محمد مرشد عقابي يكتب:
معركة اللأوعي وتوجيه العقول
عندما بدأت إيران حربها الضروس باستهداف منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي استخدمت في بداية الحرب ادواتها الناعمة فعمدت لإقامة دورات تدريبية وتوعوية في جانب التضليل الإعلامي وتزوير الحقائق وإفراغها من محتواها وطمس هوية المجتمعات واستهدفتها وطنياً ودينياً وعقائدياً لا سيما ونسبة 90% من اتجاهات وسيناريوهات حربها الموجهه ضد المنطقة العربية تعتمد على التضليل الإعلامي وتوجيه العقول والتلاعب بها لخدمة مشروعها الإستيطاني التضليلي الفاسد، ولكن كانت هناك عقول متنوره لديها الحصانة الكافية التي تمنعها من الوقوع صيداً سهلاً لزلات تلك الخزعبلات الواردة من مكاتب الخامنئي وغيره من مرجعيات الكذب والدجل والنفاق الشيعي المتأدلج فقد كان هؤلاء الشباب لديهم المناعة لمواجهة ومجابهة الآلة الإعلامية الضخمة التضليلية التي تستخدمها إيران للإخلال بالعقيدة الإسلامية الراسخة لديهم، ولكن في الآونة الأخيرة اتضح ان هناك كثير من المغرر بهم واخص بالذكر سكان في بلدان عربية كسوريا ولبنان والعربية اليمنية وغيرها من الأقطار التي لا نحب ان نشير اليها قد سقطوا بسهولة وارتموا في احضان مشروع إيران الجهوي السلالي العقائدي الفاسد، فقد استغلت هذه النبتة الشيطانية الخبيثة الموجودة في صدر خارطة العالم العربي العوز والفقر والجهل والمرض الذي تمر به بعض دولنا العربية لترمي بحملها الثقيل في هذه الشعوب وتبني لها صروحاً حاضنة لمشروعها الإستيطاني الخبيث، ليتسنى لها نفث سموم عقيدتها الباطلة وما يصاحب هذه العقيدة من كذب ودجل وافتراء وتضليل وتغرسها في عقول العوام من الناس، وهناك وجدت الأرضية الخصبة التي نمت فيها وترعرت تلك الأفكار الطائفية المتطرفة لتتضخم بفعل جهل وأمية وضعف وعي الكثير ممن جعلها قوية ومؤثرة ضمن إطار هدف المتلاعبون بالعقول، فاصبح عقل كل واحد يحمل تلك العلل والعقد والمفاهيم العقائدية المغلوطة مجرد أداة سهلة الأستخدام بيد العدو المجوسي الفارسي دون ان يخسر هذا العدو المتغطرس اي شيء، وهذا سببه الأكبر عدم الأرتباط الحقيقي بالعقيدة السليمة السمحاء وبالوعي التنويري المستمر الذي غفلت عنه منابرنا ومناراتنا الدينية في جميع بلداننا العربية مما جعل المجوس تنتهز الفرصة وتنقض بمخالبها وتوغل في غرس وتعميق بذرة عقيدتها الفاسدة في عقول بعض الجهله والمغرر بهم من الناس.
لن أعتب على من قد لا يتفاعل مع ما تمر به الأمة اليوم من محاولة غزو وتدمير لهويتها الإسلامية وعقيدتها الصحيحة السمحاء ويقف موقف الجماد إزاء مثل هكذا قضية رأي عام، كما انني لن اعتب على المنافقين الخفيين واولئك السذج الذين ادى ضعف وعيهم للسقوط بسهولة في وحل المجوس والإنجرار خلف مشروع الدولة الفارسية التي تنخر في جسد امتنا العربية وفي العمود الفقري لديننا الإسلامي العظيم رغم أنهم مسئولون ومحاسبون امام الله وأمة نبيه الكريم غير ان جل عتبي على اولئك الذين كان لزاما عليهم أن يقفوا موقفاً حازماً وحاسماً وواضحاً وقوياً امام الهجوم الشرس الذي تقوم به ما تسمى إيران وتستهدف من خلاله ركائز عقيدتنا وهويتنا الإسلامية من خلال نشر وبث رسائل وبرامج تضليليه عبر وسائلها الإعلامية تستهدف عقول الأمة العربية وقد استطاعت جذب الكثير من المغرر بهم الذين جندوا انفسهم واموالهم لصالح مشروعها والعدوى قد تصيب الأخرين اذا لم يتم حسم الأمور عاجلاً غير آجلاً وهذا يقع على عاتق كل من يحرص على هويته ودينه، فبالوعي المدرك لخطورة المؤامرة التي تستهدف ديننا وهويتنا العقائدية نستطيع ان نبني جيلاً متحصن بالولاء والبراء لله ورسوله ولصحابته الكرام، جيلاً لا يقبل تلك الفرقعات من فقاعات وترهات وخزعبلات الشيعة الروافض بل ويواجههم وينتصر عليهم من خلال ارتباطه المباشر بالله ورسوله وأعلام الهدى من الصحابة والتابعين الكرام رضوان الله عليهم، جيلاً يتمكن من كشف حقائق تزوير العقيدة والتاريخ واظهار الشيعة على واقعهم الأصولي الرجعي المقيت، جيلاً يزهق الباطل وينصر الحق، جيلاً عربياً مسلماً مؤمناً نقياً من شوائب ونتانة وقذارة المجوس والفرس يستطيع ان يقف متصدياً لمشاريعهم الإرهابية ويرصد تحركاتهم بمنهجية إيمانية وروحانية ارتباطها الأول والأخير بالله واليه، جيلاً لا يكون مطية يمتطي بها هذا العدو المتشيطن الذي يضرب الأمة العربية ويهاجمنا عقائدياً من فوقنا ومن تحتنا وعلى ايماننا وشمائلنا بهدف إسقاطنا في وحل مستنقعه الآسن ولن يفلح بإذن الله ما دامت هناك غيرة تدب في عروق هذه الأمة على دينها وسنة نبيها الأجل والأكرم.
كان لزاماً ومنذ الوهلة الأولى على رجال الفكر والتوعية في عالمنا العربي والإسلامي ان يتفاعلوا مع القضايا التي تمس دينهم وعقيدتهم وان يتعاملوا بمبدأ الحرص والجدية وبأسلوب التوعية والتثقيف والنصائح حتى لا يقع البعض صيداً سهلاً في شباك هذا الصياد الخبيث، كان على الجميع ان يضطلع بواجبه الديني والأخلاقي والوطني ويعمل على تنوير المجتمع بما امكن له ويظهر كلاً في مجاله ومن واقع مهامه وعمله مخاطر واضرار هذا الغزو الفكري والعقائدي والهجمة الشرسة والمركزة التي تشن بإتقان من قبل هذه الآلة التضليلية الفتاكة على ابناء الأمة المحمدية، وكان من الواجب على الجميع استيعاب ذلك المخطط الفارسي القذر ووضع التدابير الإحترازية لمواجهته والتصدي له.
للأسف الشديد واقولها بكل حسرة وندم وقهر ان هناك الكثير من الذين سقطوا في فخ هذا المشروع العقائدي التضليلي الفاسد يقومون اليوم بهدم بنيان العقيدة السمحاء وضرب الهوية الإيمانية للأمة العربية المسلمة من الداخل عن طريق التعبئة والتحريض وإظهار اصحاب الحق في موقف الباطل واصحاب الباطل في موقف الحق، وللأسف الشديد ان هناك حرباً ضروس يسعرها طرف واحد هو الشيعة الموالون لعقيدة الفرس ويستهدفون من خلالها أهل السنة والجماعة، هذه الحرب المتصاعدة وتيرتها التي حرك من خلالها العدو كافة اشرعته للنيل من عقيدة اهل السنة للأسف يقابلها الكثيرين من ابناء جلدتنا بالتخبط وعدم الثبات والتمسك بتعاليم عقيدتنا السلفية وهو ما سهل من مهام العدو في التوغل والإختراق الى العمق حتى نراه اليوم يناور هنا وهناك وفي عدة جبهات ليضرب كل القيم والمبادئ الدينية لأمتنا العربية والإسلامية، فاين نحن من تعاليم ديننا الحنيف، واين نحن اليوم يا أمة محمد من ديننا الذي قد يصادر على حين غفلة منا دون ان نحرك ساكن وننتظر من بعده مصيرنا المجهول، لماذا لا نشحذ الهمم من الآن سيما ونحن في موقف الحق ومن نمتلك القرآن العظيم، لماذا لا نتحرك من واقع محبتنا لنبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه طالما ولدينا الهوية الإيمانية العظيمة، لماذا لا نندفع افواجاً بقلوب مؤمنة جسورة ملئها الحب والغيرة على الله وعلى دينه خوفاً عليه من العبث والتغيير والتبديل لمواجهة هؤلاء الأعداء اكانوا مجوساً اوروافض او شيعة او يهود او نصارى، لماذا لا نقف وقفة إيمانية نتأمل فيها مسار حياتنا لنحاسب انفسنا ونحملها مسؤولية ما وصلنا اليه من اوضاع مزرية وبلاوي ونكبات وأزمات جراء تفريطنا لبديهيات الحفاظ على هويتنا ومعالمنا الدينية، لماذا لا نهب بأفئدة تمتلئ كمداً وغيضاً لنصرة عقيدتنا السمحاء لكي نضع حد نهائي وفاصل لفكر ومنهجية وعقيدة هذا العدو الخبيث.