محمد مرشد عقابي يكتب:
مسلسل العبث الإيراني بأمن العالم
من ينظر الى ماقبل العام 2015م ومابعده بسنوات قليلة يرى بان جمهورية إيران قد امعنت في العبث بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، فقد كانت إيران تحيك مؤامراتها في غرف مغلقة ومظلمة لا يوجد فيها غير لمبة ذات ضوء خافت، كما كانت تتستر على جميع جرائمها في الشرق الأوسط بذرائع شتى من بينها '' القاعدة '' والإرهاب '' وأحيانا تسجل الجريمة ضد مجهول وحينها يغلق الملف ويرمى في سلة المحاكم الدولية أو سلة المجتمع الدولي ولا فرق بينهما إذا ماكان المجرم إيران ولا احد يحرك إزائها اي ساكن، وبهذه الممارسات واساليب لي الذراع أرادت إيران وتريد استعراض عضلاتها امام مرأى ومسمع العالم بأسره والسير في درب ممارسة الإبتذال والإبتزاز السياسي والثقافي والديني والإجتماعي لدول محيطها الأقليمي خاصة تلك المتضررة من سياساتها العدائية والإستعمارية القائمة على نشر الفوضى والإرهاب.
اليوم وبعد أن سيطرت إيران بصورة او بأخرى عبر أذرعها واجنحتها المنتشرة هنا وهناك على أدمغة معظم العوام في المنطقة العربية وزرعت ألغام فكرها الطائفي المدمر وبذور ثقافتها الإيدلوجية القائمة على الضلال ومحاربة كل ما يتصل بالأمن والسلامة والحياة، ما تزال هذه الدولة الخبيثة ذات السياسة المختلة والمارقة والمنتهكة للحقوق الإنسانية والحريات تمعن في إرتكاب المخالفات الجسيمة وتحمل نفسية ذاك الطفل المتمرد الذي إذا لم توقفه عند خطأ أرتكبه يصر على إرتكاب ذلك الخطأ نفسه مرات عديدة بل ويواصل مسلسل تلك الحماقات بإقتراف أخطاء ساذجة ومتعمدة بشكل أوسع وافضع، هذا ما لمسناه من جرأة ووقاحة هذه الدولة التي تتحدى الإرادة الدولية وتمارس ابشع صور الإرهاب من خلال استمرارها في قتل وتدمير الشعوب العربية ومنها شعبنا الجنوبي بزعم محاربتها أمريكا واسرائيل وهي اكذوبة كبرى تضحك من خلالها على عقول الجميع، فالدول التي تدعي هذه العصابات محاربتها عندنا التي ليس لها اي تواجد اصلاً في ارض الجنوب العربي ومثل هذه الإدعاءات والإفتراءات الكيدية لا تبيح شرعاً او قانوناً سفك الدم وقتل ابناء شعب اعزل وهو شعب الجنوب العربي الذي ما يزال يتعرض ومنذ 5 اعوام لحرب همجية كبرى من قبل جماعات إيران الإرهابية، وحتماً سياتي اليوم الذي ستحاسب فيه هذه الدولة المارقة عن كل جرائمها الوحشية والفظيعة بحق الشعوب العربية وستطالها يد العدالة الدولية طال الزمن او قصر.
بعد ان دعمت إيران فصيلها المسلح في العربية اليمنية " الحوثي " بانواع السلاح المختلف لقتل شعب الجنوب العربي الأعزل طمعاً منها لإحتلاله ونهب ثروته ومن ثم مواصلة مشروعها التدميري للعبث بهويته الدينية وبأمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية، هاهي اليوم وبكل سفاهه ووقاحة لا مثيل لها تتحدى إرادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وتمارس ابشع عمليات القتل والإرهاب في موطن النشامى والكرامة ارض العراق الشقيق ليحول هذا البلد العربي العزيز الى ساحة مستباحة لذئاب هذه الدولة الإجرامية تمارس فيه كل صور الإذلال والإمتهان بحق ابناء هذا الشعب العزيز الذي نتذكر بأسى وحزن رئيسه وقائده المغوار صدام حسين رحمه الله والذي لو كان حياً لما وصل حال هذا البلد الى ما وصل اليه اليوم، كل تلك الممارسات القذرة تنفذها عصابات إيران بذريعة محاربتها أمريكا واسرائيل وهي نفس الاسلوب من الخديعة والمكر الذي تمارس لتضليل الرأي العام الأسلامي للعبث بأمن واستقرار دول الخليج ومحاولة السيطرة على مقدراتها ونهب خيراتها.
إيران قامت بحسب تاكيد معظم المحللين السياسيين والباحثين في شؤونها بدعم ورعاية وتمويل وتغذية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم ونفذت العديد من الهجمات الإرهابية استهدفت من خلالها المصالح الدولية ومن بين ذلك تبنيها لهجمات الطيران المسير والصواريخ الباليستية التي شنت عام 2019م على مواقع ومنشأت صناعية واستثمارية ومدنية في دول الخليج العربي خاصة المشاركة في حرب استعادة الشرعية في اليمن، هذه الجرائم المعلنة منها وغير المعلنة التي يتبجح بها عملاء إيران ووكلائها في المنطقة الذين ينفذون الحرب نيابة عن اسيادهم في طهران هي التي تثبت وبما لا يدع مجالاً للشك تورط هذه الدولة الإرهابية المارقة في إثارة القلاقل والفوضى وفي زعزعة الأمن والإستقرار على المستويين الأقليمي والدولي.
إيران اعلنت في السابق سيطرتها على معظم عواصم العرب وحكوماتهم العميلة والفاسدة، لكن لم بخطر في بالها عظمة شعب الجنوب العربي وشجاعتة وبسالته، فهذا الشعب الحر الأبي الذي لا يعشق العيش في مذلة لم يرضخ لسلطان اعظم امبراطورية شهدتها الأرض، فكيف تتجرأ دولة إيران على تجاوز خطوط هذا الشعب الحمراء، فقد اوقعت الحماقة السياسية هذه الدولة في شر اعمالها فحينما وجهت آلة حربها نحو صدور ابناء شعب الجنوب الأحرار عبر الوكيل المنفذ للمشروع والتوجه (جماعة الحوثي) اليمنية، لم يقف شعب الجنوب موقف المتفرج او المستضعف، فقد كان عند قدرة المسؤولية وانبرى لمواجهة العدو وكسر زحوفه وافشل مخططاته وحطم أصنامه واوثانه التي تهاوت في واد سحيق.
تورطت إيران بالمجازفة في شن هذا العدوان الهمجي والبربري على شعب هي تعلم بأنه لا يقهر فدفعت جحافلها الغازية نحو الجحيم، ودفعت ثمن تعورها ومجازفتها غير المدروسة ضريبةً باهضة، وجراء هذا التدخل الأرعن والسافر في ارض هي ملك أهل السنة والجماعة وليس للشيعة فيها موطئ قدم تجرعت إيران العلقم وعادت فلولها محمولة في توابيت لتنتقل مساكنها من فوق الأرض الى باطنها.
تثبت القرائن والشواهد والبراهين بأن إيران وعلى مر التاريخ لا تملك القدرة على الانتصار على الشعوب العربية ومنها شعب الجنوب واقصى ما يملكه هذا العدو هو أن يقتل الأبرياء ويرتكب المجازر والجرائم البشعة بحق الإنسانية، ولإيران سجل حافل في الغدر والقتل والإرهاب فقد تلطخت ايديها بقتل الكثير من القادة والزعماء والمناضلين العرب من بينهم شهيد الجنوب العربي الشهيد القائد منير اليافعي ابو اليامة ومسلسل الإغتيالات الذي تنفذه هذه الدولة الإرهابية في وطننا لا يتسع المجال لحصره، وفي كل مرة تفشل إيران في تنفيذ مخططاتها تلجأ عبر ادواتها لإرتكاب الحماقات والمجازر بحق المدنيين والأبرياء وهي بذلك تعجل من أمر نهايتها الحتمية، فدماء العظماء لها ثمرة أصلها ثابت في شرع الدين القويم وهو النصر وصحوة الشعوب، وهذا عائد سلبي على هذه الدولة المتأسلمه وحلفاؤها في المنطقة وأدواتها الرخيصة، لقد جربت إيران جميع الحيل من أجل إفشال المشروع السلفي في منطقة الجزيزة العربية والخليج لكن رهانها خاب فلجأت الى استمالت الشعوب وبث وسائل التعبئة والتحريض الطائفي والعقائدي والمذهبي لزرع فتيل الإحتراب الأهلي وشق صف الشعوب العربية المسلمة ولكنها مع ذلك فشلت ايضاً فشلا ذريعاً وما حدث في اليمن من إحباط لمحاولة التمدد الإيراني اعظم دليل على فشل مخطط هذا العدو الذي تحولت مشاريعه في المنطقة الى كابوس مزعج له ووبالاً عليه.
المواقف السياسية لجميع دول الشرق الأوسط اثبتت للعدو الإيراني بانه لا استهانه بإرادة الشعوب ولا بدمائها والكل قد أجمع على خوض معركة الإستقلال ضد هذه التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للدول ومواجهة الغطرسة والطغيان الفارسي فقد سقط الكثير من الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل كرامة وعزة الدين وحافظوا بدمائهم الزاكية على ماتبقى من ماء وجه للعروبة والإسلام من اولئك الذين تجردوا من عروبتهم وأصبحوا عملاء متمرسين يبيعوا ذممهم وضمائرهم للفرس مقابل شيء من الدنيا قليل، ويبقى الردع العسكري هو سيعجل بزوال هذه الغدة السرطانية الخبيثة الموجودة في خاصرة الأمة.