نبيل الصوفي يكتب:

"الماضي" الذي دعا اليدومي إلى "نسيانه"!!

استقرار البلدان دين يجب حمايته، وشرعاً من غلب صارت له الشرعية.

فعندما استعاد الجيش المصري بلاده ودولته من "عيال رابعة"، استفاد حتى عيال رابعة أنفسهم من إزالة الجيش المصري للورم الذي قفز لرئاسة الدولة عبر بديع ومرسي وعصابتهما.

أما نحن في اليمن، فمشكلتنا مع الحوثي، أنه يستخدم الغلبة في إفساد الدين وإفشال الدنيا، ليس راضياً بغير الحرب حتى وهو منتصر.
وإلا لو كان مشروع حكم، لما كان علينا سوى السمع والطاعة.

وكذلك الإخوان، يريدون يتغلبون، لكن بشرط أنك تقول إنهم لا يريدون حكماً إلا بالغصب من أجل مصالح الناس، وإلا هم كانوا يفضلون يجلسون يسبحون الله في غار علي محسن!

وهكذا تضيع البلاد بين الواقع والشعارات حقهم..

وها هم الاصلاحيون يرفعون شعاراً في الذكرى ال29 لتأسيس حزبهم، مليئاً بصور المنجزات التي تحققت لليمن في عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، ودون أن يسألوا أنفسهم، ماذا تبقى من المنجزات المصورة في هذا الشعار الآن؟

لا عاد باقي جمهورية، ولا يمنية، ولا مصانع أو مدارس، إضافة إلى ما تبقى من صور منجزات وكراضح دمجت في الشعار.. فكل هذا صار ماضياً دعا اليدومي إلى "نسيانه"!!

يكذبون كي يخففوا عليهم اللعنات، إذ أضاعوا كل ذلك واقعاً، وحولوه الآن مجرد هشتاجات ورسومات لا وجود لها في الواقع!

لقد أضاعوا عليكم بلاداً، وأبقوا لأنفسهم السلطة ومرتباتها في الشتات، أما المواطن فلم يعد يناله من كل هذه الشعارات شيء.

وكم تفزعنا المآسي والكوارث التي نعايشها ونسمع عنها على أرض الواقع يومياً.

وكم يحزننا عندما نشاهد إنساناً تثقل همومه على قواه فيتوه، ينهار عقله.

ويأتي من يقول لنا: لا إله في الدنيا، متأثراً بتفاهات أكاذيب من يتاجرون بالدين.

يا صاحبي، لا أقوى على الحياة إن لم تتمسك قواي بأن في الكون إلهاً يرعى خلقه.

لا تهمني قوانين تجربتك، لكني لن أستطيع التنفس لو أنني في لحظة وافقتك بأني وكل هذه الحياة وجهاً لوجه بدون "رب".

دعني أحمِ نفسي بالعظيم.. ويتماسك عقلي خضوعاً للحكيم..
وأحيي مشاعري، بحضور من "لا يُظْلَمُ عِنده أحدٌ".