نبيل الصوفي يكتب:

الإمامة والحوثي وجهان لعملة واحدة

كانوا ملوكـا ظلّهم حـــرم ورقــيــتـهـم حـمايـه

فلحومنا لخيولهم مـــرعى وأعــظـمـنـا سقايه

وبـيادر تــعطيهـم حــبّـــات أعيــنـنـا جــبــايــه

والله والإسـلام في أبــواقــهـم بـعض الــدعــايـه

هكذا يتحدث البردوني في "حكايا سنين" عن الإمامة، والحوثي بعض سنينها ولو جاء متأخراً، كأنَّ البردوني يعرفه.

وفي ذكرى ثورة 26 سبتمبر، علينا أن نسأل أنفسنا لماذا استطاعت قيم الإمامة أن تعود، بعد قيام الجمهورية ضدها؟

هذا السؤال لنا، وليس للحوثي..

نحن من نحتاج نقد أنفسنا وبناء ذواتنا سبتمبرياً جمهورياً.. لا مجرد شتم الحوثي.

وفي مقال سابق كتبته في سبتمبر 2008 تحدثت عن مأزق الادعاء الثوري.

ولا تزال نفس الكتلة العتيقة هي نفسها في نفس موقفها، سبتمبر عندها مناسبة خاصة للحاكم، كانوا يومها حول الزعيم واليوم حول هادي.. موقفهم نفسه وخطابهم نفسه..

أضافت لهم الأيام الادعاء أنهم تغيروا.. زوراً وبهتاناً.

أما الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، بطريقة السلطة، فهي إهانة كبيرة للذات.

فعل مهين جداً لسبتمبر، نقول له في يومه: لم نفهم منك شيئاً، ولا تعني لنا شيئاً.. مجرد تكاليف نصرفها على شكل بلا مضمون.

ويا له من وجع سبتمبري، أن نحوله يوماً بلا مضمون.

وتتزامن هذه الاحتفالات، بعد ما يقارب شهراً، والسعودية والإمارات تحاولان إقناع هادي بأنَّ إدارته للشرعية هي من تسقط هذه الشرعية وتفتح المجال لقوى جديدة تتشكل.

كما يحاول التحالف إقناع هادي بمساعدتهم على إبقاء هذه القوى الجديدة مستعدة للعمل تحت إطار شرعيته، شرط أن يلتزم هو بالشرعية ومؤسساتها، قبل أن يرفعوا أيديهم فتنهار اليمن.

وإلى اليوم، ما زال هادي يرفض أي ترتيبات لا تتركه يتصرف كيفما يشاء!!

ختاماً.. نحتاج جبهة إعلام شمالية - جنوبية لمواجهة التنسيق المتصاعد بين شرعية الإخوان والحوثي.

‏بناء التحالفات، وإلا لن نلقى شمالاً ولا جنوباً، لا وحدة ولا استقلالاً، لن يقبلونا، ولن يقبلوكم.

‏نحتاج استيعاب المرحلة الخطيرة التي نواجهها، بدل المعارك الكلامية العبيطة التي تضعفنا جميعاً.