الإصطفاف الجنوبي.. وهستيريا الإعلام المعادي

دأبت قوى النفوذ والتسلط الزيدية (مؤتمر-اصلاح-حوثي) على تصوير الشعب الجنوبي بأنه شعبٌ ممزق، متشبعٌ بالعنصرية المناطقية والأحقاد المتوارثة من صراعات وأخطاء الماضي، وسعوا لتكرار ترديد هذا التصور بشكل دائم، كما عمدوا لاختراق القوى الجنوبية، وزرع أتباعهم بين صفوفها، وأوكلوا إليهم مهمة افشال أي توافق جنوبي.

وبالرغم من كل ذلك، شاء الله أن يبدد مساعيهم، ويحيي الأمل بإعلان عدن التاريخي، ثم بيان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بموجب تفويض شعبي لإدارة الجنوب، وتمثيله داخلياً وخارجياً.

لقد أثار إعلان المجلس حفيظة قوى النفوذ والتسلط، وأجج نار الحقد في قلوبهم، فاعتلى خطباءهم المنابر، واجتمع علمائهم لإصدار بيان يجرم ما ذهب إليه الإعلان، ويطالب الجنوبيين بالامتثال المطلق والتبعية العمياء لقناديل مران وزنابيل سنحان، كما صعدت صاحبة النيشان، ومعها العديد من الدراويش كلٌ منهم يلقي بيان، فيما ظهر أمراء الغدر والمكر والإرهاب يلوكون الأسنان، وصعد النائب من مخبأه بعالم النسيان، لرفض وإدانة المجلس، ويأمر بحل المجلس ملوحاً بإطلاق خلاياه لإقلاق السكينة وترويع السكان.

وفي الإعلام، ظهر أهل الزيف ومروجي الإشاعات، وضاربي الطبول، لنفث السموم وتلفيق الخزعبلات، فوجهوا أكثر من ثماني قنوات فضائية محلية رسمية وأهلية، إضافة إلى قنوات (الجزيرة،والعالم،والمنار،والميادين) وأكثر من ثلاثين صحيفة ورقية، و300 موقع إليكتروني، وعشرات آلاف المغردين على مواقع التواصل الإلكتروني.

 

وأثاروا ضجيج وصخب كصخب الذئاب على الفريسة، ونسجوا الوهم والأضغاث والأحلام، وصنعوا من الأقزام هاماتٌ وأعلام، في حالة هستيريا أظهرتهم على حقيقتهم، وكشفت زيف إدعاءاتهم، باحترام الإرادة الشعبية التي لطالما تغنوا بها، فلما خرج أبناء الجنوب في مليونية لتفويض القائد عيدروس، وصدور قرار بإعلان تشكيلة المجلس الانتقالي الجنوبي، استشاطوا غضباً، وإذ بإعلامييهم يزورون تصريحات على لسان أعضاء في المجلس، وفي كل مرة يظهر الشخص المعني، ليكذب زيف إدعائهم، ويؤكد تأييده المطلق للمجلس وتمسكه به كممثل وحيد للشعب الجنوبي.

ومن جهة أخرى، سعوا لإظهار إعلان المجلس كانقلاب على شرعية رئيس الجمهورية، وتوجيه طعنة للتحالف العربي من الخلف، وذلك ما يتنافى مع أهداف المجلس، والذي أكد مراراً عدم تعارضه مع شرعية الرئيس، وعلى استمرار الشراكة مع التحالف العربي.

ومن المؤسف أن نجد قنوات عربية شهيرة كقناة الجزيرة، تنزلق إلى مصاف التطبيل والترويج لخزعبلات المطابخ الإعلامية، التابعة لقوى سياسية موبوءة بالحقد والنزق العنصري، ضد كل ما هو جنوبي، والتي لا يهمها سوى بسط نفوذها وتوسيع سطوتها، لتصبح القناة "منبر الرأي الإخواني لا للرأي الآخر"، ووسيلة للتشهير بأبرز الأطراف الفاعلة في الحرب،لإسناد التحالف العربي الداعم لشرعية الرئيس هادي، ضد انقلاب الحوثي وصالح، بسبب استنكار تلك الأطراف ورفضها استئثار الأحمر وحزبه واستيلائهم على المال العام والقرار والسلطة، مما ينذر بتفكك الطرف المساند للشرعية في حال استمرار صلف وتعنت الإصلاح في تجيير القرار السياسي والمال العام والإعلام الرسمي، لخدمة أجندتهم، وضرب الأطراف الأخرى.