ندى سالم تكتب لـ(اليوم الثامن):

العاصمة الجنوبية عدن.. هل غدت مرتعاً للفيد؟

عدن العاصمة التجارية و الاقتصاية التي لها اهميتها وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها من اجمل العواصم .
لكن ما ان قدم اليها سكان الارياف و القرى النائية الا و شوهوا معالمها و شوهوا كل المناظر الجمالية فيها فقد بسطوا وسطوا على كل شبر فيها و حولوها الى كومة مباني عشوائية حملت نفس تصميم المناطق التي اتوا منها كالتحويش بالزنك اوالملابس و البطانيات واحيانا يصل بهم الحال الى قطع الاشجار و التسوير بها وذلك لتفييد اكبر مسافة والاستيلاء عليها دون مقابل والتي تقدر قيمتها بعشرات الملايين لانها مساحة تستقطع من العاصمة لا من القرية وبذلك سادت العشوائية وعدم النظام فيها فلا شوارع ولا طرقات بل ووصل بهم الاستهتار في منع العامة من الحصول على ممر او مخرج للوصل الى الجانب الاخر فالدخول فيها يشبه الى حد كبير لعبة التوهان فعليك ان تبحث عن المخرج الصحيح والا ستبقى متخبطا حائرا بين الازقة اي الطرق ستسلك ،

وقيل انه قبل فترة وصل جشع وطمع هؤلاء ان يتخاصم احدهم مع جاره على مجرد ممر لا تقدر مساحته بذراعين او ثلاثة و تنتهي القضية بالقتل لاحدهما و السجن للاخر .
اين هم من حديث رسول الله عليه افضل الصلاة و ازكى السلام بمفهوم الحديث من اخذ شبرا طوقه الله به سابع ارضين .

فما هؤلاء القوم الذي سمح لهم يقومون بهذه الاعمال الهمجية في عاصمة لها ثقلها التاريخي وموقعها الاستراتيجي تتحول الى حضائر واحواش من الزنك والشباك بل وحتى وصلت لتعليق الملابس .
ولم يكتف هؤلاء الذين عبثوا و طمسوا كل المعالم الجمالية للعاصمة عدن في انهم قوم لصوص وفيد لايحملون اي معنى للمدنية او التمدن فما ان يحصلوا على منشأة حكومية لاقامة مدرسة او مرفق للصحة الا و هجموا عليها كهجوم القبائل على بعضها في زمن الجاهلية للسلب و النهب وما ينقصهم فقط الا الاسر .
فما ان تتعرض البلاد لقليل من الفوضى الا وشمر اولئك القادمون من الارياف عن سواعدهم رجالا كانوا ام نساءً على حد سواء فهم لا يعرفون شيئا عن ما يسمى بنظاما او قانونا لانهم منذ ان وفدوا الى عدن لم يجدوه كي يردعهم و يكبحهم للكف عن هذه الاعمال الهمجية الذي جعلت من العاصمة عدن مرتعا للصوصية والسرقة فقد وصل بهم الامر لاقتحام المؤسسات الحكومية فهم لا يفرقوا بين ملكيات عامة كالمؤسسات و المرافق الحكومية او خاصة كمنازل المواطنين اذ لم تسلم المؤسسات العسكرية التي تعرضت للسطوا و هذا ما تم بالفعل في جبل حديد و في معسكرات اخرى فقد تطور بهم الامر الى اقتحامها ونهب كل ما فيها كما سمعنا عن جبل حديد عندما انفجر بهم و كان اشخاص يأنون واخرون يدوسون عليهم بالاقدام اناس تجردوا من الانسانية تحولوا و كانهم ساكني الغابات الذي عرف عنهم بآكلي لحوم البشر ، فلافرق بينهم عندما يقتلوا اخوانهم بالدوس عليهم لمجرد السرقة والفيد مخلفين وراءهم جثث بشر تأن و تتألم حتى الموت .
الى متى ياترى سيستمر هذا الحال ؟! وهل سيأتي يوما نلاحظ فيه العاصمة عدن قد نفضت عنها غبار الزمن الذي خلفه اولئك القادمون من البعيد ؟! وهل سيعاد لها جمالها ورونقها ثانية بعد مصابها و تعود اليها المدنية و التمدن والتحضر كسابق عهدها ؟ ام انه قد فات الاوان و لا امل يرتجى لانتشالها من مستنقع الفيد و السلب والنهب ؟؟

لك الله يا عدن و نرجوا من الله ان يأذن لك ان تستعيدي عافيتك و تعوضي مافاتك لتواكبي العواصم الاخرى ازدهارا و اعمارا وامنا و استقرارا .

ندى سالم