محمد مرشد عقابي يكتب:
2020م عام الثبات والصمود والنصر الجنوبي المؤزر
حل يومنا هذا الأربعاء العام 2020م ضيفاً جديداً علينا وهو كغيره من أعوام الميلاد الدنيوي سيمكث قرابة 365 الى 366 يوماً ثم سيرحل ويحط رحاله بعيداً إلى حيث لا رجعة وسيخلفه عاماً جديد آخر إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها، وهناك اجيال تتعاقب عليها تلك السنون لترث هذه الأرض، فتأتي اجيال وتأفل أخرى وهكذا دواليك تستخلف في الأرض لتعمرها، وسعيد الحظ من كتب وسيكتب له العمر المديد لكي يشهد هذه التشكلات والتحولات الدنيوية ويلحظ تلك التغيرات، هذا العام الميلادي الجديد 2020م قد يحمل بين طياته بشارات النصر المبين للجنوب ومعه قد يتحقق حلم الإستقلال بتزكية وإعتراف دولي وهذا ما نتمناه إن شاء الله، هذا العام ياتي تجسيداً لما قبله من أعوام المواجهة والصمود والتحدي في وجه مليشيات نظام الإحتلال اليمني، انه عاماً جديداً ستزف فيه بشائر النصر المؤزر التي تلوح في الأفق القريب، سيكون ابناء الجنوب في هذا العام أشد بأساً من ذي قبل واقوى عوداً وأذكى ناراً.
عام جديد يثبت فيه ابناء الجنوب للعالم أجمع إيمانهم وتمسكهم بعدالة قضيتهم، وسيظهرون دون شك للعالم اجمع مدى تلأحمهم وتأزرهم وتوحدهم واصطفافهم خلف قيادتهم الموقرة بقيادة القائد الرمز عيدروس ابن الزبيدي، عاماً سيؤكد فيه الجنوبيين للعالم بأسره قوة ثباتهم وصلابة صمودهم واستمرارهم في دعم وتعزيز جبهات المقاومة ضد المحتل ومليشياته الظلامية المتعثرة.
بعد إنقصاء ما يقارب خمسة أعوام من تطهير وتحرير المحافظات والمدن والمناطق الجنوبية وإعلان تخلصها من شرذمة الحوثي الكهنوتية المدعومة من ايران وفي الوقت الذي تتوالى فيه عمليات الدعم اللوجستي والحربي وتهريب الأسلحة المختلفة والطيران المسير لهذه العصابة الإجرامية من قبل إيران بهدف سفك المزيد من دماء الجنوبيين وارتكاب الجرائم الوحشية البشعة ضدهم تتصاعد حدة الخسائر في جانب هذا العدو وتتبدد احلامه وتبرز معالم النصر الجنوبي في الأفق القريب، وما يحصل على مستوى جبهات الحدود وخاصة الضالع التي صعدت فيها المليشا وتيرة بغيها وعدوانها بهدف تحقيق نصر ولو معنوي يذكر وهو ما لم يتحقق بفضل الله وتضحيات الرجال الأسود، حاولت هذه الجحافل حرف مسار الحرب وتغيير موازين القتال لتفعل جبهتها الإعلامية الملغومة أملاً في تحقيق الإنتصار وإنزال الهزيمة من خلال هذه الجبهة برجال الجنوب الأبطال، معادلة المواجهة التي يخوضها شعب الجنوب ممثلاً بجيشه وابطاله المقاومين ستختلف إتجاهاتها وستتعدد محاورها خلال هذا العام عبر مسارات جديدة في نطاق أحتواء مغامرات العدو، وستعمد القوات المسلحة الجنوبية بما امكن على كبح جماع هذا العدو المتغطرس كما استطاعت خلال الأعوام الماضية من فرملة تقدمه على اكثر من محور في هذه المواجهة الحتمية والمصيرية، ما تحقق في العام الماضي وما قبله انعكس بالإيجاب على معنويات ابطال الجنوب الأشاوس حيث نشهد زخماً في العمليات العسكرية والأمنية النوعية التي تسطر ملاحمها بشكل يومي ومستمر في حميع مواطن الشرف والبطولة مروراً بالتحول المفصلي الفذ الذي طرأ على إمكانيات الجنوب التسليحية وتطور قدراته الدفاعية مقارنة بما كان عليه عقب عام 1990م، وأخيراً وليس آخر ما نشهده هذه الأيام من تصاعد لمستوى الثبات والصمود والتحدي الذين يبديه أبطال ومغاوير الجنوب يجسد معاني الوفاء والتضحية غير القابلة على الإنكسار او المساومة، فهذا الشعب الذي تجرع نقيع المر والعلقم منذ عام 1990م إلى عام 2015م سنبري عن بكرة أبيه للتصدي لأي خطر يمس مكتسات ثورته المجيدة التي قضت على المستعمر اليمني الجديد، فهذا الشعب الجسور قد تعود على كسر زحوف العدو في جميع جبهات المواجهة ومنها الحدودية التي تفصل الضالع ولحج عن تعز واب اليمنية حيث كشفت المعارك التي دارت في العام المنصرم هناك ان قواتنا الجنوبية الباسلة لديها القدرات والمنظومات الدفاعية والهجومية المتطورة التي تستطيع من خلالها ردع الغزاة وحماية وتأمين حدود الجنوب، وكذا إمكانيات يعول عليها لصد ومواجهة اي تحرك تصعيدي تقدم عليه تلك المليشيات بما يضمن إفشال اي مخطط او مشروع إجرامي دنيء يستهدف الجنوب، واظهرت المعادلات التي طرأت في الجبهات ان الجنوبيين سيواجهون التصعيد بالتصعيد وهناك استعداد تأم وكامل من الجميع للتضحية والفداء في سبيل القيم والمبادئ والثوابت الدينية والوطنية والثورية والأخلاقية الجنوبية المثلى، وهذه الدرجة العالية من التأهب والحضور والإستعداد والجهوزية لدى ابناء الجنوب تأتي ترجمة طبيعية لحالة النضج والوعي الكافي الذي وصل اليه كل الشرفاء الذين يغاروا على دينهم ووطنهم وارضهم واعراضهم واموالهم وهذه الثوابت لا يمكن لأي جنوبي ان يحيد عنها، فالعالم أمام معادلة جديدة تؤشر في اتجاه واضح وهو توفر الإرادة القتالية وعزيمة المواجهة عند كل شرفاء شعب الجنوب فضلاً عن ثقتهم بقدراتهم وخبراتهم وتقنياتهم العالية التي يمتلكونها نظير الدعم المعنوي والتسليحي اللأمحدود والمقدم من قبل الأشقاء في دول التحالف العربي الذين يدعمون وبسخاء ابطال الجنوب المرابطين للدفاع عن حرمة وحدود المنطقة العربية برمتها لردع سلاح هذه المليشيا الكهنوتية ومواجهتها الى جانب دعمهم للجنوب بمنظومات متعددة اخرى قادرة على صد كيد ومكر الغزاة وصنع الفارق في ميادين المواجهة تلك العوامل ستربك حسابات العدو اليمني الإجرامي المتغطرس والمدعوم من إيران وغيرها من الدول وستفشل كل رهاناته لإعادة التموضع في الجنوب مرة اخرى بعون الله، ومن ينظر الى استراتيجية الحرب التي تشنها المليشيات اليمنية سيجد بانها لم تحقق سوى السقوط القيمي والأخلاقي والإنساني فهي تمعن وباستمرار في ارتكاب الجرائم الوحشية التي يندى لها جبين العالم وكان آخرها جريمتها الدموية والتي اختتمت بها مسلسل جرائمها للعام 2019م من خلال استهدافها بصاروخ باليستيي لتجمع من المواطنين الأبرياء بمحافظة الضالع الجنوبية والذي راح ضحية فيه عدد كبير من الأطفال والمدنيين ظل تواطؤ اممي ودولي واضح ومفضوح يقابل هذه الممارسات الإرهابية والجرائم البشعة، كما خلفت حرب الإبادة ابتي تشنها هذه المليشيات المسلحة ضد ابناء الجنوب خلال السنوات الأربع الفارطة الآلاف من الشهداء والجرحى وشردت مئات الأسر في المناطق الحدودية الأمر الذي يكشف حجم هستيريا الهزيمة والتخبط الذي تعانيه من وقع الضربات التي تتلقاها وكذلك نتيجة فشلها الذريع وعدم نجاحها في تنفيذ الأجندة الإيرانية المؤكلة اليها، نقول لشعب الجنوب الحر الأبي الصامد بمزيد من الصبر والثبات والصمود سيتحقق النصر للجنوب وسيرضخ العالم اجمع وسيؤيد مطلبنا المشروع بفك الإرتباط وإعلان استعادة الدولة ذات السيادة المستقلة بكامل حدود أراضيها وترسيماتها الجغرافية والديموجرافية والسياسية لما قبل عام 1990م، والله غالباً على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.