محمد مرشد عقابي يكتب:
(اللمتوني) رائد فتوحات الإسلام في افريقيا
بعد استشهاد الشيخ عبد الله بن ياسين مؤسس دعوة المرابطين تولى الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين في سنة (451هـ الموافق للعام 1059م) وقد كان زعيماً سياسياً وعالماً شرعياً وخلال سنتين من قيادته لهذه الدعوة الناشئة سجل التاريخ مايعرف بدويلة المرابطين أو دولة المرابطين
الصغرى والتي شملت مساحة صغيرة جداً في شمال السنغال وجنوب موريتانيا، وأثناء توليه قيادة دعوة المرابطين حدثت فتنة بين بعض قبائل البربر في المنطقة الواقعة بين المغرب وموريتانيا فتوجه أبو بكر بن عمر اللمتوني بقسم من المرابطين ليحل الخلاف، تاركاً زعامة المرابطين لإبن عمه الأمير الزاهد يوسف بن تاشفين بعد أن تمكن أبو بكر بن عمر أن يحل الخلاف توجه نحو غرب أفريقيا ليدعو أهل هذه المناطق إلى الإسلام، وعند ذهب الى هذه البقعة من ارض الله وجد عليها قبائل وثنية لم يصل الإسلام إليها أبداً فأقبل الشيخ أبو بكر بن عمر ومعه سبعة آلاف يعلمون الأفارقة الإسلام فدخل منهم جمع غفير
وقاومه جمع آخر في حروب طويلة، ظل هذا الفاتح يتوسع في دعوته وفي سنة 468هـ الموافق للعام الميلادي 1076م وبعد خمس عشرة سنة من تركه جنوب موريتانيا وهو زعيم على دويلة المرابطين يعود ويرى ابن عمه الأمير يوسف بن تاشفين الذي كان قد تركه على شمال السنغال وجنوب موريتانيا فقط أميراً على السنغال وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وعلى جيش يصل إلى مائة ألف فارس يرفعون رآية دولة اسمها دولة المرابطين الكبرى ثم يرى أبو بكر ابن عمه يوسف بن تاشفين زاهداً عابداً تقياً عالماً بدينه، فقام الشيخ أبو بكر بعملٍ لم يحدث إلا في تاريخ المسلمين فقط حيث قال ليوسف بن تاشفين : أنت أحق بالحكم مني تستطيع أن تجمع الناس وتملك البلاد أما أنا فقد ذقت حلاوة دخول الناس في الإسلام فسأعود مرة أخرى إلى أدغال إفريقيا وسواحلها أدعو
إلى الله هناك وبالفعل نزل أبو بكر بن عمر مرة أخرى إلى أدغال إفريقيا يدعو من جديد فأدخل الإسلام في غينيا بيساو وسيراليون وساحل العاج ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وغانا وبنين وتوجو ونيجيريا والكاميرون وإفريقيا الوسطى والجابون وغيرها من دول القارة السمراء في السواحل والأدغال، فكانت أكثر من خمس عشرة دولة إفريقية قد دخلها الإسلام على يد هذا المجاهد الجهبذ العظيم الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني، وبعد حياة طويلة وحافلة بالعطاء وزاخرة بالتجارة الرابحة مع الله واليه استشهد هذا البطل والفارس الذي لا يشق له غبار في إحدى فتوحاته في سنة 480هـ المصادف للعام الميلادي1087م فلله درك ايها المجاهد الهمام والعزاء لأمة فقدت ساحتها للرجال من امثالك.