صالح علي باراس يكتب:

نجاح ام فشل اتفاق الرياض

✅لا اعتقد بنجاح اتفاق الرياض بين الشرعية الهاربة والمجلس الانتقالي واذا ماهنالك نسبة نجاح فانها ضئيلة من وجهة نظري ولن تتعدى تنفيذ بعض نقاط لكسب الوقت يؤكد ذلك استعداداتهم العسكرية في شبوة وابين فالشرعية الاخوانية لا ترى في الاتفاق الا اعتراف من المجلس بها وان لها الحق بالعودة بحدها وحديدها واسقاط الجنوب باتفاق الرياض وهذا طبعا لن يتم ولذا سيقومون باعتماد الخطة "ب" وهي الاسقاط العسكري.

✅ستكون الجهة المعرقلة هي مشروع الاخوان في الشرعية لانهم الجهة الفاعلة والقوية والمنظمة والتي تعادي التحالف وترتبط بمشاريع معادية له وهي الحهة التي لم توقع على اتفاق الرياض ولاترى في الوظيفة التي وقعت عليه من الشرعية انها وزن يحسب حسابه وللاخوان مشروع موازي له امكانياته وعلاقاته واستثماراته ومليشياته وقواته غير المشروع المليشياوي والسياسي والاداري والدبلوماسي المغروس والمزروع في شرعية الرئيس عبدربه منصور يضاف لهم مشروع الفساد المحيط بشرعية الرئيس وهو فساد ممسك بمفاصل كثيرة في شرعية الرئيس.

✅المعركة مع الاخوان ليست سهلة لانهم اكثر جماعة منظمة وعابرة للوطنية وان لم يكن الارهاب احد اذرعتها العسكرية كما يدعون فان تنسيقا بينه وبين الاخوان على كافة المستويات واخوان اليمن الاكثر هروبا من المواجهة كتنظيم بل يريدون تصفية حساباتهم وتحقيق مشروعهم بوسائل الاخرين ودمائهم وحرب الخمسة اعوام اوجدت سوق حرب العرض فيه اكثر من الطلب فقد اكلت الحرب مدخرات الاسر ولم يعد امام كثير منها الا تجنيد ابنائها لكسب المال وهذه حقيقة يجب ان لا ننكرها بل ان سيطرة الاخوان على الاغاثة فتحت لهم ابواب المجتمع وكشفت لهم عن الفئات الاكثر فقرا فعملوا على استقطابهم ليس بالضرورة تنظيميا في كل الاحوال بل مليشياويا والاخوان لديهم اموال فهم كانوا شركاء نظام فاسد طيلة ثلاثة عقود وهم بعلاقتهم بشرعية منصور انما يراهنون على ان يتمدد مشروعهم عبر اليات ومؤسسات الدولة ولهم استراتيجيتان الاولى في الشمال وهي معروفة فهم تارة يقولون لسنا الدولة واخرى لسنا "ابو فاس" وثالثة انهم لن يحاربوا حقنا لدماء المسلمين طبعا هذا في علاقتهم بالاحزاب العصبوية وكذا بالطائفية لكن رؤيتهم في الجنوب على العكس من ذلك تماما فهم يؤمنون بان معركتهم في الجنوب وانهم اذا استطاعوا كسر الجنوب واعادة يمننته فان كل قوى اليمننة ستبايعهم وان كانوا اعداء لها.

✅كشف اجتماع انقرة بين الاخوان /تركيا /يران عام ٢٠١٤م الذي اتفق فيه المجتمعون ان العدو لهم جميعا هو السعودية في هذا التوقيت يؤكد ان المواجهة مع الاخوان ليست بعيدة وبالتاكيد ستكون هذه الحرب في الجنوب احد ساحاتها الرئيسية.

✅الاخوان يعلمون جيدا انهم الان امام معركة استحقاقية اما يكونون او لايكونون فيها واعتراض رتل للتحالف في محافظة شبوة وايقافة هو رسالة اننا مستعدون لكل الاحتمالات !! ورهانهم على ان تلتحم المعركة حتى تسقط عدن ويلتحمون بتعز واب فيحكمون هلال اخوانجي ممتد من مارب الى تعز ويفرضون هيمنتهم على باب المندب ويفرضون على السعودية بالذات امرا واقعا خاصة والاتراك لهم وجود بحري وكذا للايرانيين وستكون اليمن اهم ساحات تنفيذ اجتماع انقرة بين الاخوان والاتراك وايران ..ويمكن للايرانيين تحريك داعش في ذات المعركة -ان حصلت- عبر الحدود العراقية باتجاه السعودية خاصة وان علاقة داعش بايران تمتنفها استفهامات كثيرة تؤكد انها احد الوسائل الايرانية لوصول المشروع الايراني التغلغل وتدمير الحواضن السنية وتجربة الموصل تؤكد ذلك التعاون بين ايران وداعش.

✅ لو حقق الاخوان هلالهم الى تعز فانهم سيفرضون سيطرتهم باب المندب كما ان وجودهم على بحر العرب من الى شقرة سيكون مدخل لتغلغل الارهاب ودخوله الى الجنوب خاصة من الصومال التي فيها مخزون وملاذات ارهابية غير عادية وهذه التجربة تكررت عندما سيطرت القاعدة على ابين وترتب على ذلك ان ازالت سلطة صنعاء نقاط المراقبة البحرية الممتدة على طول الساحل من ايام الاستعمار مرورا بدولة اليمن الجنوبية .

✅ مشروع الاخوان الان يمتلك مساحة ممتدة من مارب الى شقرة كما انه ملتحم بمعسكرات انصار الشريعة وداعش التي اجلتها النخب الشبوانية والحضرمية والاحزمة الامنية الجنوبية والجأتها الى مناطق البيضاء ورداع وهي مساحة ليست قليلة وفي تضاريس وتحصينات طبيعية سيساعد مشروع الاخوان /الارهاب ما يتطلب من التحالف قراءة تلك الخارطة بعناية قبل ان تتحول الى بركان ارهابي اخواني اشد خطرا من الحوثي.