بكر أحمد يكتب:

كيف ساهم انيس منصور في تحرير جزيرة سقطرى

قد لا يختلف اثنان على أن انيس منصور هو أنموذج للإعلامي الملتزم حزبيا، هو يضع أهداف حزبه فوق أية أهداف ومبادئ أخرى، وهذا الالتزام الفج جعله _ وهو لا ينكر ذلك_ منحازا بالمطلق للقوى الشمالية المتنفذة ضد الجنوب وضد شعبه، فمنذ خمس سنوات تفرغ الرجل لتنفيذ أجندة حزبه فقط ولا شيء آخر.
لذا وعليه، كيف لشخص مثل انيس منصور أن يساهم في تحرير جزيرة سقطرى من جديد وإعادتها إلى حضنها الطبيعي في الجنوب العربي، اليس المنطق والعقل وتاريخ الرجل يقول بأنه ضد هذا التحرير وانه مستعد ان يذهب بعيدا حتى تبقى سقطرى تحت سلطة تنظيم الإصلاح الذي هو ينتمي اليه.
نعم هذا الأمر ممكن وذلك من خلال مزايداته الحزبية، فالرجل معروف عنه حماسه الكبير وإصراره على الظهور دائما بأنه الأكثر تطرفا لحزبه، والجميع يتذكر زلات لسانه التي تدل على قلة في الحصافة ونقص في الإدراك، فمن يتحدث أمام الإعلام بأنه عضو في مجموعة في تطبيق تواصل اجتماعي رئاسي وأنهم هو من يزوده بالمعلومات علينا ان نضع عليه علامة استفهام لمستواه العقلي والذهني، وبغض النظر عن هذه الزلاتـ الفاضحة، فأي شخص يستطيع ان يعرف مستوى إدراك هذا الرجل من خلال النظر اليه وهو يتحدث، حديثه فقط دليل كافي على انه يعاني من قصور ما.
أما كيف ساهم أنيس منصور في تحرير جزيرة سقطرى من الهيمنة الإصلاحية، فهذا حدث من خلال خروجه بفيديو مصور من تركيا وهو يدعوا علانية لتدخل تركي في الجنوب وأن هذا التدخل سيكون سببا رئيسيا في التنمية والتطور، وضرب مثالا بالصومال، انيس منصور والذي يحارب ليل نهار التحالف العربي الذي جاء لينقذ اليمن من الحوثي، هو الان يريد من تركيا ان تدخل اليمن لا لشيء، سوى لأن حزبه يرى في هذا التدخل مصلحة له، ولأن من يشاهد ويرى ما قاله انيس، فهو بالتأكيد سيتساءل من اين يمكن للأتراك ان يدخلوا؟
الأتراك تدخلوا منذ وقت مبكر في  الصومال، وكان هذا التدخل ضمن خطة جريئة للتوسع الأخواني في المنطقة، فهم وبعد الصومال توجهوا الى السودان والان هم في ليبيا وكلنا يتذكر الخراب الذي خلفه الأتراك في سوريا ودعمهم العلني لجماعات دينية متطرفة، ولأن الأتراك موجودون في الصومال، فجزيرة سقطرى ستكون اول محطات تدخلهم، وهذا الأمر سيكون غاية في السهولة كون من كان يديرها هو تنظيم الإصلاح الموالي للأتراك، لذا فأن التدخل السريع والقرار الحاسم من المجلس الانتقالي بالتحرك واستعادة الجزيرة من جديد كان امرا لا بد منه وعملية استباقية ووطنية وخطوة مهمة ضمن خطوات استرداد باقي الأراضي الجنوبية كحق شرعي لا خلاف عليه.
متابعة انيس منصور ومن هم على شاكلته من الإعلاميين الملتزمين حزبيا لتنظيم الإصلاح امر لابد منه، لأن تلك النوعية من الإعلاميين غالبا ما يمتازون بالسذاجة والتسرع وقلة التركيز، ولأن الإعلامي الجيد والرجل الحصيف من الصعب بمكان أن يستدرجه تنظيم ديني شمالي أمتاز بالفساد والتدليس والكثير من الدموية.