محمد مرشد عقابي يكتب:
الإعلام الجنوبي والوقوف على عتبات النصر
لخمسة أعوام متتالية تواصل الماكنة الإعلامية اليمنية بما تملك من ادوات ومعدات إحداث هألة وصخب وتأجيج ضخم للأحداث مع ممارسة فواصل من الدجل والكذب والإفتراء والتضليل وتزييف وقلب الحقائق وتهويل الدعايات السياسية والعسكرية المصاحبة لمعركتها في الحدود الجنوبية وخاصة حدود الضالع والحواشب، ويحاول إعلام المليشيا اليمنية كسب المعركة بطرق واساليب مكشوفه ومفضوحه وحصد الإنتصارات الوهمية وعرضها على شاشات قنواته ذات البث الرقمي الفضائي او تلك التي تتخذ من الشبكة العنكبوتية مأوئ لها وذلك لغرض خلق حالة من الفوضى والذعر والهلع وبث الإرجاف والإرباك في المجتمع الجنوبي.
قد تكون تلك المسرحيات مثيرة للضحك والسخرية في آن واحد لما تتضمنه من تصريحات تعلن عنها مواقع الإفك بالسيطرة النارية على مناطق حدودية تابعة للجنوب، لكن مسلسل الإفتراء سرعان ما يتبدد وتتضح بعده وبجلاء كل الأكاذيب التي يتشدق بها إعلام العدو الحوثي وغيره من المليشيات التابعة لنظام صنعاء ويتحدث عنها عبر تلك الوسائل الرخيصة.
صمود قرناء البطولة والتضحية والنصر في الحواشب بقيادة القائد محمد علي احمد مانع الحوشبي ورجال الضالع الأشاوس في متارسهم وثباتهم مثل ضربة قاصمة لظهر مليشيا اليمن الفاشية وافشل كل مخططاتها الإجرامية التي كانت تلك الماكنة الإعلامية الهائلة تمهد لها الطريق لتحقيق مآربها الدنيئة في إطار مشروعها المتمثل بإعادة محاولة إجتياح الجنوب عسكرياً، وتمكن رجال الله في هذه البوابات الواقعة على مرمى حجر من غربان الشر وقوى البطش والعدوان وغيرها من المنافذ ونقاط الجنوب الحدودية الحساسة من إبطال مفعول هذه الترسانة واسقاط قيمة ما روجت له من مشاريع واهداف.
ونتيجة لوعي وإدراك الجميع المتعاظم بأهمية وخطورة المرحلة ومدى حساسيتها فقد عمد الكل على التحصن من كل تلك الأفكار والممارسات لذا لم يكن لها اي تأثير على معنويات ابناء الشعب الجنوبي خاصة اولئك القاطنين في الشريط الحدودي الذين وصلوا الى مستوى عالي من النضج والوعي والإدراك وهو ما جعلهم يمتصون زخم ذلك التصعيد العسكري والإعلامي الذي تقوم به هذه القوى المعادية لتنفيذ اجندتها الهادفة لإستعادة احتلال الجنوب، فمن هنا ماتت المفاجأة وذابت قوة الإندفاع الإنتحاري والجنوني التي بنت عليه هذه القوة الفاشية والغاشمة حساباتها المغلوطة وعلقت عليها طموحاتها الإستعمارية والإستعلائية.
ابناء الحواشب بقيادة المقاوم البطل ابن الجنوب البار القائد الفذ محمد علي الحوشبي قائد قطاع الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية ومعهم الاشقاء في الضالع والصبيحة ويافع وردفان وباقي البقاع الساخنة من ارض الجنوب موطن الرجولة والشرف والعز والكرامة والبطولة يعون جيداً اليوم واكثر من اي وقت مضى خطورة المرحلة الراهنة ويدركون حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وصعوبتها خاصة في ظل هذه الأوضاع الإستثنائية، واذا اخصصنا الذكر لثلة من رموز المقاومة سنجد اولئك النفر من حاملي سلاح القلم المتخندقين في جبهات الإعلام هم من يحملون مشاعل المواجهة جنباً الى جنب مع باقي رفاقهم حاملي سلاح البندقية ودورهم لا يقل شأناً عن قرائنهم ، فهؤلاء هم من يهيب دوماً ببطولات رجال ساحات الوغأ ويظهرونها على الملاء وللرأي العام، فهذه الساحة من ساحات المواجهة مع الأعداء يجب ان تكون ميداناً للبذل والعطاء بصورة ترتقي الى مصاف التصعيد الذي يمعن فيه العدو ويعتمد عليه في صناعة الحدث وانجازه، ويجب ان يكون حاملوا شرف هذه المهنة العظيمة والمقدسة عند المستوى وعلى قدر مسؤولية الحرف والكلمة التي يخطونها على صدر صفحات الصحف والمواقع للتصدي لأي مشروع غوغائي يقدم عليه العدو للحصول على انتصارات معنوية او لتحقيق مكاسب لا تتجاوز مقام الورق المكتوب بحبر الإفتراء وكذلك لتفعيل دور المواجهة ودحض اي اكاذيب او مزاعم تتحدث عن تهاوي او تقهقر رجالنا البواسل المرابطين لحماية ثغور الجنوب هنا او هناك، واظهار حقيقة هذه الفهلوة التي لا تتعدى ان تكون محض كذب وتزييف وليست سوى اشاعات مغرضة يراد منها النيل من صلابة وتماسك وتلاحم وصمود وثبات جبهاتنا المختلفة.
ونحب ننوه الى ان الجانب الإعلامي هو الجزء الأكبر من المنظومة الحربية التي تسعى من خلالها تلك القوى لإستعادة تموضعها في اراضي الجنوب، ومنتسبوا هذا المجال الأحرار من ابناء الجنوب وهنا لا اقصد شرذمة المتسلقين ومنتحلي صفات الإعلام الذين وجدوا ضآلتهم في هذا المجال المقدس وحولوه الى ساحة مستباحة لممارسة اشكال الدجل والإرتزاق هم المعنيون بمضاعفة الجهود ووئد كل حملات ومشاريع الإرجاف والتهويل وتفعيل آلية التحرك لإفشال كل مخططات ومؤامرات ودسائس هذه القوى الباغية فلا بد ان يتحصن رجال الحرف والكلمة بالقدر الكافي من الوعي والإدراك والإلمام بتفاصيل الإحداث الجارية على الساحة حتى يتمكنوا من مواكبتها بالشكل الصحيح والسليم، ويجب ان يستفيد رجال الحرف والكلمة من عثرات هذه القوى الغازية التي للأسف لم تتعلم من دروس الحرب التي خاضتها وتكبدت فيها اشكال الهزائم النكراء وانواع الخسائر الفادحة من جهة ابطال مقاومتنا الأشاوس في كل مناطق الجنوب رغماً عن كثرة عديدها وعتادها، بل يبدوا ان هذه القوى يغريها جمعها وحشودها الغفيرة التي لا تسمن ولا تغني لها من جوع بل يتلاشى جمعها كغثاء السيل وزبد البحر فهي تريد الإستعراض دون ان تعلم انها ترمي بعناصرها الى هاوية المجهول ومنزلق اللإعودة وتجازف بادخالهم في مغامرات لم يشهدها تاريخهم من قبل، وما يبعث على السخرية ايضاً ان هذه القوى الإستعمارية التي تهوى الإستيطان بما تحويه من مشاريع جهوية وسلالية وعقائدية ماتزال تروج عبر وسائلها الإعلامية اساليب التضليل والتزوير لتدفع من خلال ذلك الخطاب ذو النبرة العنصرية والمناطقية التعبوية والتحريضية لإذكاء الفتن بعناصرها لإرتكاب المحظور وتجرهم الى مربعات المهالك طمعاً في احراز تقدمات او إنتصارات وهمية وهي بذلك لا تتجاوز منزلة الكذب والتضليل.
في الصعيد الآخر يقف إعلام الجنوب الحر وبرغم إمكانياته المتواضعة والبسيطة في موقف الحق، فهو يسلط الضوء على الحقائق ناقلاً صوراً حية ومشاهد حقيقية لما يدور حوله من احداث وتطورات تشهدها الساحة، فرجال الإعلام الجنوبيين تحملوا عبء المسؤولية الوطنية الصعبة في احلك الظروف واستطاعوا إدارة منظومة هذا العمل وتوجيه الخطاب الراقي الذي يلأمس شغاف قلوب جميع الناس ومنهم اولئك المغاوير في ساحات القتال، لتكون الكلمة والحرف وقوداً لهم وسبباً لتعزيز ثباتهم وصموداً وجذوة تشعل فتيل حماسهم، كما كان للإعلام الجنوبي دوراً فاعلاً في قلب موازين المعركة في كل الجبهات وهو من له الفضل في دحض فبركات القوى المعادية للجنوب التي عمدت وتعمد على بث ونشر وقائع واخبار ملفقه وعارية عن الصحة بهدف اضعاف جبهات المقاومة بشتى الطرق والأساليب.
ختاماً يمكن القول وبكل ثقة وفخر واعتزاز بإن حملات التضليل الإعلامي المنفده من قبل الأبواق المأجورة ضد ابناء الحواشب والضالع ويافع وردفان والصبيحة الأوفياء وغيرهم من ابناء شعب الجنوب العزيز قد تبخرت بفعل يقظة وإنتباه أبطال المقاومة الجنوبية من أبناء هذه المناطق الأحرار وتحطمت على صخرة وعي وإدراك هذا الشعب العظيم الصامد والواثق بحتمية مآل النصر وحلم إعلانه إستعادة دولته.