عادل حمران يكتب:

راجعوا حسابكم

وصلنا الضالع حين كانت درجة الحرارة قادرة على تمزيق اجسادنا من البرد ، القمر كان يتربع كبد السماء و الهدوء ينتشر بشكل لافت المدينة اغلقت أبوابها وكذلك المحلات التجارية و المطاعم و حتى أسواق القات ، وصلت منهك من برد المدينة و تعب الطريق دخلنا الحود و جدنا القرش و معه شلة مدججين بالاسلحة و الاكوات تغطي اجسادهم ولا يظهر منهم سوى بنادقهم و اعينهم سلموا علينا وأخبرونا بان المليشيات هجمت على موقعهم في الجب ، وانهم سوف يذهبون لتعزيز رفاقهم هناك .
قال لهم خالد اطلعوا بوديكم ، رياض السنمي كان اكثرهم حماس و صمود و اهتمام تلفونه أشبه بغرفة عمليات ، وبين الفينة و الاخرى اما يتصل او يُستقبل المكالمات كان يشد من عزم رفاقه و يشجعهم على تعزيز الجبهات ، ساله خالد عن الطقم قال لا نملك بترول تم توصيل الجنود إلى سناح و ما بعد سناح كلا يتصرف بنفسه لأن البترول لا يكفي لتوصيلهم وعودتهم لا نحرك الأطقم إلا للضرورة .
وصلنا سناح و وجدنا معهم طقم اثار الرصاص تبين جسده و تبدو زاهية على ملامحه اثار الحرب تكسوه وجدنا شاب طويل القامة ينتظر الشباب بجانبه و يشرح للقائد بان الطقم بدون بترول طلبوا من خالد مبلغ مالي زهيد والله تستحي ان تكتب بان شباب المقاومة يذهبون بأرجلهم الى الموت ولا يملكون قيمة دبة بترول او وجبة عشاء التضحية بدون هدف كارثة ، سألتهم اهل المناطق التي تقاتلون فيها هل يشاركونكم البرد و ضوء القمر و متارس الموت ردوا بصوت واحد لا والله لا اَي حد عايشين وكان الحرب لا تعنيهم قلت لهم حياتكم غالية ويجب ان نراجع حساباتنا قبل التضحية بزهور شبابنا ..!!!!!
الصورة من الارشيف
#عادل_حمران