أنيس الشرفي يكتب:

أبين خاصرة الجنوب

لطالما كانت وستظل أبين برجالها وموقعها بمثابة الخاصرة للجنوب، ورأس الحربة في حمل لواء الحرية، وصناعة أهم التحولات المفصلية في تاريخ الجنوب، بما يسطره صناديدها الأبطال من إقدام واستبسال وفداء وتضحية، في مختلف المنعطفات والمحطات السياسية التي مر بها شعب الجنوب.

أبين الولادة كوكبة من أبرز رجال السياسة على الساحة الجنوبية، منهم من حملوا لواء الحرية وسجلوا تاريخهم في أنصع صفحات التاريخ، ومنهم من اجتهد فأخطأ وأصاب، فبطبعها كل نفس بشرية لا تخلوا من العيوب.

أبين من أوفدت الجنوب بأبرز قائد وزعيم سياسي جنوبي، الرئيس سالمين، نصير المظلومين، وراسم البسمة على ثغرات البسطاء والمهمشين، ذلك الزعيم الذي سطر أروع نماذج الإيثار والنزاهة والبساطة والإخلاص للوطن.

أبين من تحملت المآسي والحروب، وذاقت الويلات والكروب، أبين التي خرج أبناءها يجترحون الصعاب ويواجهون قذائف الدبابات جنباً إلى جنب مع سائر أبناء الجنوب، حاملين مطالب وقضية شعب الجنوب المصيرية.

أبين من تحملت مآسي الحروب السياسية، ومكر الجماعات الإرهابية، والأوبئة والجوع والعزلة والتهميش، أبين التي تدمرت كل المرافق فيها فيها بما فيها المستشفيات والمدارس، إثر سلسلة من الحروب ضد الإرهاب الداعشي والحوثي المتتالية، التي كانت أراضيها أحد أبرز ساحاتها.

أبين يا ساده، هي من قدمت كوكبة من الشهداء الميامين في حرب الدفاع عن الدين والعرض والأرض، وعلى رأسهم الشهيد علي الصمدي، والشهيد علي ناصر هادي، والشهيد أحمد سيف اليافعي، وقائمة طويلة من الشهداء والجرحى والمقاومين الأشاوس، الذين التحموا بأخوانهم من كافة مناطق الجنوب، ليصنعوا المجد ويبددوا الأحلام الفارسية بالسيطرة على أهم الممرات المائية، فأخرجوا مليشياتها مهزومة صاغرة تجر أذيال الخيبة والهزيمة.

لم أكتب ما كتبت أعلاه عن شيء خفيٍ أو غير مُعلن بل كتبت عن أمور بديهية يدركها الجميع، وإنما آثرت الكتاية لتذكير من يضعون أي واقعة تحدث هنا او هناك يكن أحد طرفيها من أبين، على إنها استهداف لأبناء أبين أو منهم، أو من يعمم سلبيات بعض أبناءها على مجتمعها بأكمله، وذاك ما استثارنا وآلمنا لأننا لن نرضى بترويج الأباطيل وتعميم أخطأ الأفراد على مجتمعات، فنرجوا ممن كان ناقداً أن ينقد الشخوص بأسمائهم ويبتعد عن التعميم حفاظاً على مشاعر الأبرياء.

نؤكد بأن لا جنوبي سيطاله أي استهداف لاختلافه أو تباينه سياسياً، حتى أولئك الذين شاركوا في الأحداث الأخيرة، فلن يستهدفهم أحد، وإن وجد، فسنكون جميعاً إلى جانبهم، ولن نسمح لأحد باستهدافهم أبداً، فالجنوب لكل وبكل أبناءه، بل إننا نعول عليهم كثيراً، بأن يكونوا أحد أهم روافع المشروع الوطني الجنوبي، وتقع عليهم مسؤولية وطنية للمشاركة الفاعلة في تأمين وبناء المؤسسات في الجنوب.

أبين الجنوب، والجنوب أبين.

وانتهزها فرصة لأبعث من هذا المنبر تحية أخوية تنفح بعبق البن اليافعي، وأريج الفُل اللحجي، وطيب البخور العدني، وشمع العسل الحضرمي، لكافة أحرار أبين الأبية.