بكر أحمد يكتب:
اخيرا، دعم اقليمي للجنوب ولمصالحها القومية
من المريح أن نرى أخيرا تحرك جنوبي حاسم لإنهاء الازدواجية السياسية المربكة في الجنوب والتي تسببت في فوضى في الأمن والتعليم والخدمات الأساسية، بل أصبحت حالة غير مفهومة بتاتا، فهناك حكومة يسيطر عليها تنظيم الأخوان المسلمين مقيمة في فنادق الرياض منذ خمس سنوات ولم تستطيع أن تعطي إي شيء إيجابي للمواطن العادي، كما أنها لا ترغب بالقيام بأي عمل عسكري جاد لإنهاء الانقلاب الحوثي في الشمال، وأيضا تقوم بكل ما تملك من إمكانيات لإيقاف الحياة في الجنوب مع تلغيمه وبشكل مستمر بمعسكرات جل كوادرها هم من تنظيم الأخوان المسلمين و الذي يمتلك عقيدة متطرفة تجاه الآخرين وعقلية ترفض المفاهيم الوطنية والمدنية وتقر بنظام سياسي مشابه تماما لما وضعته داعش في العراق وفي سوريا، وكان أخطر ما قامت به تلك الشرعية الإخوانية هي حملاتها الإعلامية العنيفة من أجل شيطنة التحالف العربي إرضاءً لدولة قطر والذي اصبح التحالف الإعلامي معها صريح و لا يخفى على أحد، كما استمرت وبإصرار كبير بمهاجمة الجنوبيين ورفض أي مناقشة أو اعتراف بالقضية الجنوبية إلا حسب مفهومهم هم وهي المفاهيم الشمالية الاستعمارية.
هذا الحسم العسكري في عدن كان يجب أن يحدث عاجلا أو آجلا، فتلك الوضعية السياسية الشاذة باتت مزعجة جدا، والجماهير الجنوبية بلغ الغضب معها أمر لم يعد ممكن السيطرة عليه، وبما أن المجلس الانتقالي هو الممثل لإرادة الجنوب، كان لزاما عليه أن يتحرك ويطالب الحكومة الشرعية الإخوانية بمغادرة عدن والجنوب والتوجه إلى احد المحافظات الشمالية المحررة لإكمال تحرير المناطق المحتلة من الحوثي.
التحالف العربي توصل إلى موقف لطالما حاول أن يتهرب منه، وهو عدم جدية الشماليين في الحكومة الشرعية بتحرير أراضيهم بعكس الجنوبي الذي حرر كل أراضية خلال بضع شهور فقط، وأيضا توصل التحالف بان الجنوبي يقف مع التحالف في مواقفه السياسية الداخلية والخارجية بعكس الشمالي الذي نراه يتحالف مع قوى أفليمية معادية للتحالف مثل قطر وتركيا، ولطالما شاهدنا قيادات وسطى في تنظيم الإصلاح ومن على قنوات تلك الدول المعادية للتحالف العربي يهاجمون السعودية والأمارات بشكل قاسي وعنيف، وأتمنى أن يلاحظ التحالف الآن بأن من يقف ضد التحرك الجنوبي الحاسم في عدن هم انفسهم الذي وقفوا مع قطر بكل حملاتها الإعلامية ضد السعودية وضد الإمارات.
لم يعد بالإمكان تصور اي وضع سياسي آخر غير أن يصبح للجنوبيين دولتهم التي طالما نادوا باستعادتها، وان يضطر الشمالي بعد ان يخسر الجنوب أن ينظر إلى بلده، عل هذا الأمر يجبره على السعي الحقيقي نحو خوض معارك حقيقية في ذلك الاتجاه، فوجود دولة جنوبية أثبتت السنين الماضية أنها حليف جيد لدول التحالف هو افضل حل سياسي لخنق الحوثي ضمن دائرة صغيرة ويقلل طموحها السياسي، فالحوثي كما الشرعية الإخوانية ستضيق عليهم الدائرة ضمن محافظات اليمن الشمالي الأمر الذي قد يؤدي أما الى حسم الحرب او التفاوض السياسي الجاد نحو تعايشهم المشترك.
اذا، هل هناك دعم اقليمي للجنوب، ربما حتى الان لا شيء معلن، لكن ان لا يصدر بيان ضد التحرر الشرعي للجنوبيين وامتلاك حقهم في بلدهم، فهذا يعني انه هنالك ثمة ضوء أخضر لحسم الأمر وفرض امر واقع يمكن التعامل معه لاحقا.
فمنذ ان أعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي النفير العام والتوجيه نحو قصر معاشيق رمز دويلة الأخوان والفساد والإرهاب، والجميع في التحالف العربي ملتزم الصمت، وكل ما على المجلس الانتقالي فعله هو سرعة القضاء على تلك البؤرة السيئة ومن ثم التعامل مع المعسكرات المعادية في عدن وفي حضرموت، وعندها لن يقف شيء أمام إعلان دولة الجنوب العربي وسيعترف بها العالم كدولة مدنية ترفض الإرهاب وتحاربه.