هل يتجاوز الجنوبيون النموذج الليبي السوري؟
نعم أنها خطوة هائلة للأمام ولاشك لدي بأنها كانت محسوبة بدقة مُتناهية لدرجة أن الأعلان عن المجلس الأنتقالي الجنوبي برئاسة الزبيدي ترك الأقليم في حيرة وتردد أستغرق أكثر من أربعة وعشرين ساعة حتى تبان ردود الفعل ، أما شرعية هادي فقد أخذ منها رد الفعل قرابة أثنا عشر ساعة ومجلس التعاون الخليجي ممثلاً عن دول الخليج أخذ أكثر من أربعة وعشرين ساعة مما يدل دلالة قاطعة على أن كل الفعاليات الأقليمية أخذت تدرس رد فعلها قبل أن تُحدد وتُقرر رأيها وهذا بحد ذاته أمر جيد ولصالح الجنوب وبغض النظر عن مضمون رأيهم.
الجميل بعد صدور رأي مجلس التعاون سارع النشطاء الجنوبيون بأخراج بيان مؤتمر أبها لعام 1994م الذي ذكر به وزراء خارجية دول الخليج بأن الوحدة لايمكن أن تكون بالقوة وهي أشارة ضمنية تُعبّر عن رفضهم لأحتلال الجنوب بالقوة ، ولو كنت مكان الزياني حقيقة لأخذت ذلك بالأعتبار قبل أن يصدر مجلس التعاون ذلك البيان لكي لايكون هناك تضارب ، المهم في هذه المرحلة الجديدة والتي كُنت دائما أقول وأنصح الجنوبين أن فرض أمر واقع سيُغير المعادلة ، وأيضاً رددت كثيراً بأن الحقوق تُنتزع ولاتُمنخ ، وأيضاً قلت بأن لاتنتظروا من الأخرين أن يقدموا لكم التحرير والأستقلال على طبق من ذهب ، كل ذلك مؤكد يذكره من تابعني منذ البداية سواء عبر مقالات كتبتها أوحتى عبر التواصل المباشر مع سخصيات وفعاليات وأحزاب جنوبية ، لذلك اليوم أنتم كجنوبين فرضتم أرادتكم على الواقع وها هي الأنباء تتحدث عن قُرْب لقاء الزبيدي وبن بريك مع الملك سلمان وهناك أنباء غير مؤكدة بأن رحلة الزبيدي للخارج ستشمل مصر والإمارات وأتمنى حقيقة بأن تشمل بقية دول الخليج للحصول على أعتراف رسمي .
أن الحالة الجنوبية اليوم تمر بمُنعطف رائع من روائع نتائج نضال الشعب الجنوبي على مدى أكثر من ربع قرن ، وها أنتم ياشعب الجنوب ستجنون ثمار نضالكم قريباً جداً ، لذلك المطلوب منكم في هذه المرحلة هو التكاتف ودعم القيادة الجنوبية والأبتعاد عن كل ما من شأنه أن يُعيق عمل المجلس الأنتقالي الجنوبي ، أما غير ذلك فأن مناوئي تحرير وأستقلال الجنوب وتجار الحروب والأصلاح ومن والاهم سينشطون لتمزيق وحدتكم وتفكيككم ليُسهل عليهم السيطرة على الجنوب وثرواته وستتدخل أطراف أقليمية تُدافع عن مصالحها عبر دمائكم كما يحدث في النموذجي الليبي والسوري مما سيُعقد المشهد الجنوبي أكثر وأكثر وقد يستغرق سنوات طوال لا أحد يَضمن نهايتها.
أنور الرشيد.