نبيل الصوفي يكتب:
وحدة الشمال ودولة الجنوب.. يكفي تعباً
المجلس الانتقالي مؤسسة تنظيمية في الجنوب، شمالاً وإلى الآن نحن مقسَّمون بين: علي محسن في مأرب، وعبدالملك الحوثي في صنعاء، وطارق صالح في الساحل.
قوى الشمال غير قادرة على تمثيل الشمال، ويجب أن ينصرف جهدها ووعيها تجاه الشمال، تتحارب أو تتحالف وتخرج إلى طريق يخصُّ الشمال، وبعدها إمّا تتفاهم مع قوى الجنوب، أو حتى تتحارب معها، ومن انتصر فرض شروطه..
أما الآن فالحديث عن الوحدة هو حديث عن العجز، والخداع، نوع من الارتزاق بشعار لا أحد قادر على فرضه شمالاً أولاً..
يعني بالله عليكم مواطن موالٍ للحوثي، الذي أخلى صنعاء من وحدتها هي، أفرغ صعدة وعمران وحجة من مكوناتها المتوحدة فيها، ويتحدث عن الوحدة مع الجنوب..
أو نازح أو ساكن في فندق أو في خيمة أو هارب.. هو يبحث عن الأمن لنفسه، لو في وحدة ما لقي مكاناً يهرب إليه..
هذه وقائع صنعتها الأطراف، وعليها التفكير في إدارتها، أو التنافس على استقطاب الناس للأرض التي هي تحت يدها.. تقدِّم لهم النموذج..
تقول لهم الوحدة عندي حيث سلطتي، فكل مواطن عندي مقدَّس، وتكف أذاها ونقدها ومحاربتها للنماذج الأخرى، والناس يختارون.
ما ينفع نجلس نتلاطم ملاطمة عميان، نحن كمواطنين..
كل الأطراف تدفعنا للصراع مع بعضنا، ثم هي لا تقدِّم لمن يواليها أيَّ شيء يستحق، فقط تكتفي بتعبئة مخاوفه من الآخر، وتخادعه بحروب مع هذا الآخر، أما له هو كموالٍ فإنها لا تراه ولا تعترف به.. وعاجزة عن خدمته والارتباط به..
إنَّ أكاذيب الشرعية والوحدة والانفصال، هي مثلها مثل أكاذيب المسيرة القرآنية، أطرافها تُبقي الناس معلقة قلوبهم بالشعارات لكي لا يطالبوها بالمصالح..
عدن اليوم بحاجة لدولة لأجل مصالح الناس، دولة تبسط نفوذها في المناطق المحرَّرة، عفواً لن يقبل الشمال في مأرب وتهامة بوحدة يحكم دولتها المجلس الانتقالي.. وهذه تكشف زيف وأكاذيب شعارات الوحدة عند الوحدويين..
إذاً يقيم دولة جنوبية، ولكن دولة تنفصل عن صراعات أطراف الجمهورية اليمنية، لا عاد تكترث لما كان قبلها هي، دولة جديدة..
دولة ليست معنية باستعادة الدولة الجنوبية التي انتهت هي وانتهى من سيطر عليها في الشمال..
دولة تنفصل وتستقل من الماضي، وتنتمي للحاضر والمستقبل..
إنَّ الانفصال عن الوحدة نفذته صنعاء وانفصلت وسحقت دولة الحوثي الانفصالية ما بقي من عروق قليلة لوحدة 94 التي كانت هي من سحقت وحدة 1990م..
والانفصال عن صراعات الجمهورية اليمنية هو الاختبار الحقيقي لنخب الجنوب، لا يمكن أن تقيم دولة جنوبية ضد الشمال، الشمال لم يعد موحداً ولا موجوداً كدولة، أقم دولة عاصمتها عدن، ودع الحديث عن ما قبل يوم ميلاد دولتك..