشُّمه، ويغطي مفسبكوه شتاتهم بالدفاع عن من يقتلون، مرضى نفسيين.

يرون أنهم هامش يكبر يوماً بعد يوم، فيغطون التلاشي بالحملات التهريجية..

كيف يمكن توحيد الشمال اليوم؟

بعدها سهل نتكلم عن الوحدة، ونقنع غيرنا أننا وحدويون فعلاً بالدليل.

وفي الحقيقة.. أنتم انفصاليون في كل شيء، إلاَّ مع الخطايا والأخطاء، فأنتم وحدويون معها إلى العظم.. ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

 

لذلك، فإن الوحدويين شمالاً كاذبون، هم أكثر من يضر الوحدة ويؤذيها..

اليوم الوحدة معناها مختلف عما كان، وما بقي من وحدة اليوم هو حيث تتواجد الإمارات التي تجري حوارات ومعالجات مستمرة لكي تتبقى مناطق لليمنيين خارج خراج الحوثي وغنائم الإخوان.. وحدة بين الناس أما نظام، فنظامنا السياسي انهار مبكراً.

ثم يأتي الإخوان والحوثي ليقودوا قطيعهم ضد هذه المناطق التي يعيش فيها اليمنيون من خارج نفوذ الجماعتين..

الأمر الآخر، يصر الحوثي والإخوان على رفض كل الأطراف التي ترفض الاستخدام الديني لأجل الحكم.. ثم يدعون أنهم هم من يمثل الوطنية والوحدة!

الأهم، نحن نقول لهم سقطت الوحدة والدولة والوطن بسببكم. فيردون: أنتم تتآمرون على الدولة والوحدة والإسلام.. وما فيش أي مشاكل، هو إلا أنتم والإمارات تريدون تقسيم اليمن، هذا وهم إذا خرج شخص من صنعاء إلى مأرب مسكوه، وإذا حد نزل يتوظف بعدن ورجع يزور أهله بصنعاء خطفوه.

لكنهم كل شيء لفوه بكيسهم هم..

إما أنهم، فعلاً، وطنيون ولكنهم أغبياء للحد الذي يعملون عكس ما يهدفون إليه، أو هم أذكياء ولكنهم سفلة.

هربوا هم للفنادق والمصالح والمرتبات والمنح خارج اليمن، فهبَّت الإمارات إلى الأرض وأحيت روحاً وطنية من كل من تمسك بالبقاء على الأرض.

اليوم يكتشفون أنهم لم يعودوا شيئاً، وأنَّ ما فعلته الإمارات مع من بقي على الأرض صار هو الطرف الميداني.. وإذاً لن يعود مجدياً أن يحكم الحوثي الأرض وهم يحكمون الفضاء، صار هناك أطراف انتصرت على الحوثي وتمسَّكت بالأرض، وهي أحق بتمثيل قضاياها فضائياً..

لهذا يصرخون.. وكل صراخهم ينتهي في 48 ساعة. راجعوا كل حملاتهم الفيسبوكية، يومين وانتهت كأنْ لم تكن.

لا يهتمون بأيّ قضية على الأرض.. هم تخصُّص معارك فارغة في الفضاء..

سيؤخذ منكم الفضاء، فهو ليس وطناً.