محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
الشهيد جواس والمشهد المهيب في يوم الوداع الأخير!
صبرا يا شعبنا الجنوبي الأبي، صبرا يا ردفان الثورة والشموخ، فالوادع المهيب وبمئات الآلاف في يوم دفن الشهيد المناضل اللواء الركن ثابت مثنى جواس من قبل الأحرار هي دلائل وبشارات إلهيه للتكريم والتقدير وبنيله المكانة العظيمة والرضا التام والجنة بإذن الله مأواه، فقد كان ليوم وداعه الأخير وبموكب جنائزي مهيب وفريد من نوعه احتضنته منطقة حبيل السبحة مسقط رأسه في مديرية حبيل الجبر بردفان تعابير وافيه وكامله المشهد وواضحة المعالم وتامه بمدى المكانة والتقدير الذي يحظى بها وحازها هذا القائد الشجاع وذو الهيبة في قلوب كل الجنوبيين، فهو الرجل والإنسان والشخص البسيط والقريب من كل الناس انه اللواء الركن ثابت مثنى ناجي جواس.
ونحن ابناء الجنوب كافة وبهذا المصاب الجلل نعزي أنفسنا وأقارب الشهيد الأعزاء وأبنائه الأجلاء وجميع أهله ومحبيه المخلصين والأصدقاء الأوفياء ورفاق الموقف والقضية والسلاح بهذا الرحيل المفجع والمؤلم ونبعثها لكم بتعابير ومعاني صادقة وبأحر وأعظم التعازي وأصدق مشاعر المواساة القلبية لابناء ردفان الثورة والبطولة والتضحية، ولكل وطني غيور يتحلى بالقيم والمبادئ الثورية والسمو والأصالة وحب الوطن بإستشهاد الهامة العسكرية العملاقة شهيد الجنوب الكبير اللواء الركن ثابت جواس الذي برحيله خسر الجنوب واحد من أغلى رجاله العظماء المناضلين الصامدين الواقفين ضد الاعداء بحزم وإخلاص ووفاء وفداء وتضحية ودعم وإسناد رافدا هذا الوطن بالكثير من المواقف البطولية المشرفة التى أسهمت في التصدي لقوى الغزو والإحتلال والهيمنة ورسخت معها قيم الولاء وحب الإنتماء لله والجنوب.
إن هذا النبأ الصاعق الذي تلقيناها بإستشهاد هذا القائد العسكري المخضرم في عملية إرهابية غادرة وجبانة قد أصابنا بالذهول وبوجع شديد ومعنا جميع أحرار شعب الجنوب الثائر والمناضل والذي تلبدت أجوائه بالأسئ والأحزان فور سماع هذا الخبر الفاجع والمدوي، لقد مثلت حياة الشهيد ثابت مثنى جواس عطاءات راسخة في أعماله الخالدة منذ إنخراطه بالمؤسسة العسكرية وأدواره المجتمعية ومكانتة الرفيعة ومعالمه النادرة في النضال والكفاح والعمل الوطني عبر مراحل ومنعطفات عديدة ولفترات طويلة عاصر فيها الكثير من التحولات أمتدت منذ نشأته الأولى ليمر بسلسلة طويلة في صور ومواقف تاريخية حافلة وزاخرة ومشهودة بالفداء والعطاء والبذل والتضحية، ليبقى شامخا متمسكا بالقيم والثوابت التي تربى عليها ومنحازا دوما الى صف القضايا الوطنية العادلة والى جانب نصرة المظلومين ورائدا في حلحلة المشاكل والمعضلات التي يعاني منها ابناء المجتمع وفي إصلاح ذات البين.
تتعدد مناقب الشهيد جواس وتبرز في كثير من المستويات لتبقى خالدة ومحفورة في قلوب ووجدان ابناء الشعب، كما تعدت تلك المناقب مصاف العمل العسكري والنضالي في معظم الأحيان، وفي لحظة شاردة لم نكن نتوقعها اختطفت عملية إجرامية غادرة حياة هذا القائد البطل وحصدت روحه، تلك العملية الموجعة التي حدثت في المدنية الخضراء بالعاصمة عدن مساء الأربعاء الفائت 2022/3/23م لتصطاد يد الغدر رجل دولة بإمتياز وقامة وطنية ونضالية كبيرة وقائد عسكري فذ ومحارب جسور ومصلح اجتماعي له بصماته وقبوله الواسع بين مختلف الأطياف، لقد غيبت عن انظارنا تلك الجريمة البشعة رجل وطني غيور يتمتع بمهابة لانظير لها ويحظى بحب واحترام وتقدير الجميع، غيبت رجل كلمته لها صدى وسمع وطاعة وتأثير كبير، ولهذا فقد عمت الأحزان وانتشرت المآتم والأتراح وخيم الحزن والأسئ ارجاء مناطق ومدن وقرى الجنوب بأكملها برحيل أسداً هصور وقائداً شجاع ومقدام طالما طالما أرعب وأفزع الأعداء.
تمتلئ قلوب ابناء الجنوب بالحب الشديد والود والإحترام والتقدير الفائق لعطاءات هذا القائد الهمام الذي أفنى معظم حياته واغلب مراحل عمره في خدمة الوطن والشعب، فقد شكلت إسهاماته العسكرية ومواقفه الوطنية الرائدة ومآثره الثورية حضورا بارزا في خارطة نضال شعب وفي مناصرة قضيته العادلة، وتجلت عطاءاته في اسعاد الناس والإصلاح بين الخصوم والدعوة لخلق الصفاء والنقاء والتصالح والتسامم بين الفرقاء والمتخاصمين من ابناء هذا الوطن.
في وداعه الأخير يوم أمس الجمعة الموافق 25 من شهر مارس 2022م، عبرت الجماهير الغفيرة التي تقاطرت من كل ارجاء الجنوب صوب مسقط رأسه بمديرية حبيل جبر لمرافقة جثمانه في مشهد جنائزي مهيب أجتمعت فيه مئات الآلاف من الجماهير الوفيه لتشيع هذا البطل الى مثواه الأخير وتلقي عليه نظرة الوداع كرد الوفاء لجزء يسير من مكارم وعطاءات وتضحيات وسخاء هذا الشهيد الذي ترك رحيله فراغا كبيرا في ساحة القيادة العسكرية الجنوبية يصعب ملئه.
إنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله تعالى ان يتغمد الشهيد اللواء الركن ثابت مثنى جواس بواسع الرحمة والمغفرة، وان يسكنه فسيح جناته، وان يلهمنا وأهله وذويه وكل الأحرار جميل الصبر والسلوان.
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.