ماجد الداعري يكتب:
كيف وصل أسرانا الجنوبيين إلى مشايخ وسجون القبائل شمالاً؟
أخبرني أصدقاء وزملاء من صنعاء أن هناك أسرى جنوبيين لدى قبائل كخولان ومشائخ شماليين كالعصيمي الذي أسر أحد أبنائه بمعركة نقطة العلم قبل أيام وأنه طالب بمبادلته بأكثر من أربعة أسرى جنوبيين لديه ومن أبناء يافع يعيشون مكرمين معززين لديه في سجنه الخاص وحتى بعد علمهم - حسب رسالته طبعا- بتصفية ولده الأسير.
استغربت من كيفية وصول الأسرى الجنوبيين إلى أيدي القبائل وسجونها الخاصة وماعلاقتهم بدولة الشرعية التي تزعم وتتباكى على هزائم قواتها وضربها جنوبا، لتأتيني الإجابة الصادمة أن من شارك شمالا بتلك الحرب البربرية الجديدة على الجنوب هم مسلحي القبائل ومليشيات الإصلاح وحلفائهم من التنظيمات المختلفة المنضوية تحت لوائه الجهادي، باسم جيش حكومة الشرعية العاجزة عن حماية نفسها وتأمين حتى موطئ قدم لها في الـ٨٥٪ من الداخل اليمني المحرر كما تزعم كذبا أمام العالم.
فقلت في قرارة نفسي:
ان هذا يعني خير تأكيد أن من خاض حرب الغزو الجديدة على الجنوب انطلاقا من شبوه وحتى أبين وعدن،هم فعلا إخوان الشر المستطير ومليشياتهم الشمالية القبلية وتنطيماتهم الجهادية ذاتها التي حشدها عفاش في اجتياحه الظالم للجنوب بحرب صيف عام ١٩٩٤م للقضاء على ما كانت تسمى بالوحدة اليمنية، وإلا لماذا لم تعلن تلك الحكومة الورقية المفترضة عن قوائم أسماء أسراها وقتلاها وجرحاها في هذه الحرب وبيانات أرقامهم العسكرية وألويتهم واماكن اصابتهم ان كانت دولة او كانوا هم فعلا جزء من جيشها الوطني كما تسميه زورا وبهتانا، مع العلم انها جندت ومن سابقا أغلب تلك المليشيات ضمن قوائم معسكرات وألوية تابعة لها بصنعاء ومأرب والجوف والبيضاء وعمران وغيرها.
ولعل الفتوى الجديدة أمس لمن يسمون أنفسهم بهيئة علماء اليمن عن وجوب الجهاد والتحرك للدفاع عن اراضي الجمهورية اليمنية هو أيضا خير تأكيد على هذا التوظيف الإخواني للدولة ورئاستها واعلامها وكافة مقدراتها من أجل تبرير الحرب الاحتلالية الجديدة على الجنوب ومقدراته وتغليفها دينيا لتسهيل إعادة إنتاجها مجدداً.. وهيهات لهم ذلك كون العالم والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب لهم بالمرصاد بعد اتضاح أمرهم وانكشاف مخططاتهم.
ولكن.. ولأننا كبشر مسلمين وعرب وقبائل تحكمنا قيمنا الدينية والإنسانية والأخلاقية ونحترم الأعراف المجتمعية الأصيلة،لانقبل حتى بالتصوير والاساءة في معاملة الأسرى أو أي مخالفة لقواعد القانون الدولي في معاملتهم، وينبغي علينا عدم التخلي عن قيمنا وانسانيتنا مهما كان قهرنا وألمنا من تكالبهم مجددا علينا وسعيهم لاحتلال أرضنا وإذلالنا من جديد ومواصلة استباحة أرضنا و خيراتنا ، فانسانيتنا يجب أن تبقى أكبر من كل هذه الظروف ليعلم العالم اجمع اننا أحق بالسيادة على أرضنا واهلا لحكم دولتنا وتطبيق قوانين التعايش الدولية فيها ومع الجميع بالضوابط الدولية المعروفة.