خضر النخعي يكتب لـ(اليوم الثامن):
دولة الإمارات العربية المتحدة في عيدها الخمسين
تحتفل الإمارات اليوم بعيدها الخمسين فهذا ليس إلا جزءًا يسيرًا من عمرها الضارب في جذور التاريخ الغابر، في شبه الجزيرة العربية، ولم تكن أفضل حالًا من دول المنطقة قبل الاتحاد،فالعيد الفضي الذي نحتفل به اليوم لم يكن طريق الوصول إليه مفروشًا بالورود، فحين امتطى الشيخ/ زايد -رحمه الله -جواده للم شتات شعبه تحت راية دولة واحدة ؛كان يعلم أن الصحراء الشاسعة، برمالها المتحركة، وطرقها الوعرة مليئة بالعقارب والحيات، والصعاب والمخاطر، في إمارات مترامية الأطراف، كان يقطعها الركاب بوسائل مواصلات بدائية ،يلقى في الراكب من التعب والمشقة ما لا تقوى على حملة الأبل.
فكان الإقدام على بناء دولة اتحادية في زمن يفتقر إليه شعب الإمارات إلى أبسط مقومات الحياة المعيشية،وتدني مستوى الوعي الثقافي،لدى عامة الشعب مهمة صعبة،وحمولة ثقيلة لاتقوى على حملها الرحال مهما كانت جسارتهم،وقوة جلدهم وصبرهم .
لكن من فضل الله على هذا البلد أن سخر لها رجلًا استثنائيًا،وشخصية لن تتكرر،ولن يجود الزمان بمثلها ،كشخصية الشيخ زايد التي ظهرت في أشد أوقات الحاجة إليها، ليشكل بذلك ثنائيا استثنائيا مع أخية سمو الشيخ راشد- طيب الله ثراهما- ليتحول لقاء الرجلين في عرقوب السديرة ،إلى نقطة تحول دراماتيكي،ومنصة انطلق منها شعب الإمارات نحو الرفعة والرقي والسؤدد،بانضمام و مؤازرة أصحاب السمو حكام الامارات الأخرى- رحمهم الله جميع
حيث انطلقوا في سباق ماراثوني منقطع النظير ليصنعوا لنا هذه المنجزات التي نراها اليوم بفضل صبر وتضحيات ذلك الرعيل الذي أقام دعائم الدولة والنهضة معا ، ليستلم من بعدهم الراية رجال كانوا خير خلف لخير سلف، لتتحول الإمارات بفضل من الله، وبفضل قيادتها الحكيمة إلى دولة اختصرت مسافات الزمن بسرعة الضوء فأنجزت كل هذه الإنجازات في زمن قياسي لم تستطع إنجازه غيرها من الدول في قرون ، فكان تصميم قادتها على المراكز الأولى نهجًا وديدًا شهد لهم بذلك العدو قبل الصديق
فهي اليوم تتبوأ المراكز الأولى عالميًا من حيث البنية التحتية من حيث بناء مدنها ونظافة شوارعها عالميا، وكذا قوة اقتصادها المتصاعد من الصناعات المحلية التي أصبحت عوائدها الاقتصادية توازي عوائد النفط،بالإضافة إلى حصولها على المركز الثاني عالميًا بين الدول أمنًا.
وهذا بفضل الله،ثم بفضل المشروع الاتحادي الذي يرفل مواطني الامارات نعيمه حيث وفرت لهم الدولة السكن، والضمان الصحي، والتعليم المجاني.
ولم تقف الإمارات عند هذا الحد بل وصلت في عناق المريخ في زمن قياسي لتثبتت للعالم بأن طموحها لم ولن يقف عند سقف معين.
كما تميزت قوانينها، وتشريعاتها بالحفاظ على حقوق كل من عاش على أرضها ،وكفل له دستورها كل حقوقه الإنسانية،ومعتقداته الدينية، والمذهبية،فانصهرت في هذه البلد جاليات من كل أركان المعمورة دون أي تمييز بين ألوانها أوأعراقها،أو معتقداتها .
فمنذ أن منّ الله على هذه البلد بالخير الوفير لم تغلق أبوابها في وجه من قصدها، الامارات بانجازاتها اصبحت مفخره عربيه يتباها بها كل عربي في اركان الكون.