مصطفى منيغ يكتب:
العرائش.. ولا زال الإهمال عائش
الزائر بعد مُغادَرَتِها ، يرافقه انطباع أنَّ العرائش خارج اهتمامات الدولة من مدة ، يجوز الاقتراب من دستور 29 يوليو سنة 2011 لتكون الحكومة الآتية بعده، حكومة أقرت بمبدأ المغرب واحد وليس مغارب عكس ما وقع في الخط الرابط بين تطوان وطنجة المحاذي للعرائش المغمورة ظلت كاستثناء يختبئ وراء غابتها للأسباب الكافية والدالة على إبقاء الحالة كما هي ، لمتم زمن محكوم بالقَدَرِ القادر وحده على التغيير، أسوة بما حصل ليتنفس الصعداء جزء من الشمال عاش منذ الاستقلال رفيق إهمال ، له تاريخ مُهمل ، حان الوقت أن يُعاد استحضاره لفهم ما يقع في العرائش الآن مدينة وإقليماُ في انتظار منظور من العاصمة الرباط ، كخط مبتدئ من القنيطرة، المخترق لمدينتي سوق أربعاء الغرب والقصر الكبير، لا يمكن تجاوزه إلا بمباركة ما رتبه القَدَر من ترتيب لا زالت تفاصيله في رحم الغيب . طبعا الأمور المتعلقة بالتدبير العام مجزأة كمسؤولية على الجهازين التشريعي المحلي، والتنفيذي الإقليمي ، الغير المتساوية لا من حيث المهام ولا من حيث التخصصات، ولن تصل لما المفروض أن تكون عليه ، لعدم وصول الديمقراطية لقدرة التعادل بينهما بوجود وزارة مرتبطة بهما ارتباطا يستحيل فصله، تُعَدُّ وتد النظام الثابت معه خيمة الحكم المغربي الغير قابل جوهره لأي تغيير مهما كان بسيطا غير ذي اعتبار ، ومَن لم يَرُقْه الفاعل فليشرب من البحر .
... ليس المهم اكتشاف العوائق المدمرة لأي تحسُّن منشود ليتمتع الجميع بالحقوق ولو في الحد الأدنى ، وإنما المهم في إزاحتها عن الطريق، وذلك ما لا يمكن حصوله في إقليم العرائش تحديدا ، إن كانت الغاية إبعاد الفساد والمفسدين المتسببين منذ 2007 فيما يُلاحظ يومه من اختلالات مفصودة بالسكوت عنها ، ارتباطا بما سبق ذكره عن إبقاء الحالة على ما هي عليه انتظارا لما يحمله القدر من حَلٍّ، كما هو مضبوط تحليلنا على تجربة سابقة لا يتعدى عمرها العشرين سنة . فلا الانتخابات ستفرزُ أي فريق يُترَكُ للتحرك في مجال الإصلاح ولو الطفيف ، ولا أي رئاسة لسلطة إقليمية خارجةٌ عن نص التعليمات المعيَّنة على إثرها ذي الشقين العلني المذاع بوثائقه في حفلة إعلانية رسمية، والسري المسموع شفويا ممَّن كان وسيظل بعيدا عن وزير الداخلية نفسه وإن كان الأخير يعرف جيدا مقامه ، لتكتمل الحلقة الدائرية الشكل، المبتدئة من نقطة المنتهية لها متكررة ما لم يقل القدر كلمته الفصل .
... جميل التزود بمثل الثقافة المتخصصة في جمع المعلومات المتجاوِزة ما هو مدوَّن مكتوب ، لما يُلتقط بالصدفة (أحيانا) خلال جلسات منظمة بذكاء لتسريب ما المراد تسريبه لتكسير كل برنامج مخَطَّط قبل الشروع قي تنفيذه إن حسب أي حزب سياسي محترم أنه الأفيد للانفلات من ضيق الاستمرار من أجل نفس الاستمرار، في خط الانطلاق مهما طال الانتظار. والأجمل منه المعرفة المسبقة لحقيقة تلك النتائج المُطابقة للمطلوب تكون ، المقتنعة الدولة بها وليس المُنتَخبين أنفسهم، المساهمة لحد بعيد في ابقاء الحالة على ما هي عليه ، لغاية تحديد القَدر ما قد يحدده.
خُلاصة القول كمقدمة لموضوع آت طرحه بتعبير غير مسبوق، أن الإهمال وجد في الإقليم المرتع الخصب لتوسيع سلبياته حتى تشمل جل الميادين الحيوية كالصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية الرسمية والعديد من المرافق المتخبطة مع مظاهر الضياع يوما بعد يوم وسنه وراء سنة ، ومع ذلك هي فرجة مسرحها الواقع وروادها سيل من المسؤولين الرسميين العاجزين رغم أنفسهم بتكليف صادر عن اللامرئي لأسباب أمنية يطول شرحها مرة واحدة ، معظمها معروف لدى مواطني هذا الإقليم المُبعد عن النماء المنتج ، انتظاراً لما ستؤول إليه الأمور بعد حدوث ما شاء القدر أن يحدث .