نبيل الصوفي يكتب:

التحريض على الشمال بشتم الجنوب

كل الجنوب أوجعته إراقة دمهم.. وجع وطني خالص، بلا أكاذيب الشعارات الدينية.

فقد الجنوب 100 بين شهيد وجريح، ولم يدفن شهداءه بعد، ولا يزال وجع الجنوب كبيراً.

لا يزال الواجب علينا شمالاً، تقدير الوجع الجنوبي ومشاركته بصدق ومسؤولية.

فليرتفع صوتنا شمالاً مع الجنوب، كما نسمع الصوت الجنوبي واضحاً في رفضه أيَّ انتهاكات ضد الناس العاديين مهما كان الوجع من شماتة النخب الشمالية من الوجع الجنوبي في عدن.

60 شهيداً في الجنوب بسبب تحالف الإرهاب والكهنوت.. هذه هي القضية، وليس أي شيء آخر.

والقضية المرتبطة بها هي من احتفلوا بقتلى عدن والجنوب، ومن حرضوا ضد النخب والحزام واعتبروها حلال الدم، وسموا الدعم الإماراتي لها جريمة.. أيّ نقاشات أخرى، لا قيمة لها.

كل منشور من شمالي يشتم الجنوب، بسبب أخطاء هنا أو هناك، هو تحريض إضافي على الفتنة.

سبق وكنا بصنعاء نصرخ ذات الصراخ الآن، ووقت الجد ما قدرنا نعمل أيَّ جهد لإنقاذ أحد.

من يهمه السلام والاستقرار في عدن، فطريقه قول وعمل كل ما من شأنه تهدئة النفوس جنوباً.. العنتريات اللفظية هي تحريض مبطَّن.

عدن متخمة بنا، الهاربين من جحيم الحوثي في صنعاء والإخوان في تعز ومأرب.

حتى قيادات جيش الشرعية الإخواني المسمى "الجيش الوطني" مزحومة بهم شوارع عدن.. وكذلك الوزراء والوكلاء والموظفون والمعاملون، فضلاً عن مقرات محافظتي تعز والحديدة، ومئات الآلاف من التهاميين والإبيين والتعزيين ومن عمران وصعدة وحجة... الخ.

كل هؤلاء يتحركون اليوم في عدن الموجوعة، قليل منهم يدرك واجباته تجاه عدن والجنوب، بعد أن شرَّده الحوثي وفجَّر بيته وقتل أقاربه..

وأغلبهم يريدون التصرف بوقاحة عجزوا عن ربعها تحت سطوة الحوثي ودولة الإخوان.. فيجدون ما يذكرهم بوضعهم، وبعضهم يستمر في العجرفة.

ومع ذلك تتماسك عدن بهم ومعهم.. في النهاية للحروب قساوتها.

ثم ينسى المحرِّضون على الفتن كل هذا ويضخمون خطأً هنا أو هناك.

‫ما زلت أذكر كل الأكاذيب حول جمعة الكرامة، ومقابر عرمان الجماعية، وغواصات ريمة حميد، وأنفاق جامع الصالح، والسبعين ملياراً، واستقرار صعدة، واحتلال الجنوب، والحوار الوطني.

‫كل من قال شيئاً من هذه الأكاذيب، يكررها لليوم بس كل مرة يصرفها ضد خصوم جدد.. ‫كذابون ومن يصدقهم مغفل.‬

وذكرت شيئاً آخر.. أول ما وصلت عدن في 2017، كانت صدمتي أنَّ كثيراً من الذين يكتبون ضد عدن والجنوب لقيتهم عايشين في عدن.

سألت بعضهم: كيف الخبر؟ فقال هذه وظيفتنا، أن نكتب هكذا!!

يستلمون مرتبات من عبدالله العليمي وجلال هادي ومن الرئاسة والحكومة وعاده ما قد في قطر وما بعدها، لكي يصرخوا عن سوء الأحوال في عدن، وهم يعيشون في عدن بكل أمان..

أيّ جور هذا الذي يحدث لك يا عدن.

أعان الله الحزام الأمني، وألوية الدعم والإسناد، والنخب على مهامها في مكافحة الإرهاب السني والشيعي، والتحريض الشمالي والجنوبي..

‏كانوا عند مستوى المسؤولية، ونتمنى أن يستمروا..‏ الأمن والسلامة لعدن والجنوب، والتحرير للشمال.. وأعان الله الناس.