خضر النخعي يكتب لـ(اليوم الثامن):

المجلس الانتقالي الجنوبي.. والمهمة التاريخية

صناعة الأمجاد وبناء الأوطان وكتابة سطور التاريخ بأيدي ابطال غير مرتعشة في اصعب المحن بعضهم تجهله الأمم وآخرين تلالاة نجومهم في سماء الحريه ليكونوا مفخرة لشعوبهم وهم من صنعوا مجدا لذا اكرمهم التاريخ بمساحة بين سطوره تقديرا لدورهم الجبار في النضال و الصبر وما ابتلوا به في حياتهم من هم وفقر وخوف لتحقيق أهدافهم و مبادئهم وما تتوق اليه شعوبهم من آمال كانت تلك الزعامات مصدر السعادة و المجد ، الزعيم مانديلا مكث تسع و عشرون عاما في سجون العنصرية ولم يتزحزح او يسيل لعابه للمغريات كي يتخلى عن شعبه و مبادئه التي آمن بها حتى اسقط العنصرية في مقتل وحكم من كانوا عنصريين بنبل الفارس الشجاع و المتسامح و ضمد جراحه وطوى صفحات مرارات الماضي حتى اصبح ايقونة عالمية تتمنى كل الابطال و الشرفاء في العالم ان يحتذوا حذوه وان يتبعوا اثره ، هذا هو مفصل المحن والاختيار بين الحلو و المر يا انتقالي الجنوب تذكروا تلك الابطال و اصبروا و صابرو ان كنتم تحلمون بمكانه بين سطور التاريخ و المجد تذكروا يا انتقالي الجنوب ما اقدم عليه عبد الناصر في جرأه لم يكن يحلم في تحقيقها جبابرة الأرض ولم يسبقه اليها احد في تأميم قناة السويس الذي لولا هذا الاقدام و الجرأة الجبارة في وقت حالك السواد لما أصبحت اليوم ملكا مصريا و من اكبر روافد اقتصاد المحروسة وعلى اثر هذا القرار تعرضت مصر لعدوان ثلاثي الأقوى ثلاث جيوش في العالم كان الله معهم مع عدم التكافؤ في العدة و العتاد ، هكذا يصنع التاريخ يا مجلس انتقالي وعندما نتذكر تلك الهامات من ابطال الدنيا لا يعني ذلك أغراما بأحزابهم وسياستهم او حباً في اتباعهم انما من باب التذكير بصلابة و جرأت تلك الزعامات ليس إلا ، فتذكروا يا انتقالي أن صناعة التاريخ و المجد وبناء الأوطان لم تتحقق وابطالها على ارئك مخمليه ولا في ارتشاف المعتق في ليالي ألف ليلة و ليلة ونما كان انجازها بين المر والمراره. و اليوم قضيتكم على المحك و هي مسؤولية كبري آزرتكم بها مليونيه زحفت من كل فجاً وصوب واهدكمبها امضاء شعبي في حمل الامانه وتحقيق الرساله ثقتاً فيكم فعندما تقول جماهير الجنوبية الانتقالي يمثلنا فاعلموا أن الأثقال الجائرة لا تحتملها الا الجمال الفاطرة ومن كان منكم بهذه الصفة فعليه كتابة التاريخ ولو كره الكارهون فاعلموا أن الطريق طويل مليئاً بالاشواك والثعابين محلي و إقليمي و دولي ، تعاملوا مع كل موقع بما يناسبه واحذوا السير في الطرق الضيقة ولو بالمشي على أصابع اقدامكم فلا سياسة خشبية تنكسر ولا مرونة ولا مرونه تفرط بدماء قوافل الشهدا وما بينهم الوسطيّة لا ضرر ولا ضرار واعلموا أن الشعب معكم حتى من اختلفتم معهم لان الهدف واحد وان الاختلاف اجتهاد ليس حباً بوحده دمرت كل جميل في هذه البلد ونما كلا يبحث عن افضل السبل في استرداد الحقوق وانتم نجحتم في تاييد السواد الاعظم من الامه ، سيروا بخطوات واثقة فلا ترهبكم تهويل ابواقهم وصونو عهداً قد قطعتوه على انفسكم لشهدائكم ولكلاً من سهر وبذل وابرز قضيتكم حتى اصبحتم على الطاوله مفاوضين ولنا لقى اخر .
صفحة الكاتب : خضر النخعي