نبيل الصوفي يكتب:
عدن.. إعادة الإعتبار ومواجهة انفصال الحوثي
ليس في عدن وحده ولا انفصال..
مش لإن الانتقالي يقول إنه ملتزم للتحالف بالقبول بشرعية رئاسة هادي.. ولكن عن من باتنفصل اصلا؟
هي عاصمة الجنوب، والوحدة هي بين طرفين أو أكثر، أما الأن فالطرف الآخر وهو صنعاء مخطوفا بيد الحوثي..
عدن فقط تطهرت من الوية الكيد الرئاسي..
إن عادت صنعاء ستتفق حينها هي وعدن بماسيكون، كطرفين ندين إما شركاء أو جيران أو خصوم.. وإن لم تعد، فعدن عاصمة لدولة والسلام..
أما الأن صنعاء انفصلت عن اليمن والمنطقة كلها.
وإن تطورت الأمور فصنعاء هي السبب..
التفتوا لصنعاء وحرروها ان فعلا تهتمون باليمن.
مشاعر الحزن الوحدوي على مايحدث في عدن وهمية.
يتحدثون عن انفصال من وحدة لم يعد لها دولة من 2014.
الوحدة الوحيدة الموجودة هي التوحد لاستعادة صنعاء، وهذا ما انتصرت عدن له اليوم..
احتفوا بإغلاق ملف العبث المسلح في عدن، ورفض معارك تحرير المحرر..
اليوم بداية جديدة للحرب ضد الحوثي.
إلغاء الوجود العسكري الكيدي في عدن، سيحررنا في الشمال.
ألوية الكيد الرئاسي، تحولت ثكنة شبيهة بالتوجيه المعنوي للجيش الوطني في مأرب، ومهمتهم جميعا الاستمرار في ضخ كل عوامل الصراع والشقاق في طول اليمن وعرضه.
توفرت لليمن فرصة ذهبية تظاهرت فيها عدن تضامنا مع صنعاء في 2011، لتجديد روح الوحدة المغدورة، غير إن اطراف صنعاء عادوا لذات لغتهم بعد 94 وقالوا للجنوب بكله "لانراك"..
هرب الجميع إلى عدن مماكانوا يقولون عنه "التحالف الحوفاشي"، ووقف معهم الجنوب، وتهيئت فرصة أخرى لكي يصبح المشروع المقاوم للحوثي هو القيادة أو الشريك على الأقل الذي يجتمع عليه الجنوب مع الشمال بل ودخلت دول اقليمية صديقة للشمال والجنوب معا كالإمارات العربية المتحدة إلى جانب الجار الضرورة في الرياض، ومثل كل ذلك فرصة لبناء تاريخ جديد لليمن والمنطقة.
وبكل قصور نظر، أو تعمد مشين، أو بسبب الفساد أو أيا كانت الأسباب وجدت عدن نفسها معاقبة بما لم تتوقع، بل ومعاقبة من جهة ومن ذات الجهة مطالبة بتحمل عبئ كبير، تستقبل النازحين وتتهم بالعنصرية بنفس الخطاب، تبقى بلاخدمات ثم تطالب بالإيرادات، وبدل من أن تتحول نقطة تحالف وطني قومي أصبح دعم الإمارات لمأرب قومية ولعدن احتلال..
وكل المواجع والمفاسد غطوها بعلم دولة الوحدة، وكل يوم يقولون لعدن إن الوحدة لم تعد وحدة 90 بل هي ستار لكل فعل معادي لها..
وكلما هدأت مشاعر عدن ضد خصومها ايقظوها بفعل أو قول.. وتستروا برداء الوحدة..
وهو رداء كاذب لايختلف عن رداء الحوثي، فالوحدويون لايقبلون أحداً معهم، لاعفاش ولا الجنوب ولا السلفيين.. وحدتهم لاتسعهم إلا هم كإخوان وحلفاء الكيد والفساد والترهل..
أمتلئت عدن بالمواجع، وقررت قوتها الرئيسية التي تحمل عبئ المهام الأمنية أن تغسل عن مدينتها وسخ الكيد كله دفعة واحدة..
تغسلها لتحمي تحالفها القومي الذي صار هدفا لشرعية الكيد..
تغسلها لتحمي أمنها وقياداتها ومواطنيها.
تغسلها لتوقف "الكيد" الذي لايتوقف من الاساءة لها.
تغسلها لتتفرغ لدعم كل مقاتل ضد الحوثي وتحت قيادة التحالف العربي..
تغسلها لنتفرغ نحن الذين ضاع وطننا لإستعادة عاصمة دولته المخطوفة..
فقوى الكيد هذه تأخذ منا وقتا وجهداً وتبقينا في انشغال دائم ومعارك لاتنتهي..
تحررت عدن، كي تتحرر صنعاء، وبعدها يناقش الناس مشاريع الدولة أو الدول التي تحقق احلامهم وتخلق التعايش بينهم..
مبروك لنا ياعدن..
باستعادة عدن نفسها من الدولة التي عادت عمران إلى احضانها في 2014م.
عدن اليوم موحدة القرار الأمني، على الأقل دعوها تكون كما أدعى إخوان سالم في تعز والحوثي في صنعاء.. دعوا عدن تكون نظيرتكم ياحوثيين ويا إخوان..
أنتم لكم سيطرتكم، لكنكم تستكثرون على عدن أن تطالب بالسيطرة الأمنية وطرد كل قوة تبيعها للأزمات والفوضى الأمنية.
وهي بادلتكم المعركة وانتصرت..
ولن يبقى فيها صوتا يعادي توجهها كعاصمة للجنوب ومأوى لكل يمني معركته شمالا..