محمد فؤاد الكيلاني يكتب:
لبنان حالة فوق العادة
بعد فشل الربيع العربي في سوريا والانتصار السوري على الإرهاب والإرهابيين وإفشال صفقة القرن، حاول أعداء العرب افتعال مشاكل واحتجاجات في الدول العربية، حتى وصلت هذه الاحتجاجات إلى لبنان، وكان لها ما كان من مظاهرات حضارية بامتياز.
كما جاء على لسان المحتجين في لبنان (طفح الكيل) خرج الشعب اللبناني بكامل أطيافه إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاحات الاقتصادية والمعيشية من اجل تحسين الأوضاع داخل لبنان، وكانت النتائج ايجابية وتعاون شعبي كبير غير مسبوق في الدول العربية في مثل هذه الحالة، حتى أصبحت لبنان مضرب مثل في الدول العربية من خلال هذه الاحتجاجات الحضارية، حتى أنها في دول أوروبية مثل فرنسا وغيرها لم تحصل كما حصلت في دولة عربية وهي لبنان.
هناك من حاول أن يركب موجة هذه الاحتجاجات لكي يصل إلى هدف معين يسعى له، لكنه فشل بصمود الشعب اللبناني، والتفاف الشعب حول مطالبه المشروعة وهي الإصلاحات وتحسين الوضع المعيشي داخل البنان، وهناك من حاول أن يزعزع الأمن بلبنان لكنه فشل أمام صمود هكذا شعب راقي ومثقف وواعي.
قنوات الفتنة بدأت بإشعال الفتيل، كما أشعلته في الدول العربية، من نقل أخبار مغلوطة هدفها زعزعة الشارع اللبناني والتأثير على المتظاهرين، وأيضاً فشل هذا الأمر، كما جاء في وسائل الإعلام المحايدة بأن الحكومة تفهمت الهدف من هذه الاحتجاجات، وستقوم بإجراءات كي ترضي الشعب للخروج من هذه الأزمة، وهذا كان مطلباً شعبياً وتحقق من خلال الحاكمين في لبنان.
جميع الأطياف في لبنان نزلت إلى الشوارع بهدف واحد وكان المحتجين من جميع الطوائف اللبنانية يداً بيد، وكان من الصعوبة بما كان أن يتم اختراقهم أو التأثير عليهم أو جعل الفتنة بينهم كما حصل في بعض دول العربية وتم انهيار دول مقابل هذا التصرف.
الرسائل اللبنانية الشعبية موجهة إلى العالم بأن الشعوب قد فهموا الدروس ولا يمكن اختراقهم بأي شكل من الأشكال، وفي حال تم الضغط على أي دولة لتطبيق صفقة القرن ستكون هذه هي النتيجة المتوقعة ولبنان مثلاً يحتذى به، أو أي ضغط سياسي خارجي كان لتحقيق أي هدف من الأهداف الشيطانية التي يسعون إليها فمصيرها الفشل، حمى الله لبنان وشعب لبنان.
يُمكنكم الاشتراك بقناتي الخاصة باسم: (الكاتب والباحث محمد فؤاد زيد الكيلاني) على اليوتيوب، وتفعيل الجرس ليصلكُم كُل جديد.