محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
مغوار الحواشب الشهيد حمزة احمد حسين... سجل عطاء وتضحية
حمزة أحمد حسين الحوشبي معجزة العصر الإيمانية وبطل ملحمة أم المعارك الأسطورية، ذلك الفتى المجاهد الذي واجه المئات من عناصر البغي والعدوان وهزمهم وطردهم شر طردة من أرض الحواشب بعد أن قتل وجرح ونكل بالكثير منهم في مشهد أسطوري للشجاعة والإقدام لم يسبق له مثيل في تاريخ الغزوات والحروب والمعارك، بل ان هذا المشهد لن يحصل او يتكرر في أي بلد سوى في المسيمير الولأدة للعظماء من الرجال، هذا البطل الشهم ذو النخوة والشجاعة لم تسمح له نفسيته الإيمانية الجهادية أن يستريح لبرهة من الزمن في ظل إنفتاح باب الجهاد على مصراعيه امامه سيما وهو اعظم ما تمناه في حياته، فدنت منه اللحظة التي كان ينتظرها دوماً هذا الصنديد الشجاع، من هنا ترك حمزة كل ما لذ وطاب من مغريات الدنيا وملذاتها وشهواتها ووضع كل احلأمه وطموحاته جانباً وهب ملبياً داعي الله وداعي حيا على الجهاد، اندفع هذا الأسد الكاسر لنصرة دين الله وللدفاع عن الأرض والعرض بكل إرادة وعزيمة وإصرار، حمل سلأحه مودعاً أهل بيته وأقاربه ومنطلقاً في تجارة رابحه مع رب العالمين إلى ساحات الوغأ والمجد الأبدي والحضور الأسطوري والبأس الإيماني، ليسطر هناك اروع مواقف النخوة والرجولة ويجترح صولات وجولات البطولة الخالدة، البطل حمزة أحمد حسين لقن الأعداء دروساً قاسية وصوراً جديدة ترجم لهم من خلالها معاني التضحية من اجل الوطن وحقائق أكيدة عن فداء العرض والأرض والدين بالروج والبدن إلى أن اصطفاه الله شهيداً كريماً في معركة تحرير المسيمير.
الصحيفة التقت عدد من أبناء الحواشب لرصد انطباعهم وآرائهم عن إستشهاد هذا البطل الحوشبي والتضحيات التي يقدمها أبناء الحواشب في مختلف ميادين العزة والكرامة فكانت الحصيلة التالية.
البداية مع الأخ محسن عبد الهادي الناصري احد الشخصيات الإجتماعية بالمديرية الذي تحدث قائلاً : لمن يجعلون حسابات المعركة بمبدأ القوة والتفوق العسكري والبشري عليكم أن تعلموا وتتعلموا من الشهيد حمزة وزملائه شهداء الحواشب بمشيقر وجبل الأسد كل العظة والدروس والعبر التي تنسف هذه المعادلات، فقد شاهدنا حقيقة التدخل الإلهي ومعنى الثبات والجهاد بقوة الحق والمنطق حيث الغزاة المعتدين ومع كثرة عددهم وترسانتهم كان قتالهم يعتمد على قوة السلاح ولأنهم على عقيدة باطلة وفاسدة فقد تشتت جمعهم وتمزق شملهم وأنهارت قواهم أمام بئس رجال المقاومة الحواشب ومنهم البطل حمزة الذين كسبوا الرهان والجولة وحرروا البلاد وطهروها من رجس وبراثن الغازي المحتل لينتصر الحق ويزهق الباطل.
ويضيف : وإن استشهد هذا البطل المغوار وودعناه سيظل عظمة موقف انتصاره لأرضه وعرضه ودينه أبدياً سرمدياً وقائماً مدى الأزمان في عقول وقلوب اجيالنا مع أبدية وسرمدية وصمة العار لهذه الشرذمة الباغية، فالخزي والعار لهم في الدنيا والعذاب والهوان لهم في الآخرة أن شاء الله، هذا هو الفرق بين حقيقة معارك قتال عملاء الفرس والمجوس وواقع معارك وثبات مجاهدينا الابطال فعناية الله ونصرة وتاييده وتمكينه لعبادة الصالحين تجسدت واقعاً ملموساً في معركة جبل مشيقر فهي ملحمة تأريخية لن تنسى لها ومضات مضيئة لتأكيد الفرق بين معسكر الحق ومعسكر الباطل مهما طال أمد بغي وصلف ووحشية وإجرام هذه المليشيا الايرانية المجوسية واستمر ارهابها فإن النصر حليفنا بإذن الله وحليف جنوبنا الحبيب.
مختار محمد علي يقول : إن الطريق التي سلكها المجاهد الفذ حمزة الحوشبي ومن هم على شاكلته من المجاهدين العظماء كانت طريق من يعي ويدرك أن نهاية مطافها إن لم يكن النصر المؤزر على العدو وهزيمته في ميدان القتال والمواجهة فهو لا محالة نيل الشهادة في سبيل الله تعالى، وفي كلتا الحالتين فقد انتصر المجاهد البطل حمزة حتى وهو يسقط مضرجاً بدمائه في ساحات الكرامة والعزة والرجولة مدافعاً عن دينه ووطنه وشرفه وعن قضيته التي قاتل من أجلها حتى لقي ربه شهيداً محققاً هذا الشرف وهو نيل وسام الشهادة وحياة الكرامة والخلود عند المليك المقتدر.
مضيفاً : لم يخلُد هذا البطل إلى الأرض ويرتضي العيش بعيداً عن الجبهات او ينأى بنفسه عن مقارعة هؤلاء الأوباش خاصة بعد ظهور بغيهم وفسادهم في الأرض بغير الحق سيما وقد ظهر هو في كثير من المحطات والمواقف كبطل أسطوري وقائد ثائر يواجه الظالمين والبغاة والمتغطرسين والطغاة في مسارات متنوعة من الجهاد والنضال، وفي مشهد إيماني وبطولي قل نظيره في عالم المواجهة العسكرية والحربية رأيناه يصول ويجول ضد أحفاد الفرس والمجوس مكبداً اولئك الاشرار اشكال الهزائم والوآن الخسائر الجسيمة، فشهيدنا العظيم تحرك إلى ميدان المعركة لينضم إلى رفاق دربه الجهادي هناك من اول لحظة وطأت فيها اقدام هؤلاء الغزاة ارض المسيمير وترك كل أمور وملذات وشهوات الدنيا خلف ظهره غير مبالٍ ولا مهتم بها رغم صغر سنه فكان يدرك أن ما عند الله سبحانه وتعالى هو خير وأبقى من كل أمتعة هذه الدنيا الفانية والزائل ما فيها، سقط هذا البطل شهيداً عظيماً في معركة تحرير المسيمير من دنس ورجس الغزاة ليحيي بشهادته المئات من أبناء جلدته ووطنه ليكونوا هم حمزة وليكملوا المشوار الذي سار عليه من بعده وليحفظوا العهد ويمسكوا الرآية ويصونوا القضية التي سقط من أجلها هذا الفارس الحوشبي المغوار.
واستطرد قائلاً : أرض المسيمير الحواشب حبلى بالكثير من الرجال وهي أرض ولأدة للعظماء والشرفاء والأحرار من الرجال، فالخلود والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والخزي والعار لكل خائن ومرتزق وعميل باع نفسه رخيصة لإيران وارتهن لمشروعها الضلالي او أرتضى حياة الذل والمهانة تحت مظلة المجوس اعداء الأمة واعداء ألله ورسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه واعداء الصحابة رضي الله عنهم اجمعين.
أما الأخ فهمي عبده صالح فقد بدء حديثه بقول الله تعالى: وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ۗ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ. صدق الله العظيم كدليل على كثرة جمع الغزاة الحوثيين لحظة معركة تحرير المسيمير الفاصلة والتي كانت بداية لقص اجنحة هذا العربيد والنواة الأولى لإنهيار عرش الكهنوتي وتساقط أركانه من كافة أراضي الجنوب الذي قام باجتياحها وإحتلالها فكانت هذه المعركة الطاحنة الإنطلاقة الأولى لسقوط ملك هؤلاء الجبابرة الأوغاد المجرمين وتهاوي صرحهم من كافة نواحي وقاع الأرض الجنوبية الطاهرة التي اغتصبوها عنوة ومارسوا فيها ابشع صور الإنتقام والبطش والعدوان والإرهاب والقمع وحولوها الى ارض محروقة.
واضاف: إن الله سبحانه وتعالى لأ يصطفي لنيل هذه الرفعة العظيمة إلا اوليائه من عباده المؤمنين المتقين الذين بلغ إيمانهم أعلى ذروة درجاته، وزكت نفوسهم، وارتفع مقامهم ويقينهم إلى المستوى الذي أهلهم أن ينالوا محبة الله واختياره لهم من بين سائر خلقه وعباده المؤمنين لتكون حياتهم ومماتهم لله عز وجل، وامتازوا بروحية إيمانية مثابرة لم يكلوا او يملوا ولم يهدأ لهم بال حتى نالوا ما ابتغوه في سبيل الله وهي الشهادة وارتقوا إلى مصاف ربهم لينعموا بالحياة الأبدية الخالدة مع زمرة الصديقين والأنبياء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ومن هذه الكوكبة المضيئة والمشرقة على فروج الأرض بانوارها الزاهيه يبرز الشهيد البطل حمزة أحمد حسين الحوشبي وشقيقه الشهيد سامح وبقية الشهداء العظماء من أبناء مسيمير الحواشب، فليس غريباً على المسيمير أن تقدم نوعيات راقية من الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض والدين طالما وجميع ساكني هذه الأرض يعيشون تحت رآية لا اله إلا الله محمد رسول الله فأنهم مستعدون دوماً للذود عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع نهج وسيرة صحابته الكرام، فالشهيد حمزة رغم صغر سنه إلا أنه ضرب أروع الأمثلة في التضحية والبطولة وكان أسداً كاسراً مسطراً الملاحم الإعجازية في مختلف ميادين المواجهة مع العدو، فكان هذا البطل يمتلك روحاً إيمانية وثابه تحب الجهاد في سبيل الله ومخلصة في الدفاع عن سنة رسوله وعن صحابته الاخيار، هذا الشاب ربيعي العمر سخر نفسه التي أبت إلا ان يستمر في سلوك الدرب الجهادي الذي خطه الله لأوليائه الصالحين وخاصته من عباده حتى ارتقى شهيداً في انبل وانصع واسمى معاني الفداء والتضحية وهو الجهاد لأجل الأرض والعرض والدين وخاض نزالات عديدة تحدى من خلالها البغاة الروافض ولم يهب جمعهم وعدتهم وعتادهم ومجنزراتهم وآلياتهم التدميرية وترسانتهم العسكرية، بل انه استمد صلابته من هذه الفروقات التي اكسبته قوة الإرادة والعزيمة القتالية الممنهجة في إطار الجهاد الرباني فنكل بالحوثيين حيثما وجدهم وارأهم من بئس الله الكثير وجرعهم كؤوس المنايا السود في جبل مشيقر مرسى البطولات ومربض التضحيات حتى لقي الله في أحسن وارقى ما تمنى، فلا غرور أن تجود المسيمير الحواشب بخيرة شبابها وفلذات اكبادها لتكون من أوائل وطلائع مناطق الجنوب تقديماً لقوافل الشهداء والجرحى والمقاتلين الموالين لدين الله ولرسوله والصحابة الكرام والذائدين عن ارض الجنوب وعن الثوابت والمقامات العلأ، فهذه البلدة العظيمة كان لها الشرف الكبير في مقارعة قوى الظلم والبغي والعدوان وفي إنها طغيان عتاولة الإجرام ونسف آلياتهم وتدمير معداتهم ودك تحصيناتهم وكسر زحوفاتهم والتصدي لكيدهم ومكرهم، فسلام ألله على جميع شهداء هذه الأرض الطيبة وتحية معطرة لهم ولأرواحهم الطاهرة، ونسأل من الله أن يرزقنا الشهادة من بعدهم في سبيله على نفس درب اوليائه من أمثال هذا البطل الأسطوري الجسور واصفيائه من خلقه.
وتساءل قائلاً : وهل في الأرض مثلك يا حمزة من تنحني له الجبال قبل الرؤوس تكريماً وتوديعاً لجثمانك الطاهرة، سلام الله عليك وعلى الأم التي حملتك وصنعت منك رجلاً نكل بالأعداء نصرة لدين الله، فوالله لقد كنا بحاجتك لتكن بيننا اليوم انت وامثالك من الشهداء الأبرار ولكن عهداً لن ننساك وسنحفظ صولاتك وجولاتك ونخلد إرثك البطولي في انصع صفحات التاريخ لتتدارسه الأجيال من بعدك آلاف السنين وجيلاً بعد جيل، ونعاهدك باننا على العهد باقون وعلى دربك سائرون.
مختار محمد الحوشبي يقول : هناك إناس بائعين نفوسهم لله وذائبين في محبته ينشدونه في السراء والضراء ويبتغون اليه الوسيلة، عظم الله في قلوبهم وصغر ما دونه، لم يلتفتوا الى حطام الدنيا ولا لزخرفها، فقد باعوا أنفسهم والله اشتراها منهم، فلم يبقى للشيطان منفذ للدخول إلى قلوبهم لإعاقتهم عن أداء واجبهم، إناس حملوا الإيمان بقلوبهم قبل أن يحملوا سلاحهم وما ذلك المجاهد البطل العظيم الشهيد حمزة الحوشبي طيب الله ثراه ببعيد عن هؤلاء الصفوة، فهذا الشهيد يعد واحد من أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وحملوا تلك الروحية والنفحات الربانية التي تحدثنا عنها وماتوا وهم عليها، فلله درك ايها البطل والشهيد الذي مازال حياً في قلوبنا جميعا وسيرته العطرة تتجدد في ذاكرة تاريخنا، فهنيئاً لك الشهادة يا من استحقيتها، فنم واستريح قرير العين في مضجعك يا من نلت منزلة العظماء، ولك منا ألف تحية وسلام.