محمد مرشد عقابي يكتب لـ(اليوم الثامن):
أوكرانيا تجدد مطالبها للحلفاء بدعمها بسلاح الدبابات لصد الغزو الروسي
برز طلب الجيش الأوكراني لمئات من دبابات القتال M1 Abrams الأميركية الصنع وLeopard 2 الألمانية الصنع كقضية مركزية لقادة الدفاع الذين اجتمعوا في ألمانيا مؤخراً، مع انقسام الحلفاء الغربيين حول ما إذا كان سيتم توفير الأسلحة الثقيلة التي قدمها المسؤولون الأوكرانيون وكيفية تقديمها والذي يعد ضرورياً لكسب اليد العليا في حربهم ضد روسيا.
وبحسب تحليلات، تعتقد كل من ألمانيا والولايات المتحدة أن الطرف الآخر يجب أن يكون هو الشخص الذي يزود كييف بالدبابات الحديثة التي تسعى إليها، وقد أصرت برلين بشكل خاص على أن تقدم واشنطن الدبابات أولاً وفقاً لمسؤولين أمريكيين، لكن إدارة بايدن تقول إنه ليس لديها خطط لإرسال دبابات أميركية في الوقت الحالي.
وأحدث هذا الجدل، سجالات ساخنة حول النهج التدريجي الذي اتخذه حلفاء أوكرانيا الغربيون عندما يتعلق الأمر بتزويدها بالدعم العسكري الذي تحتاجه لصد التقدم الروسي في أراضيها، وبدأت العملية العسكرية الروسية في شباط / فبراير الماضي، وامتنعت الولايات المتحدة وحلفاؤها مراراً عن تقديم أسلحة متطورة لأوكرانيا في محاولة لتجنب صراع أوسع مع روسيا مع استمرار الحرب، كما تعرضت هي وحلف شمال الأطلسي - الناتو، لانتقادات لبطئهما في تزويد أوكرانيا بما تحتاجه لاكتساب ميزة في الدفاع عن وطنهما.
من جهتها تحدثت صحيفة تايم الأميركية،بإن الخلاف قد خيم على اجتماع الخميس الفائت، بين وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن ووزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، حيث طرح أوستن وفريقه حجة حول سبب اعتبار الفهود أكثر ملاءمة لأوكرانيا، وطبقاً لما قاله مسؤول دفاعي أميركي كبير لمجلة التايم، يؤكد البنتاغون أن الفهود تستهلك وقوداً أقل من خزانات أبرامز ومن الأسهل صيانتها، وربما الأهم من ذلك أنها متوفرة بالفعل على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا، ويدير العديد من حلفاء الناتو الفهود، وقد صرح اثنان على الأقل، بولندا وفنلندا، علناً أنهما على استعداد لتقديم الدبابات إلى أوكرانيا، على الرغم من أن عمليات النقل هذه تتطلب موافقة ألمانيا.
وأشتد القتال في الأسابيع الأخيرة في المنطقة الشرقية في أوكرانيا، حيث تسعى روسيا للسيطرة على منطقة دونباس، ويعتقد المسؤولون الأوكرانيون أن الدبابات القتالية ضرورية للدفاع عن قواتها في ساحة المعركة والمساعدة في صد الروس، وتدير أوكرانيا حالياً أسطول دبابات من الحقبة السوفيتية، ويتعاطف المسؤولون الأميركيون مع طلبهم، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين "نعتقد أن توفير الدبابات الحديثة سيساعد بشكل كبير ويحسن قدرة الأوكرانيين على القتال حيث يقاتلون الآن والقتال بشكل أكثر فاعلية في المستقبل".
إلى ذلك، يقول مسؤولو دفاع أميركيون إن المعدات العسكرية الأميركية الصنع التي طلبتها أوكرانيا قد لا تكون هي الحل، "خزان أبرامز معقد للغاية - وغال"، ويشير وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة، كولين كال، للصحفيين في البنتاغون، إنه من الصعب التدرب عليها.. أعتقد أنه حوالي 3 غالونات لكل ميل بوقود الطائرات، إنه ليس أسهل نظام يتم صيانته.. قد يكون أو لا يكون النظام الصحيح.. لكننا سنواصل النظر إلى ما هو منطقي".
ويتحدث لوسائل الإعلام "بن هودجز"، وهو ملازم أول متقاعد كان يقود في السابق جميع قوات الجيش الأميركي في أوروبا، بحسب ما نقله الصحفي الأميركي، دبليو جيه هينيغان، (المتخصص بشؤون الجيش الأميركي وقضايا الأمن القومي في واشنطن)، فإن المخاوف المتعلقة بالصيانة واللوجستيات المرتبطة بالدبابات القتالية ليست سبباً لإعاقتها، ويقول: "يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف عن التعالي عند الحديث عن مدى صعوبة هذا الأمر بالنسبة للأوكرانيين، لتلبية متطلبات الوقود".. سوف يقوم الأوكرانيون بتأمين ذلك، وسيجدون حلاً كما كانوا يفعلون منذ شهور، فقط امنحهم القدرة التي يحتاجون إليها".
يشار إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ناشد مباشرة للحصول على دروع جديدة منذ نيسان / أبريل الماضي، وطلب من الناتو 1% فقط من طائرات الحلف المقاتلة ودبابات القتال مجتمعة، ولم يحدث ذلك على الرغم من أن بريطانيا أعلنت هذا الأسبوع أنها سترسل 14 من دبابة تشالنجر 2 إلى أوكرانيا، وهذا مبلغ زهيد مقارنة بـ 300 دبابة يقول المسؤولون العسكريون الأوكرانيون إنهم بحاجة إلى دفاع ناجح.
وقال مسؤولون أوكرانيون في بيان، إن مساهمة المملكة المتحدة "ليست كافية لتحقيق الأهداف التشغيلية، نحن نناشد كل هذه الدول وغيرها التي تمتلك القدرات المناسبة للإنضمام إلى مبادرة إنشاء تحالف دبابات دولي لدعم أوكرانيا وتقديم مساهماتها العملية لهذه القضية"، وبحسب مجلة تايم، فإن الآلاف من الفهود موجودون بالفعل في جميع أنحاء أوروبا لأن الدبابات يديرها 13 جيشاً أوروبياً، ووفقاً للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، لديهم أيضاً محركات ديزل مثل المركبات المدرعة الأخرى الموجودة حالياً في الترسانة الأوكرانية مما يسهل صيانتها.