مشعل السديري يكتب:

لا أكثر الله من أمثالكم

سياسة جديدة ستطبقها بريطانيا مع قوات الشرطة المحلية لفرض غرامة على من يقودون سياراتهم بمرافقة موسيقى صاخبة أو يغنون بصورة مزعجة أثناء القيادة على الطريق، وذلك في محاولة للتصدي للتلوث السمعي والضوضاء، وستكون التهمة القيادة بتهور.

اللافت في الأمر أن القواعد الجديدة ستطبق أيضاً على المشجعين الرياضيين الذين يحتفلون بفوز ناديهم في سياراتهم. انتهى.

يا ليت المسؤولين عندنا يطبقونها على الأقل في مدينتي التي أعيش فيها، «وما عليّ من غيري!»، فمشكلة التلوث السمعي التي أعانيها، لها أول، وأتمنى أن يكون لها آخر، ليس بموتي، لا سمح الله! ولكن بتطبيق ذلك النظام، ومن سوء حظي العاثر أن منزلي يقف في شارع يؤدي إلى الكورنيش، وأغلب الشباب من الجنسين المنطلقين بسياراتهم إلى هناك للفسحة أو للاحتفال بفوز فرقهم يفتحون نوافذ سياراتهم ويرفعون أصوات الموسيقى والأغاني إلى أعلى درجة، بل يرقصون عليها، هم وسياراتهم التي تتطوح ذات اليمين وذات الشمال، إلى درجة أنني أصبحت أستعين بسدادات الأذن كل يوم تقريباً، وغدوت شبه «أصقه»، وكثيراً ما وقعت بالإحراجات وذلك عندما أنساها بأذني وأتحدث مع أحدهم طالباً منه أن يرفع صوته لكي أسمعه، فيرد عليّ قائلاً أنت «وطي» صوتك لقد خرقت طبلة أذني، فأضيع معه بين «حانا ومانا»، ويا مثبت العقول ثبت عقلي.

***
عبّر الفنان الفرنسي عن ابتهاجه بالاضطلاع بدور الدجاجة الحاضنة، قائلاً إنه سعيد بالمساهمة في تفقيس الصيصان، ولإتمام تجربته جلس أبراهام بوانشيفال 3 أسابيع على مقعد متدثراً بغطاء مصنوع من مواد عازلة، في حين وضع 9 بيضات في حاوية مثبتة تحت المقعد، وكان يغادر مكانه فوق البيض لما لا يزيد على 30 دقيقة في اليوم لتناول وجباته، والغريب أو الرائع أن الصيصان أصبحت تجري وراءه أينما ذهب، معتقدة أنه أمها، وهو بالفعل كذلك.

والمفارقة أن مسيو بوانشيفال غير متزوج، وليس له أبناء، وقال مبتهجاً في أحد المحافل؛ الحمد لله أنني أخيراً «خلّفت».
وإن أراد أحد منكم أن يخلّف، فعليه أن يعيش التجربة!!

***
أخذت أفكر بهذه العمليات الحسابية، ولا أعلم إلى الآن هل هي صحيحة، أم أنها مجّرد «خرطي»: (1) الجهل + الفقر = إجرام. (2) الجهل + الثراء = فساد. (3) الجهل + الحرية = فوضى. (4) الجهل + السلطة = استبداد. (5) الجهل + الدين = إرهاب.
إنني أستنجد بكم... لا أكثر الله من أمثالكم!